قصة ناديا نديم التي فرّت من حرب أفغانستان لتصبح نجمة مونديال السيدات

27 يوليو 2023
تملك ناديا تاريخاً مميزاً مع منتخب الدنمارك (مارسيو مارشادو/Getty)
+ الخط -

يعوّل منتخب الدنمارك في مونديال السيدات الذي يدور خلال الفترة الحالية بأستراليا ونيوزيلندا، على خبرة نجمته ناديا نديم للتألق في البطولة، ولا سيما أنها بدأت اللعب مع المنتخب في 2009، ولعبت 103 مباريات، سجلت خلالها 38 هدفاً.

وقالت نديم في حديث لموقع "فيفا" قبل البطولة: "إن كرة القدم توحّد الناس، أنا سعيدة بمشاركة 32 منتخباً، من بينها منتخبات ستشارك للمرة الأولى، وأرى أن ذلك أمر رائع حقاً، لأن لاعبات المنتخبات الجديدة سيكنّ مصدر إلهام للأجيال الصاعدة في بلدانهن".

ولدت ناديا نديم في هيرات، في أفغانستان، عام 1988، وفرّت في عمر الـ11، مع أمها و4 أخوات لها، بعد مقتل والدها الذي كان جنرالاً في القوات الأفغانية خلال الحرب، وكان والدها يحب كرة القدم كثيراً، ويبدو أن ذلك الحب طغى على جيناتها، فبعد لجوئها مع عائلتها إلى الدنمارك، بدأت نادية تلعب كرة القدم، وقد أظهرت مهارات كبيرة في تسجيل الأهداف. 

وتوضح ناديا في هذا الصدد لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم: "اكتشفت كرة القدم في وقت صعب جداً من حياتي، كنت قد فقدت كل شيء، كنت قد فقدت أبي وبيتنا، وكان عليّ أن أفرّ إلى بلد آخر، لم أكن أفهم كل ما كان يجري حولي، فقد كنت طفلة. وقعت في حب كرة القدم في مخيم للاجئين، حين رأيت مجموعة من الأطفال، ومن بينهم فتيات، يلعبون بالكرة، لقد أيقظ ذلك المشهد شيئاً في داخلي، ووقعت في حب تلك اللعبة، واليوم بعد كل هذا الزمن، أظن أن تلك اللعبة أنقذتني، لقد أعطت كرة القدم معنى لحياتي".

ويدل كلام ناديا نديم على أن كرة القدم تعمل على جمع الجماهير، حيث قالت: "لقد سمحت لي كرة القدم بأن أفهم كل ما كان يجري حولي، لقد تعلمت اللغة بسرعة كبيرة، وفهمت أنه يمكن تجاوز الحدود، منحتني كرة القدم الثقة بنفسي، ومنحتني الفرحة".

وتملك ناديا مهارات فنيات رائعة، وسرعة فائقة، ما جعلها تلعب لعدد من الفرق الكبرى في كرة القدم النسائية، مثل بورتلاند الأميركي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، ومانشستر سيتي الإنكليزي، وتُوِّجَت بالعديد من الألقاب، مثل الدوري الدنماركي في 2014، والدوري الأميركي في 2017، والدوري الفرنسي في عام 2021.

أما مع منتخب بلادها، فتمكنت ناديا من الوصول إلى الدور النهائي لبطولة أوروبا للأمم، لكن كل ذلك لم يمنعها أيضاً من مواصلة حلمها بأن تصبح طبيبة، وكان لها ذلك بعد تخرجها في 2022، إذ تطمح للعودة إلى مجال دراستها، بعد نهاية مسيرتها الكروية.

المساهمون