يستضيف ملعب جوسيبي مياتزا في ميلانو ديربي العملاقين إنتر ميلانو ونادي ميلان، ضمن منافسات الأسبوع الـ21 من الدوري الإيطالي لكرة القدم، في لقاء تنتظره جماهير ميلانو بفارغ الصبر، بعد أن دارت آخر مواجهة بينهما خارج أوروبا، إذ دار لقاء "السوبر" في السعودية، وخلاله انتصر إنتر (3 - صفر).
وتعكس نتيجة آخر مباراة بين الفريقين التحولات الكبيرة التي يعيشها كل نادٍ في الفترة الأخيرة، حيث سجّلت النتائج تراجعاً كبيراً وواضحاً، قياساً بالموسم الماضي، وخاصة من جانب بطل الدوري الماضي نادي ميلان، لا سيما مع بداية عام 2023، حيث كان شهر يناير/كانون الثاني كارثياً على فريق "الروسونيري" في كل المسابقات، إذ خسر الفريق 5 مرات في آخر 8 مواجهات رسمية في كل المسابقات، مقابل انتصار وحيد، كما ودّع مسابقة كأس إيطاليا منذ الأدوار الأولى وخسر السوبر.
أمّا نتائج "النيراتوزوري" فقد سجلت تحسناً نسبياً مع وصول الفريق إلى نصف نهائي كأس إيطاليا والتتويج بالسوبر، إضافة إلى تحسن ترتيب الفريق الذي افتك مركز الوصيف خلف نابولي، الذي يُحلق بمفرده في المركز الأول، ويتجه نحو خلافة قطبي ميلانو في التتويج بالدوري الإيطالي، ذلك أن الإنتر نجح في تقليص الفارق عن ميلان قبل تجاوزه.
وسيكون محور مواجهة الليلة افتكاك مركز الوصيف، فرغم المنافسة القوية من لاتسيو وأتلانتا، فإن ثنائي مدينة ميلانو يبدوان الأقرب للحصول على هذه المرتبة في نهاية الموسم.
وكل فريق يريد أن يكسب المواجهة حتى يتفوق على غريمه التاريخي، ويحقق مكاسب معنوية مهمة، لا سيما أن كل فريق سيخوض قريباً منافسات دوري أبطال أوروبا التي تبدو صعبة للغاية، ولن يكون من السهل على ميلان تخطي عقبة فريق توتنهام الإنكليزي، في وقت سيلعب فيه الإنتر أمام بورتو الذي أصبح عقدة للأندية الإيطالية في السنوات الأخيرة.
والصراع على الوصافة، بعد التنافس الكبير في آخر موسمين على التتويج بالدوري، يكشف التراجع الكبير الذي تشهده نتائج قطبي ميلان، فقد احتكرا التتويج باللقب، بل إن حسم مصير "الأسكوديتو" في الموسم الماضي كان في الأسبوع الأخير بعد تنافس تاريخي بينهما، وكسبه فريق المدرب ستيفانو بيولي بعد مشوار مميز وبطولي، ولم يرم أبناء المدرب سيموني إنزاغي المنديل حتى في اللحظات الأخيرة، قبل أن يُتوج الفريق موسمه بالحصول على كأس إيطاليا.
وهذا التراجع في النتائج لم يكن متوقعاً في البداية، خاصة مع الانطلاقة القوية لكل فريق، ورغم أن نابولي ظهر بمستوى غير متوقع، فإن الإشكال لا يتعلق بأداء هذا الفريق بقدر ما يهم التراجع الرهيب للفريقين، فالإنتر تعثر في منتصف مرحلة الذهاب من الدوري، وميلان تراجع بعد العودة إلى النشاط، إثر نهاية كأس العالم في قطر، فقد ظهر أن الفريق ليس في وضع جيد منذ أن خسر 3 مباريات ودية إعداداً لعودة الكالتشيو.
ورغم هذا التراجع، فإن جماهير كل فريق ستحضر بقوة من أجل دعمه، حيث يُفترض أن تكون هذه المواجهة شديدة التنافس، وسط الرغبة الكبيرة في التدارك وتعويض النتائج السلبية الأخيرة، وخاصة من جانب ميلان الذي يعاني كثيراً في آخر مبارياته.