سفيان البقالي.. ضابط الإيقاع وخليفة الكروج في سباقات المسافات الطويلة

08 اغسطس 2024
البقالي يكتب التاريخ في أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

حمل العدّاء سفيان البقالي آمال المغاربة في التتويج بالميدالية الذهبية، ليعوض الإخفاق الجماعي للرياضيين في المنافسات الأخرى، إذ تفوق على منافسيه في سباق 3000 متر موانع، ليبلغ حلمه، الذي سعى طويلاً لتحقيقه، وعمل جاهداً لبلوغه، فتخطى العقبات، التي واجهته طيلة مشواره الرياضي، وتميز بقدراته العالية ومميزاته، التي جعلت منه بطلاً أولمبياً.

وعمل البقالي، منذ بداية مشواره، ليصبح نجماً عالمياً في تخصصه، ونال الاستحقاق قبل أن يشارك في أولمبياد باريس 2024، وذلك عند ظهوره في بطولة العالم 2022، حينها تفوق على البطل الكيني الشهير، كونسيسلوس كيبروتو، وصرخ عالياً ليُسمع صوت بطل قادم: "نعم أنا بطل العالم"، ورغم الإشادة التي تلقاها في تلك الفترة، فإن الغرور لم يُصب سفيان.

التخطيط بعد الاحتفال

فضل سفيان البقالي ارتداء بدلته سريعاً، والنزول لمضمار ألعاب القوى، فباشر التحضير لحدث أهم، وهو الألعاب الأولمبية، فأعدّ العدة، وتدرب بجدية كبيرة، كما شارك في مسابقات رياضية سبقت الأولمبياد، ليصل إلى باريس وهو في كامل جاهزيته، وهدفه الفوز بالميدالية الذهبية دون غيرها، لأن طموحه أكبر من البرونز، الذي فاز به في 2019، والفضة في عام 2017، بل كان هدفه تكرار إنجازه في طوكيو 2021.

خليفة الكروج

يٌعد سفيان البقالي أحد أشهر النجوم في رياضة العدو، تخصص الموانع، ودفع نجاحه المتابعين لتشبيهه بأسطورة مغربي آخر، وهو هشام الكروج، بطل سباق 1500 متر و5000 متر في أولمبياد أثينا، ولم يظهر الأبطال المغاربة في سباقات المسافات الطويلة، منذ عهد الكروج، لكن البقالي أصبح علامة مسجلة في هذا التخصص، وسرعان ما دخل قوائم أسرع العدائين في العالم، مع العلم أن الكروج كان حاضراً في باريس 2024 لمشاهدة مواطنه ودعمه لتحقيق الإنجاز.

أسرع العدائين العالميين

أصبح البقالي من بين أسرع العدّائين العالميين عام 2017، إذ أكد الموقع الرسمي للجنة الدولية الأولمبية، أن المغربي دخل قائمة أسرع العدائين، بفضل أدائه غير العادي، وقدرته على تسيير السباق، فسمّي ملك ضبط الإيقاع، إذ إنه يزيد سرعة النسق ويؤخره، وقتما يريد وكيفما شاء، وهو ما يجعله عدّاء فريداً من نوعه بخصائص لا يتقنها سواه.

البقالي والتركيز سر النجاح

كرّر البقالي إنجازه في أولمبياد طوكيو، عندما حقق حينها الميدالية الذهبية، وأكد موقع اللجنة الأولمبية أن السرّ وراء نجاح سفيان هو تركيزه العالي، إذ اتخذ قراراً مهماً بالتخلي عن مواقع التواصل الاجتماعي، في سبيل التركيز على هدفه المتمثل في الفوز بالذهب، وكانت استراتيجيته ناجحة، واستغل الفرصة ليعرّف نفسه للعالم بأنه النجم الجديد لسباقات المسافات الطويلة.

المساهمون