زيدان في أزمة: ريال مدريد من القمة إلى القاع

04 ديسمبر 2020
هل يُصلح زيدان المشاكل قبل فوات الأوان؟ (Getty)
+ الخط -

يعيش فريق ريال مدريد الإسباني مع المدرب الفرنسي زيدان أزمة كبيرة أخيراً، بسبب النتائج السلبية التي سجلها على الصعيدين المحلي والأوروبي، وخصوصاً بعد الخسارة القاسية أمام شاختار دونتسك الأوكراني. ويواجه المدرب الفرنسي الكثير من المشاكل التكتيكية وبشكل خاص في الخط الدفاعي الذي يرتكب الكثير من الأخطاء التي كلفت الفريق خسارة الكثير من المباريات.

الكوارث الدفاعية

يعيش فريق ريال مدريد أسوأ فترة كروية منذ سنوات، وخصوصاً خط الدفاع الذي ظهر بشكل سيئ وتسبب بتلقي الكثير من الأهداف وخسارة المباريات. ويظهر إلى الواجهة المدافع الفرنسي رافاييل فاران، الذي يُقدم أسوأ مستوياته الكروية أخيراً وأصبح محل انتقادات من  الجماهير.

ففي مباراة شاختار ارتكب فاران خطأ جديداً تسبب باهتزاز شباك فريق ريال مدريد، وأصبح اللاعب الوحيد الذي يرتكب 3 أخطاء أدت إلى أهداف في موسم واحد من دوري أبطال أوروبا. ولم ينجح فاران في قيادة خط الدفاع في غياب النجم الإسباني سيرجيو راموس المُصاب.

كما وبدا واضحاً أن الطريقة الدفاعية للمدرب زيدان فشلت في المباريات الأخيرة، ليفشل النادي "الملكي" في تحقيق أي فوز في آخر مباراتين. وفي مباراة شاختار تحديداً، تعرض الفريق للكثير من الفرص على مرماه بسبب ظهور مساحات في الخلف وغياب الربط والانسجام بين الخطوط.

كما وأن زيدان لم يجد الحلول التكتيكية لمعالجة مشكلة سقوط الفريق أمام التحولات الهجومية السريعة لأي منافس. وهدفا فريق شاختار الأوكراني أكبر مثال على هذه المشاكل الدفاعية.

هجوم عقيم

لم يتحسن هجوم ريال مدريد عن الموسم الماضي كثيراً، فلا يزال المدرب زيدان يعتمد على بنزيما فقط كرأس حربة دون التعاقد مع أي صفقة في سوق الانتقالات الصيفية، ولا يُمكن لبنزيما أن يقود خط الهجوم لوحده من دون مساعدة زملائه في الثلث الأخير.

وسجل ريال مدريد 5 أهداف فقط في آخر 5 مباريات مقابل تلقي الشباك 9 أهداف، من بينها 3 أخطاء لفاران وخطأ للحارس البلجيكي تيبو كورتوا. في وقت فشل هجوم النادي "الملكي" في قيادة الفريق لتحقيق الانتصارات، إذ خسر 3 مباريات مقابل تعادل وفوز وحيد في آخر 5 لقاءات.

في المقابل، يصنع ريال مدريد الكثير من الفرص على المرمى لكن دون أن تصل إلى الخطورة المطلوبة للتسجيل، فمثلاً أمام فريق شاختار دونتسك صنع النادي "الملكي" عشر فرص، لكن من بينها فرصة خطيرة واحدة، دون أن يُسجل أي هدف، ما يعني أن الهجوم أصبح عقيماً ولا ينجح في هز شباك المنافسين.

ولم يجد زيدان الحل للمشكلة الهجومية التي يُعاني منها الفريق من الموسم الماضي تقريباً، إذ ما زال بنزيما الخيار الوحيد في مركز رأس الحربة، بينما لم يظهر المهاجم الشاب ماريانو دياز بالأداء المطلوب في الثلث الأخير ولم ينتشل الفريق من محنته الهجومية.

أجنحة بدون فعالية

من أبرز مشاكل زيدان التكتيكية غياب الأجنحة الهجومية الفعالة والتي تصنع الفارق في الثلث الأخير، بالإضافة لمساعدة خط الهجوم في تسجيل الأهداف. فالبرازيلي رودريغو لم ينجح حتى هذه اللحظة في فرض شخصيته مع الفريق والمساهمة هجومياً بشكل لافت، ولا يزال يستلم الكرة على الطرف دون فعالية وكثيراً ما يعود إلى الوراء لتسليم لاعب خط الوسط.

في المقابل، لا يزال البرازيلي الآخر فينسيوس على حاله، مُجتهداً ومراوغاً بارعاً وسريعاً على الطرف، لكنه يفشل دائماً في إنهاء الفرص داخل منطقة الجزاء، كما ويفشل في صناعة الفارق في الثلث الأخير، إما عبر صناعة الفرص لزملائه أو تسليم المهاجمين بالكرات العرضية الحاسمة.

في المقابل، هناك أسينسيو الذي لم يلعب كثيراً هذا الموسم، لكن في اللقاءات التي شارك فيها لم يُقدم الكثير لزيدان ولم يخلق الكثير من الفرص الخطيرة السانحة للتسجيل. وكل هذه الأمور ساهمت في تفاقم مشاكل الهجوم في ريال مدريد، وساهمت في تعرض ريال مدريد للخسارات.

ولم تُساهم أجنحة ريال مدريد في صناعة الخطورة المطلوبة على المنافسين وافقتدت الفعالية المطلوبة، خصوصاً بعد رحيل الويلزي غاريث بيل وعدم دخول النجم البلجيكي إدين هازارد في "الفورما" حتى هذه اللحظة.

حلول تكتيكية عقيمة

يعيش المدرب الفرنسي زيدان ضغطاً كبيراً بسبب سلسلة النتائج السلبية التي يعيشها ريال مدريد، وتوجه أصابع الاتهام إليه من الصحافة الرياضية العالمية وخصوصاً الإسبانية، والتي أشارت إلى أن زيدان يفتقر حالياً للحلول التكتيكية الفنية ولم يعد قادراً على تحفيز اللاعبين لتقديم الأفضل على أرض الملعب.

كما أن أسلوب لعب زيدان أصبح مُملاً والفريق يُعاني كثيراً في المباريات الضعيفة والقوية، في وقت لم يجد المدرب الفرنسي الحلول لمشاكل النادي "الملكي" التي ظهرت من الموسم الماضي، وخصوصاً مشاكل خط الهجوم.

وبدأت الأصوات ترتفع لإقالة المدرب زيدان من منصبه كمدرب لفريق ريال مدريد بسبب النتائج السلبية وعدم تقديمه أي شيء جديد على أرض الملعب، هذا بالإضافة لخطر الإقصاء من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا وإمكانية المشاركة في بطولة "الدوري الأوروبي لأول مرة في تاريخ الفريق، صاحب الـ13 لقباً في أعظم بطولة كرة أوروبية.

المساهمون