صلاح.. والحلم الضائع في الأمتار الأخيرة

07 فبراير 2022
صلاح خاب أمله في التتويج (تشارلي تريباليو/Getty)
+ الخط -

سارت رحلة محمد صلاح نجم المنتخب المصري لكرة القدم وهداف ليفربول الإنكليزي في مشواره الدولي، ما بين سقوط مدوٍ، وصعود مثير، قبل ضياح حلمه في الأمتار الأخيرة.

ولم يحقق محمد صلاح حلمه الكبير بالحصول على لقب بطل كأس الأمم الأفريقية في ثالث محاولة قارية له، رغم تقديمه نسخة كبيرة، وتنتظر منه الجماهير التعويض في تصفيات كأس العالم.

بداية صعبة

شهدت سنة 2013، أول تحدٍ له في رحلة صلاح الدولية ووقتها كان محترفاً في صفوف بازل السويسري، ولكنه ذاق الكأس المرة برفقة المنتخب المصري، عندما فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل بعد خسارة تاريخية من غانا بستة أهداف لهدف في الدور الفاصل، وظهرت صورته وهو في حالة انهيار يواسيه خلالها زميل الملاعب وقدوته وقتها محمد أبو تريكة، كما لو كان يحفزه فيما هو قادم بمسيرته الكروية.

التدارك في 2018

وبعد 4 سنوات من واقعة الخسارة أمام غانا نجح صلاح في قيادة مصر لإنجاز تاريخي، وعلى حساب غانا أيضاً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، وكان صلاح هو النجم الأول لمصر في التصفيات، وسجل 5 أهداف من بينها هدفان في لقاء التأهل على حساب الكونغو، وهدف في مرمى غانا خلال لقائهما بالإسكندرية بالمجموعة الصعبة، وساهم في فوز المنتخب المصري وقتها (2-0)، وحصد تأشيرة التأهل للمونديال.

ولم يكتف صلاح بقيادة مصر إلى المونديال للمرة الثالثة في تاريخها، بل زاد عليه تسجيله لهدفين في مرمى روسيا والسعودية، ليصبح مع عبد الرحمن فوزي الأكثر تسجيلاً لمصر في المونديال.

ولصلاح واقعة أخرى درامية، فهو كلاعب كبير قاد مصر لنهائي أمم أفريقيا 2017 في الغابون، بعد غياب عن البطولة القارية، وسجل وقتها هدفين ولكنه لم يكن وصل لنجوميته الطاغية التي كان عليها في السنوات الأربع الأخيرة، وخسرت مصر (1-2) أمام الكاميرون.

خيبة كان 2019 في مصر

في عام 2019، توقعت الجماهير المصرية نجاح صلاح الذي حاز الكرة الذهبية قبلها لعامين متتاليين 2017 و2018، في قيادة مصر لحصد البطولة القارية التي استضافتها بلاد النيل بمشاركة 24 منتخباً، وحضر صلاح الذي كان قد فاز توه مع ليفربول الإنكليزي ببطولة دوري أبطال أوروبا ليقود المنتخب المصري، ولكنه لم يقدم المستوى المنتظر منه رغم تسجيله لهدفين في الدور الأول، وتلقى المنتخب المصري هزيمة مفاجئة أمام جنوب أفريقيا بهدف دون رد، وودع البطولة القارية من الدور ثمن النهائي، وتعرض لانتقادات كبيرة بسبب دعمه لزميله عمرو وردة المتهم وقتها بالتحرش.

ووسط انتقادات كبيرة تلقاها صلاح بسبب مسيرته الدولية في آخر عامين وتراجع بريقه، استعاد النجم الكبير نجوميته الطاغية بين الجماهير، وقدم بطولة تاريخية لا تنسى حيث قاد المنتخب المصري للنهائي ولكنه سقط بركلات الترجيح أمام زميله ساديو ماني.

وكان أفضل لاعبي المنتخب المصري في مباراتين خلال رحلة الوصول للنهائي، كما سجل هدفين، وصنع هدفاً في المشوار وألهبت كلماته الشهيرة الجماهير لتدفعه لدعم اللاعبين بقوة بعد فترة غياب طويلة.

كأس العالم 2022 الهدف القادم

وتتطلع الجماهير المصرية إلى صلاح من أجل تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم في قطر 2022 خاصة أن هناك مباراتين مع السنغال في الدور الثالث والأخير مقرر لهما في مارس/آذار المقبل، بالإضافة إلى حصد حلمه الأكبر، وهو جائزة أفضل لاعبي العالم في المستقبل بعدما نافس على الكرة الذهبية في عام 2021 وحل ثالثاً خلف ليفاندوفيسكي وليونيل ميسي.

ويملك صلاح تاريخا كروياً ذهبياً، فهو اللاعب المصري الوحيد الذي توج بطلاً للدوري الإنكليزي، وكذلك دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية برفقة ليفربول، وسجل أكثر من 100 هدف في البريميرليغ في إنجاز شخصي كبير، وتوج كهداف للدوري مرتين في مواسم سابقة كما نال جائزة أفضل لاعبي البريميرليغ في عام 2018.

وحاز الكرة الذهبية ولقب أفضل لاعبي أفريقيا مرتين من قبل، ونافس على الكرة الذهبية في 2019 وفي الوقت نفسه حل ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم مرتين عامي 2018، 2021 بخلاف التواجد في قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم خلال آخر 5 سنوات في إنجاز تاريخي لم يحققه لاعب مصري آخر.

المساهمون