فياريال.. منافس كشف الفارق بين MSN برشلونة وBBC مدريد

05 مارس 2015
+ الخط -


"أعشق اللعب الهجومي وأميل دائماً إلى الضغط العالي، يجب أن يلعب الفريق كوحدة واحدة في الدفاع والهجوم، هذه هي الأفكار التي أؤمن بها وأريد تطبيقها في أي نادٍ أقوم بتدريبه، حتى لو كان هذا النادي قابعاً في الدرجة الرابعة". يتحدث المدرب مارسيلينو جارسيا تورال عن فلسفته الكروية، ويؤكد أنه مدرب إسباني بنكهة لاتينية خالصة، لذلك حوّل المدير الفني الشاب فريقه فياريال إلى نسخة كروية مميزة خلال الموسم الكروي الحالي.

فريق لاتيني
وضع المهندس التشيلي بيليجريني نواة الكرة الهجومية في قلب ملعب المدريجال، ليصبح فريق فياريال أحد الأندية التي تلعب فقط إلى الأمام، وبعد رحيله لم يفلح خلفه فالفيردي في مواصلة المسيرة، بسبب حبّ المدرب للأساليب الدفاعية وميله إلى التحفّظ، حتى جاء خوان كارلوس جاريدو وصنع مجموعة ممتعة أقرب إلى الأسلوب البرازيلي، لكن بسبب نقص الخبرات وكثرة الإصابات، لم يستمر مشروع مدرب الأهلي المصري الحالي، ليعطي مهمة الغواصات إلى مارسيلينو، بعد ثلاث تجارب سريعة لأسماء أخرى لم تحظ بالوقت والنجاح.

يلعب فياريال على الورق بطريقة لعب 4-4-2 لكنها تتحول فعلياً داخل المستطيل الأخضر إلى 4-6-0، وفي أوقات أخرى 4-2-4، إذ إن المسميات في المدريجال تعتبر بمثابة أرقام التليفونات، لأن الرهان في النهاية على التحركات الدائمة والعمل الجماعي غير المسبوق، وبالتالي أثناء الدفاع تجد رباعيا يغلق الوسط، مع تحول الثنائي الهجومي إلى الأطراف لصنع ثنائية الرقابة على الأطراف، مما يجعل اختراق جسد الفريق أمرا شاقا.

بينما هجومياً يصعد كل الفريق إلى الأمام، تجدهم في صورة مشابهة لمنتخب شيلي تحت قيادة سامباولي، مجموعة متحدة تتحول إلى حيوانات شرسة تتجه سريعاً نحو فريستها من دون رحمة أو شفقة، مما يسبب متاعب مستمرة للفرق الهجومية التي تلعب بدفاع متقدم واستحواذ عالٍ، وبسبب هذه العوامل، عانى أباطرة الليجا برشلونة وريال مدريد أمام الفريق الصغير في الكأس والدوري.

من العاصمة إلى كتالونيا
واجه فياريال عملاقي البطولة الإسبانية بتشكيلتين مختلفتين في ظرف أيام فقط، وكأنه فريق قادر على مناطحة الكبار بأي 11 لاعباً، لذلك بدأ مارسيلينو في البرنابيو بخط وسط مكّون من كامبيل، بينا، ماركوس، جوميز، بينما أمام برشلونة في الكأس، ثبّت بينا فقط وأشرك القوة الضاربة شيرشيف، دوس سانتوس، تريجويروس، خلف الثنائي المتقدم فيتو وأوتشي، مع عودة فيكتور رويز وموساشيو لقيادة خط الدفاع.

يلعب الثنائي برشلونة وريال مدريد أخيراً بدفاع متقدم وضغط عالٍ على الخصم، لذلك تظهر بعض الفراغات في وبين الخطوط أثناء فقدان الكرة، وفياريال واحد من المنافسين الذين يسببون مشاكل جمة حينما يحصلون على الكرة، ليُظهر فريق الغواصات أكبر نقاط ضعف الغريمين قبل ثلاثة أشهر فقط من نهاية المسابقات الكروية.

يعود فييتو/ جيراد مورينو إلى الخلف قليلاً، بالتحديد في المنطقة بين محور الارتكاز ورباعي الوسط، مما يجعله في وضعية مميزة لاستلام الكرة، والخطورة تكمن في سرعة رد الفعل، في ثوانٍ معدودة تحدث التمريرة للاعبي الوسط المنطلقين إلى الخط الجانبي، أو للمهاجم الصريح المتمركز في القنوات الدفاعية، لذلك وصل فياريال إلى مرمى الريال في تسع محاولات، وأمام برشلونة في 17 مناسبة، نظراً لأهمية مباراة الكأس بالنسبة إليه وحاجته إلى الفوز.

هنا يحدث الفارق
في إحصائية وضعها "العربي الجديد" عن جاريث بيل، فشل جناح النادي الملكي في تسجيل أي هدف مع ريال مدريد، منذ إحرازه الهدف الثاني لصالح فريقه في المباراة التي جمعته بنظيره "قرطبة"، وهذا الأمر يسبب حرجا بالغا لمدربه أنشيلوتي، كذلك الأمر ليس في أفضل حال بالنسبة لزميله كريم بنزيمة، الفرنسي الذي يعاني من خمول غريب في معظم المباريات الأخيرة، مما يجعل كامل الضغط ملقى على ساعد الدون البرتغالي رونالدو.

على النقيض تماماً، سجل نيمار دا سيلفا هدفين أمام فياريال في المدريجال، ويعيش لويس سواريز فترة انتعاشة طبيعية جداً، بعد دخوله في نسق الفريق وتفاهمه الكبير مع رفاقه، لذلك يتسلح برشلونة بثنائي ناري في الثلث الأخير، لاعب برازيلي يجيد المراوغات والحسم، وكابتن "هانيبال" الذي يستعيد شراهته التهديفية مع مرور الوقت.

العامل المشترك في الفريقين "ميسي وكريستيانو"، لكن شتّان الفارق بين تعامل القطبين في المواجهات المعقدة، فميسي مثلاً لم يسجل أمام مان سيتي، أتليتكو مدريد في الكالديرون، فياريال في الإياب، لكن برشلونة فاز في النهاية بسهولة شديدة، نتيجة وجود كل من سواريز ونيمار، فيعود الأرجنتيني كثيراً للخلف ويتكفل منفرداً بصناعة اللعب.

أما في العاصمة المدريدية فالأمر مختلف، لأن رونالدو يركز أكثر على تسجيل الأهداف، بعد أن قرّبه كارلو كثيراً من مناطق الجزاء، وأصبح بمثابة المهاجم الحر في تشكيلة الملكي، ويستمر رونالدو في التسجيل أخيراً لكن مع غياب الدعم من زميليه، وهذه المقارنات تضع الفارق الرئيسي أخيراً بين البارسا والريال، وفياريال هو الدليل.

المساهمون