ستكون الجماهير العربية في نهاية العام الجاري، على موعد مع الإثارة، في "بروفة" أولى قبل كأس العالم، التي ستقام في قطر سنة 2022. فالموعد العربي، سيكون مختلفاً عن كل المسابقات السابقة، التي جمعت المنتخبات العربية، لأن توقيت تنظيم كأس العرب وكذلك المنتخبات التي ستشارك فيه إلى جانب تبني الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هذه النسخة يجعل البطولة أشبه بكأس عالم مصغرة.
وتستمد هذه النسخة قيمتها من حضور 16 منتخباً، يعتبرون الأفضل في القارتين الآسيوية والأفريقية، ومن النادر أن اجتمع هذا العدد من المنتخبات في بطولة واحدة ما يعني إجراء عدد أكبر من المباريات، وتنافساً أقوى بينها من أجل إسعاد الجماهير التي تنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر.
كما أن حضور منتخبات توجت بألقاب هامة، خلال الفترة القريبة الماضية، يجعل البطولة شديدة الحماس، ومؤشرات ارتفاع المستوى الفني عديدة بما أن الحديث يهم مباريات "ديربي" عديدة بين المنتخبات العربية الشقيقة، وهذه المنتخبات تجعل للمسابقة أبعاداً كبيرة.
فمن ناحية أولى، يستضيف المنتخب القطري هذه البطولة، على الملاعب التي ستحتضن بعد عام نهائيات كأس العالم، ما يعني أن ظروف إجراء المباريات ستكون رائعة، لأن قطر أصبحت رائعة في مجال البنية التحتية، والملاعب التي تضعها على ذمة ضيوفها تغري كل لاعب بمضاعفة المجهود.
كما أن المنتخب القطري، هو حامل بطولة آسيا الأخيرة، وهذا يعني حضور أفضل منتخب في هذه القارة، في كأس العرب ما يعطي البطولة أهمية أكبر قياساً بدورات أخرى.
وفي الجهة المقابلة يشارك منتخب الجزائر، بطل أفريقيا في 2019، هو ما يعني أن بطلي القارتين سيتنافسان على الأراضي القطرية وما يجعل الكأس أشبه بمنافسة "كأس القارات" التي ينظمها الاتحاد الدولي كل أربع سنوات.
ويشارك أيضاً المنتخب التونسي، الذي حلّ رابعاً في كأس إفريقيا الأخيرة، أي أن اثنين من أربعة منتخبات، احتلت المراكز الأربعة الأولى في كأس إفريقيا سيكونان حاضرين على الأراضي القطرية في هذه المسابقة.
أمّا المنتخب المغربي، فقد تُوج ببطولة أفريقيا للمحليين منذ أسابيع قليلة، وسيكون بدوره حاضراً في هذه النسخة وهذا مؤشر إيجابي على قوة المنافسة المفترضة في هذه الكأس.
وضمنت منتخبات: الجزائر وتونس ومصر والمغرب، مشاركتها في كأس إفريقيا، التي ستقام بعد شهر من كأس العرب، سنة 2022 في الكاميرون، وقد تلتحق بهذه المنتخبات موريتانيا والسودان وجيبوتي ما يعني أن سبعة منتخبات تأهلت إلى كأس إفريقيا قد تحضر في قطر خلال كأس العرب.
هذه المعطيات، تعطي الدليل على قيمة المنتخبات التي ستشارك في هذه المسابقة، فكل المؤشرات تؤكد أن قيمة المنافسين ستجعل التنافس قوياً وشديداً، والجماهير ستكون على موعد مع الفرجة والإثارة والتنافس القوي.
وكانت قرعة البطولة المقررة خلال الفترة ما بين الأول حتى 18 كانون الأول/ ديسمبر المقبل التي سحبت في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء، قد أسفرت عن مجموعات مثيرة، ضمت المجموعة الأولى: قطر، العراق، الفائز من مواجهة عمان والصومال، الفائز من مواجهة البحرين والكويت فيما ضمت المجموعة الثانية: تونس، الإمارات، سورية، الفائز من مواجهة موريتانيا واليمن، والمجموعة الثالثة: المغرب، السعودية، الفائز من مواجهة الأردن وجنوب السودان، الفائز من مواجهة فلسطين وجزر القمر وضمت المجموعة الرابعة: الجزائر، مصر، الفائز من مواجهة لبنان وجيبوتي، الفائز من مواجهة ليبيا والسودان.