ليس لدى طاجيكستان أبطال عظماء في الرياضة، كالعديد من الدول الأخرى، باستثناء يوسف عبد السلاموف ورسول بوكييف، اللذين حصلا على الميدالية الفضية والبرونزية على التوالي، في المصارعة والجودو في أولمبياد بكين 2008، إضافة إلى الملاكم مافزونا تشوريفا (برونزية لندن 2012) وديلشود نزاروف (ذهبية ريو دي جانيرو 2016).
هؤلاء كانوا العلامة الفارقة الوحيدة، في بلد تعتبر فيه رياضة الغوشتيجيري، وهي نوع من المصارعة التقليدية التي تجمع آلاف الأشخاص في الشوارع، الاسم الأبرز هناك إلى جانب كرة القدم التي تحظى بشعبية كبيرة رغم ضعف المستوى فيما مضى.
قد يصبح الوضع بعد فترة مختلفاً أكثر في طاجيكستان التي تعيش حالياً لحظة المجد الأبرز، فبعد الحديث عن الإنجاز بالتأهل لكأس آسيا 2023 في قطر للمرة الأولى في تاريخها، كانت محور الجميع حين تجاوزت دور المجموعات بعد الفوز على لبنان في المباراة المصيرية، لكن الصدمة كانت بتخليد اسمها بأحرف من ذهب الأحد، حين أنهت حلم الإمارات بخبرتها الكبيرة في كأس آسيا، بقيادة الحارس خالد عيسى الذي كان قبل سنوات يخوض نصف نهائي البطولة الآسيوية، ليبلغ أبناء المدرب بيتر سيغارت ربع النهائي، حيث ستصبح كرة القدم أيقونة هناك في البلاد.
تاريخ كروي بسيط
خلال فترة وباء كورونا، حذت طاجيكستان حذو بيلاروسيا ونيكاراغوا وبوروندي وواصلت لعب الدوري بعيداً عن كوفيد-19، فيما كانت كرة القدم هناك بالكاد يمكن الحديث عنها بحكم أن المنتخب تأهل لمونديال تحت 17 عاماً في 2007 وكذلك في 2019.
أما الفريق الأول فهو يحتل المرتبة الـ106 في تصنيف فيفا، ولم يكن قد حقق إنجازاً، فالمنتخب الملقب بـ"لوس كورونادوس" عاش فرحة خيالية في كأس آسيا، ومعه نشر السعادة في بلد يقطنه 9.75 ملايين شخص".
ما يثبت كلمات الفخر بالإنجاز في اللعب بآسيا كانت كلمات المدرب بيتر سيغرات الذي قال: "تمكنت من التحدث مع يواخيم لوف (مدرب ألمانيا السابق) وأخبرته كم هي رائعة هذه البطولة، التأهل لكأس آسيا كان حلماً والآن يستمر الحلم، شعب طاجيكستان مقاتل وسيقاتل حتى النهاية".
صعوبات وقتال
ذكر تقرير لصحيفة "ماركا" السبت حول طاجيكستان عن العمل الجبار الذي قام به الاتحاد المحلي للعبة على كافة المستويات من الشباب والسيدات والرجال وكرة الصالات، حتى أن جياني إنفانتينو رئيس فيفا أشاد برستم إيمومالي رئيس الاتحاد الطاجيكي.
في طاجيكستان يعيش الناس بيورو واحد ونصف تقريبا في اليوم، وهي تعتبر أفقر دولة في آسيا الوسطى، حيث يعيش 20% من السكان على 1,15 يورو في اليوم ويبلغ معدل البطاقة 40%.