تراجعت نتائج أولمبيك مرسيليا في الدوري الفرنسي بشكل لافتٍ خلال المواسم الأخيرة، ولم يعد الفريق قادراً على مقارعة باريس سان جيرمان على اللقب، أو ليون وموناكو وليل على التأهل لدوري الأبطال. وأثر هذا التراجع على مستوى التنافس في الدوري نظراً إلى مكانة هذا الفريق.
وكان حضور مرسيليا القوي، عاملاً مهماً في الدوري الفرنسي نظراً إلى التنافس الكبير بين جماهيره وجماهير باريس سان جيرمان، ليتحول الكلاسيكو إلى موعد مهم للغاية، يتطلب إعداداً خاصاً من قبل السلطات الأمنية الفرنسية نظراً إلى كل ما يرافقه من تشنج.
وتعكس نتائج نادي الجنوب الفرنسي في دوري الأبطال الموسم الماضي، هذا التراجع الكبير بما أن الفريق حطم الرقم القياسي في عدد الهزائم توالياً في هذه النسخة، مثلما عاش على وقع العديد من الهزات الإدارية التي دفعت الجماهير إلى التصرف بعنف وإيقاف التمارين وتهديد اللاعبين وتأجيل مباراة في الدوري الفرنسي خوفاً من أعمال الشغب.
وعاش مرسيليا، موسماً كارثياً في نصفه الثاني، اقترن بهروب مدربه البرتغالي فيلاش بواش، وانتهى بالتخلي عن رئيسه السابق بعد مشاكله مع الجماهير التي انتقدت طريقة إدارته وتعامله مع العديد من الملفات الحارقة كما وقع تثبيت إدارة جديدة.
ورفض المالك الأميركي لمرسيليا، بيع حصته في النادي إلى شركة جديدة، وجسّم إصراره على البقاء بدعم ميزانية الفريق، مستجيباً لطلبات المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي الذي رغب في ضم العديد من النجوم حتى يكون الفريق قادراً على المنافسة بقوة على التأهل أوروبياً خاصة وأنّه سيكون مشاركاً خلال الموسم القادم في "يوروبا ليغ".
وفعلاً، نجح مرسيليا في التعاقد مع الحارس الإسباني باو لوباز القادم من نادي روما الإيطالي إلى جانب زميله الجناح التركي جنكيز أوندر، كما تعاقد الفريق مع مدافع أرسنال ساليبا ونجم برشلونة كونارد دي لافوينتي، وحيرسون البرازيلي وحافظ على الفرنسيين باييت وكامارا والبولندي ميليك ولم يخسر إلا فلورين توفان الذي انتقل إلى الدوري المكسيكي.
وسجل الرصيد البشري لمرسيليا تحسناً كبيراً قياساً بالمواسم الماضية، وبات الفريق قادراً على مقارعة ليون وموناكو وليل، من أجل المركز الثاني بل يبدو أنّه المرشح الأول ليكون وصيف باريس سان جيرمان خلال الموسم القادم مع الاستقرار الفني بما أن مدربه الأرجنتيني قاد الفريق خلال آخر المباريات من الموسم الماضي.
وقد ساعدت هذه الانتدابات في عودة الثقة إلى الجماهير التي تحلم من جديد برؤية فريقها قادراً على حصد الألقاب وتحقيق الانتصار، ومع عودة ملعب فيلدروم إلى استقبال "الأولترا" المعروفين بدعمهم القوي للفريق فإن مرسيليا قد يعود إلى الواجهة من جديد.