قصة الملاكم بوكاس جونيور: من الفقر والعيش بمخيم للاجئين إلى حلم التواجد في الأولمبياد
يملك بوكاس جونيور نجيكي، الملاكم الكاميروني البالغ من العمر 24 عامًا، قصة مثيرة للاهتمام، بعد أن سافر عبر أفريقيا عندما كان مراهقًا، واستقر في أحد مخيمات اللاجئين، قبل أن ينجح في الوصول إلى إسبانيا.
بوكاس، وهو مواطن من دوالا، كان يعمل في اللحام عندما كان طفلاً، وغادر الكاميرون عندما كان عمره 13 عامًا فقط، عبر دول أفريقيا جنوب الصحراء للوصول إلى المغرب، وأصبح لاجئًا في معسكر بسبتة، قبل أن يتمكن من السفر إلى إسبانيا حيث مارس الملاكمة.
وحول هذا قال في تصريحات لموقع قناة "تي واي سي" الأرجنتينية: "لقد غادرت صغيرًا جدًا، في عام 2011. كان عمري 12-13 عامًا. لم أذهب إلى المدرسة مطلقًا. لقد تعلمت العمل في اللحام عندما كان عمري 9 سنوات، عندما كنت صغيرًا. ولم تكن أسرتي تعلم ذلك".
وأضاف حول معاناته مع الفقر: "لم يكن لدينا ما يكفي من الطعام ولم أذهب إلى المدرسة".
وكان صديقه المقرب يهدف إلى الوصول إلى المغرب، وحول هذا تابع: "أخذني صديقي خلفه. وقال لي إن الوضع أفضل هناك".
الوصول إلى أوروبا
وسافر بوكاس عملياً إلى نصف أفريقيا، حيث مر بنيجيريا والنيجر والجزائر، حتى وصل إلى البلاد المطلة على مضيق جبل طارق، وأوضح قائلاً: "لقد كنت هناك لمدة ثلاث سنوات. ولا يوجد عمل، وعليك أن تعيل نفسك".
في البداية، حاول ركوب القارب مرتين: وفي المرتين قبضت عليه الشرطة. وحول هذا تابع: "يتواجد خمسة أو ستة أشخاص في قارب العبور إلى إسبانيا. لقد حاولت مرتين. الشرطة المغربية قبضت عليّ في البحر. وضعنا في القارب في الساعة الثامنة ليلا. أمضينا الليل كله في البحر بالمجاديف. بقينا هناك حتى الساعة 9 صباحًا، عندما ألقت الشرطة القبض علينا في البحر".
وبعدها، نجح في الوصول إلى سبتة، حيث أمضى ستة أشهر في مخيم للاجئين. وأوضح في تصريح للموقع ذاته: "إنه مثل السجن. عليك أن تظل هناك لفترة من الوقت حتى يتمكنوا من رؤية سلوكك".
أخيراً، تمكن من السفر إلى مدريد، وأصبح مهتمًا بالملاكمة. يقول: "ذهبت للبحث عن عمل في البناء، من دون أوراق أو تأمين أو أي شيء، لمدة أربعة أو خمسة أشهر. وبالقليل الذي كسبته، دفعت للاشتراك في صالة ألعاب رياضية لرفع الأثقال".
وقرب منزله، كان هنالك صالة ألعاب رياضية للملاكمة، وفي تلك اللحظة وجد مهنته الجديدة وكشف: "لقد أعطاني ذلك فرصة للمضي قدمًا. عشت أياما لم يكن لدي فيها أي شيء لآكله".
وبعدها تلقى مساعدة من أحد أقاربه، حيث وجد عملاً في صالة للألعاب الرياضية في ملعب رايو فاليكانو، حيث واصل تعلم الملاكمة، وهي الرياضة التي تحقق له نتائج رائعة اليوم.
وبالفعل حصل عام 2021 على الميدالية البرونزية في البطولة الإسبانية، وهو إنجاز كرره العام الماضي وهذا العام. وحول هذا تابع: "الآن أنا أعيش من الملاكمة. أنا أتدرب بنسبة 100% وأستطيع أن أدفع ثمن منزلي ومصاريفي بفضل هذه الرياضة".
بدوره، يطمح الملاكم الكاميروني الشاب إلى تمثيل بلاده في أولمبياد باريس 2024، وحول هذا قال: "هدفي الآن هو الذهاب إلى الألعاب الأولمبية".
اسم مرتبط بنادٍ كبير
ويرتبط اسم الملاكم بنادي بوكا جونيورز الأرجنتيني الشهير، وحول هذا قال: "في إسبانيا، عندما يسألونني عن اسمي، يقولون: ماذا؟ لم أهتم. حتى الشرطة... عندما أوقفوني في الشارع، طلبوا مني وثيقتي ورأوا اسمي. قالوا لي هل اسمك بوكاس جونيور؟ هل تعرف ماذا يعني؟ إنه فريق كرة قدم في الأرجنتين. لم يلفت انتباهي. عندما أجرت وسيلة إعلام أرجنتينية مقابلة معي بعدها، فهمت ما كانوا يقولونه لي في الشارع".
ونتيجة لذلك، تحدث مع والده عبر الهاتف، الذي أخبره أنه كان من المتابعين المخلصين للفريق الأرجنتيني في التسعينيات، وحدثه عن دييغو أرماندو مارادونا، وعن هذا تابع: "سألته من أين يأتي اسمي، أخبرني أنه كان يشاهد الكثير من مباريات بوكا. لقد تحدث معي عن لاعبي كرة القدم الذين كانوا هناك من قبل، أخبرني أن لديهم فريقًا جيدًا، وأنهم لاعبون جيدون. ولهذا السبب أحب هذا الاسم، وعندما ولدت أطلق علي اسم بوكاس جونيور".
¿Quién es Bocas Junior?: el boxeador camerunés que lleva el nombre del club argentino https://t.co/FDrHLHQmhf pic.twitter.com/8HuqGLFwYF
— La Gaceta de Tucumán (@LaGacetaTucuman) September 22, 2023