أيامٌ قليلة تفصلنا عن الحلم، 20 نوفمبر/تشرين الثاني وانطلاقة كأس العالم الاستثنائية فيفا قطر 2022.
ارتبطت دائما بطولات كأس العالم السابقة بنجوم أصبحوا رمزاً وأيقونة للبطولة والتتويج باللقب، كمثال الجوهرة السمراء البرازيلي بيليه 1958 و1970، البرازيلي غارنيشيا 1962، والإنكليزي هيرست 1966، والألماني غيرد مولر 1974 وصولا للأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا 1986.
الأرجنتين ظلّت تبحث عن خليفة للأسطورة مارادونا، أسماء عديدة ونجوم لم يستحقوها، أبرزهم أورتيغا، غايردو، إيمار، سافيولا، ريكيلمي وتيفيز، أغويرو، ديبالا وغيرهم.
ليونيل ميسي أسطورة الأرجنتين هو من يستحق أن يكون خليفة مارادونا، لكن بدون لقب كأس عالم ستكون المعادلة منقوصة رغم أن ميسي يعد مصدر الاستمتاع الأول منذ مارادونا، ليو صاحب الأرقام القياسية والجوائز والبطولات، دولياً خاض 163 مباراة وسجل 88 هدفاً منذ 2005.
من مباراة المجر مع منتخب بلاده توج بكأس عالم الشباب 2005، ثم بذهبية أولمبياد بكين 2008، وكوبا أميركا 2021 (وكان وصيف 2007 و2015 و2016)، إضافة للقب كاس الأبطال 2022، بين بطل أميركا الجنوبية الأرجنتين وبطل أوروبا إيطاليا 2022.
مسيرة ميسي بكأس العالم كانت 4 مشاركات، تخللتها 19 مباراة وسجل 6 أهداف فقط (2006 و2010 ربع نهائي أمام ألمانيا و2014 وصيف أمام ألمانيا و2018 دور الـ16 بنتيجة 3-4 أمام فرنسا)، هداف منتخبات أميركا الجنوبية التاريخي، (ميسي الأول بـ88، والثاني بيليه 77 والثالث نيمار 74).
حقق ميسي 35 لقباً مع برشلونه منذ 2004 حتى 2021 (10 ليغا، 7 كأس، 7 سوبر محلي، 4 أبطال الدوري الأوروبي، 3 سوبر أوروبي، 3 كأس عالم للأندية، هداف تاريخي لليغا 474 هدفاً، و8 مرات هداف الليغا، و6 مرات حذاء ذهبي)، ثم انتقال لباريس سان جيرمان 2021-2022، ولقب دوري وسوبر. عطفاً على ما حققه من إنجازات وألقاب، إلا أنّه لم يحقق حلمه وبطولته التي يبحث عنها، بطولة كأس العالم. وقد تكون هذه النسخة الأخيرة للاعب (35 عاماً)، وشعار رفعه "هذه بطولتي" وسط كوكبة من النجوم المنافسين بمونديال 2022 فيفا قطر، على رأسهم كريستيانو رونالدو البرتغال، ونيمار البرازيل، وكيليان مبابي فرنسا، وهاري كين إنكلترا، وليفاندوفسكي بولندا، ودي بروين بلجيكا، وكاي هافرتس ألمانيا، وغيرهم من الرموز.
منتخب الأرجنتين يمرّ بفترة هي الأفضل للتانغو، 34 مباراة دون خسارة منذ يوليو/تموز 2019 بنتيجة 0-2 أمام البرازيل، نصف نهائي كوبا أميركا 2019، حقق لقب كوبا أميركا 2021، كان اللقب رقم 15 والغائب منذ 1993، والأرجنتين على بعد 3 مباريات دون خساره لمعادلة رقم إيطاليا 37 مباراة دون هزيمة.
أيضاً توجت الأرجنتين بكأس الأبطال 2022 كبطلة لأميركا الجنوبية أمام إيطاليا بطلة أوروبا، إضافة للتأهل للمرة 18 لنهائيات كأس العالم.
قيادة فنية منذ 2018 للمدرب الوطني ليونيل سكالوني بجماعية وانضباط وتنظيم بالإضافة لخبرات ليونيل ميسي وقيادته لمجموعة مميزه من حراسة المرمى لإميليانو مارتينيز، تاليفيكو، روميرو وليساندرو مارتينيز، باريديس، دي بول، لوسيلسو وكوريا، لوتارو مارتينيز، دي ماريا، ديبالا، يوليان ألفاريز وقائمه مليئة بالنجوم البدلاء.
هل تكرر الأرجنتين الإنجاز مثل لقب 1978، بقيادة المدرب الوطني سيزار مينوتي ونجوم أمثال أوبالدو فيلول، كمبيس، ارديلس، باساريلا، تارتنيني، لوكيه، أو التتويج الثاني 1986، بقيادة المدرب الوطني كارلوس بيلاردو وكوكبة بقيادة مارادونا، بومبيدو، براون، بروتشاغا، فالدانو؟
الفوز بلقب كأس العالم تكريمٌ عادل لميسي الموهبة الفريدة والأسطورة، صاحب لحظات متجددة من المتعة والإبداع والامتاع والأهداف كتتويج له، أم تراه ينضمّ لقائمة النجوم المبدعين الذين لم يحققوا كأس العالم رغم مكانتهم ومهاراتهم، ومنهم دي ستفانو، بوشكاش، إيزيبيو، كرويف، بلاتيني، رومينغيه، فان باستن، باجيو، باولومالديني، رؤوال، زلاتان إبراهيموفيتش، ،غيغز، أوليفر كان.
ميسي يبحث عن النهاية السعيدة بالأراضي القطرية، هل يحققها وتكون مسك الختام؟