ينطلق الدوري الإنكليزي الممتاز بعد أيام قليلة، في نسخته الـ 125 تاريخياً، والـ 32 بمسمى "البريميرليغ"، حيث يبدأ تحديداً يوم 11 أغسطس/ آب عام 2023، وينتهي في 19 مايو/ أيار عام 2024.
وافتُتح الموسم الكروي الجديد في إنكلترا، بلقاء "درع المجتمع"، بين مانشستر سيتي وأرسنال، وتُوج فريق "المدفعجية" بعد التعادل (1 – 1)، حين حسمت ركلات الترجيح اللقاء (4 – 1)، ليحصد اللقب رقم 17 له في البطولة، فيما خسر مانشستر سيتي اللقب للعام الثالث توالياً، إذ هُزم أمام منافسه فريق ليستر سيتي بهدف نظيف في عام 2021، وفي عام 2022 أمام ليفربول (3 – 1).
من المتوقع أن يشهد الموسم الحالي صراعاً بين الكبار من أجل اللقب، بدايةً من مانشستر سيتي صاحب الـ 7 ألقاب في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز (بينها 5 ألقاب في آخر 6 مواسم)، والمرشح الأول لحصد اللقب مجدداً، والوصول للنجمة الرابعة توالياً وتحقيق رقم قياسي، خاصة أنّه يعيش حالة من الاستقرار الفني بقيادة الإسباني، بيب غوارديولا.
يعود "سيتي" للمنافسات بعد ثلاثية تاريخية في الموسم الماضي، بعدما حصد لقب الدوري وكأس الاتحاد ودوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.
وغادر السيتي في الميركاتو الصيفي العديد من نجومه، أمثال الألماني إيلكاي غوندوغان الذي انتقل إلى برشلونة الإسباني، وكذلك بنجامين ميندي إلى لوريان الفرنسي، والجزائري رياض محرز إلى صفوف أهلي جدة السعودي، وقابله تدعيمان حتى اللحظة، وهما الكرواتي ماتيو كوفاسيتش من نادي تشلسي مقابل 25 مليون استرليني، ومواطنه جوسكو غفارديول من نادي لايبزيغ الألماني مقابل حوالي 77,5 مليون إسترليني.
وانضم الكرواتيان إلى مجموعة من النجوم، ساهمت في صناعة التاريخ مع "سيتي" في الموسم الماضي، مثل الحارس إيدرسون والمدافعين كايل ووكر وجون ستونز وأكانجي وروبن دياش، ونجوم خط الوسط مثل بيرناردو سيلفا ورودري وكيفن دي بروين وبرناردو سيلفا وغريليتش ويوليان ألفاريز وفيل فودين، بالإضافة للهداف النرويجي، إرلينغ هالاند، صاحب الحذاء الذهبي بـ52 هدفاً في 53 مباراة.
من جانبه يسعى أرسنال وصيف الموسم الماضي، لتحقيق اللقب الغائب عن خزائنه منذ عهد المدرب الفرنسي، أرسين فينغر، في موسم 2003-2004.
واستهل الفريق موسمه بلقب "درع المجتمع" على حساب السيتي تحديداً، ليُضاف لإنجازات مدربه الإسباني، ميكيل أرتيتا، الذي تولى المهمة في ديسمبر/ كانون الثاني عام 2019، وحقق حينها لقب كأس الاتحاد في موسم 2019-2020 والدرع أيضاً في عام 2020.
وكان اللاعب السويسري، غرانيت تشاكا، أبرز المغادرين عن المدافع، بعد انتقاله إلى باير ليفركوزن الألماني، مقابل تدعيمات مهمة أمثال الهولندي، يوريان تيمبر، من أياكس، والألماني كاي هافيرتز من تشلسي، والإنكليزي ديكلان رايس.
أما مانشستر يونايتد الذي يسعى لاستعادة الأمجاد، وهو الذي حلّ ثالثاً في الموسم الماضي، فما زال يعيش في مرحلة ما بعد "السير" أليكس فيرغيسون، التي شهدت صعوبات وتخبطات وسلسلة من تغيير المدربين، ويقوده حالياً المدرب الهولندي، إريك تين هاغ، ويتزامن ذلك مع العودة إلى دوري الأبطال، والهدف سيكون تقديم نتائج لافتة قارياً، خصوصاً مع الصفقات الجديدة ورحيل بعض اللاعبين.
في البداية غادر الحارس الإسباني، ديفيد دي خيا، بعد 545 مباراة لعبها منذ عام 2011، وكذلك المدافع، فيل جونز، والبرازيلي أليكس تليس إلى نصر السعودي، مع ضم صفقات جيدة مثل الحارس الكاميروني، أندريه أونانا، قادماً من إنتر ميلانو والإنكليزي، ماسون ماونت من تشلسي، والهداف الدانماركي، راسموس هويلاند، من نادي أتلانتا الإيطالي، مع العلم أن الفريق سيبدأ رحلته يوم 14 الشهر الحالي.
ننتقل بعدها إلى نيوكاسل يونايتد، رابع الموسم الماضي بقيادة مالكه هيئة الاستثمار السعودي، الذي أجرى بعض الصفقات لكن بوتيرة أقل من الموسم الماضي تحت إشراف مدربه الناجح، إيدي هاو، والذي قاد النادي للتأهل إلى منافسات دوري أبطال أوروبا.
نيوكاسل في البداية ضم الإيطالي ساندرو تونالي قادماً من ميلان، والإنكليزي هرفي بارنز من ليستر سيتي، بينما ودعه كلّ من الفرنسي سانت ماكسيمان إلى نادي الأهلي السعودي، مع العلم أنه سيفتتح موسمه ضد أستون فيلا يوم 12 الشهر الحالي.
في المقابل يدخل ليفربول خامس الترتيب في الموسم الماضي، مغامرة الموسم الحالي، مع مدربه الألماني يورغن كلوب، بعد رحيل العديد من الأسماء عنه، مثل البرازيلي فيرمينو (الأهلي السعودي) ومواطنه فابينيو (اتحاد جدة) والقائد جوردان هندرسون (الاتفاق السعودي) والغيني نابي كيتا (فيردر بريمن الألماني) وجيمس ميلنر (برايتون).
واكتفى كلوب بضمّ المجري، دومينيك سابوسلاي، من نادي لايبزيغ الألماني مقابل 60 مليون إسترليني، والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، من نادي برايتون مقابل 30 مليون إسترليني، وانضم اللاعبان إلى تشكيلة من النجوم على رأسها المصري محمد صلاح، وستكون أولى المواجهات يوم 13 الشهر الحالي ضد تشلسي.
أما فريق البلوز، وبعد موسم يُعد الأسوأ باحتلال المركز الـ 12، وتخبطٍ على مستوى المدربين، من توماس توخيل مروراً بغراهام بوتر وبرونو سالتور وفرانك لامبارد، فإنه يسعى لبناء فريق جديد في موسم 2023-2024، بقيادة المدرب الأرجنتيني الخبير، ماوريسيو بوكيتينو.
ويُحاول المدرب الأرجنتيني صناعة ثورة جديدة بعدما غادر ستامفورد بريدج، كلّ من السنغالي كاليدو كوليبالي إلى الهلال السعودي، وكاي هافيرتز إلى أرسنال، والفرنسي كانتي إلى اتحاد جدة، والكرواتي كوفاسيتش إلى مانشستر سيتي، وماسون ماونت إلى مانشستر يونايتد، والغابوني أوباميانغ إلى مارسيليا، وأزبيلكويتا إلى أتلتيكو مدريد، وكلّ من كريستيان بوليسيتش ولوفتوس تشيك إلى ميلان الإيطالي، والحارس السنغالي إدوارد ميندي إلى أهلي جدة السعودي.
وضمّت إدارة الرئيس تود بويلي، أسماء محدودة لكن نوعية، مثل الفرنسي كليسلي أوغوتشوكو قادماً من نادي رين الفرنسي، والسنغالي نيكولاس جاكسون من فياريال الإسباني، والبرازيلي أنجيلو غابريل من سانتوس البرازيلي، والحارس الإسباني روبيرتو سانشيز من نادي برايتون، وسيكون أول لقاء ضد ليفربول يوم 13 الشهر الحالي.
وأخيراً فريق توتنهام هوتسبير، ثامن الترتيب في الموسم الماضي بقيادة مدربه الأسترالي آنجي بوستاك غلو، بطل كأس أمم آسيا 2015 مع الكنغر والمُتوج بلقبين متتاليين في الدوري الاسكتلندي مع سلتيك، وسيدخل الموسم الجديد بتحديات صعبة جداً، ولعلّ أهمها معرفة مصير المهاجم الهداف هاري كين، الذي يريده نادي بايرن ميونخ الألماني هذا الصيف، وسيخوض الفريق أول مباراة أمام برينتفورد يوم 12 من الشهر الحالي.
وسينطلق الدوري الإنكليزي بحضور أندية قوية ومميزة، يمكنها أن تُصّعب المهمة على الكبار دائماً، مثل برايتون سادس الترتيب في الموسم الماضي والمشارك في الدوري الأوروبي، وأستون فيلا سابع الترتيب الموسم الماضي والمشارك في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، مما يعد بموسم ساخن للمنافسة على اللقب والمقاعد الأوروبية وكذلك مقاعد الهبوط.