DORTMUND, GERMANY - APRIL 14:(BILD ZEITUNG OUT) Riyad Mahrez of Manchester City celebrates after scoring his team's first goal during the UEFA Champions League Quarter Final Second Leg match between Borussia Dortmund and Manchester City at Signal Iduna Park on April 14, 2021 in Dortmund, Germany. (Photo by Alex Gottschalk/DeFodi Images via Getty Images)
18 ابريل 2021
+ الخط -

يبدو أن كرة القدم تصرّ على أن تعطينا الدروس، ففي كلّ مرة يعتقد الكثيرون أنهم قد فهموا أسرارها، وأنهم قد وجدوا الطريقة لمعرفة حيثياتهم من أجل السيطرة عليها، تنتفض وتعود من بعيد، وتخلط كلّ الأوراق من جديد، ما ينطبق على الكرة ينطبق على الفيلسوف رقم واحد فيها، والمدرب الأبرز في العهد الحديث، بيب غوارديولا، الذي كلّما ظننا أننا قد فهمناه، عاد ليخلط الأوراق من جديد، ويغير من طباعه وحساباته، يفسد كلّ ما تم بناؤه من أفكار.

بعد بداية موسم كارثية للمدرب الكتالوني ولفريقه، الأهم كارثية لنجمنا العربي رياض محرز، الذي عانى الأمرّين مع هذا المدرب، بإبقائه على كرسي الاحتياط رغم تألقه في كلّ مرة، وهو التساؤل الذي طالما كتبنا عنه وكتب كلّ عشاق المنتخب الجزائري وحتى عشاق النادي الإنكليزي، اليوم تغيرت كلّ المعادلة، وعادت كرة القدم والفيلسوف للمفاجأة وخلط الأوراق، ويتحول رياض محرز من اللاعب الاحتياطي الذي يكون التغيير الأول، إلى النجم رقم واحد، الذي يحمل على عاتقه صناعة اللعب والتسجيل، وحتى قيادة زملائه فوق المستطيل الأخضر.

اليوم يعيش رياض أزهى أيامه مع الفريق الإنكليزي، وكما كتبنا في مرات كثيرة، إن ما كان رياض بحاجة إليه هو الثقة لا غيرها، خير مثال التحول الكبير في مشواره مع المنتخب الجزائري منذ قدوم المدير الفني جمال بلماضي، الذي أعاد إحياءه من جديد، وحوله من رياض النجم على الورق، إلى رياض النجم رقم واحد والقائد الحقيقي والملهم لكلّ المجموعة.

ما يعيشه رياض اليوم والثقة التي بات ينالها من مدربه، جعلته في ظروف ملائمة، استغلها أحسن استغلال وبات عنصراً أساسياً في منظومة غوارديولا، مبعداً واحدا من أهم نجوم الفريق رحيم ستيرلينغ، الذي أصبح يشرب من نفس الكأس التي طالما شرب منها رياض، هذه الظروف تجعل قائد الخضر يضع نصب عينيه هدفا واحدا هو الفوز بدوري الأبطال.

ولأن التاريخ لا يعترف إلا بالألقاب، والمشوار لا يعترف إلا بالأرقام، فإن مشوار محرز الرائع لا بد أن ينهيه بأهم تتويج يحلم به أي لاعب، وهو رابطة الأبطال، التي تبقى التاج الذي ينقص رياض ليصبح واحدا من أساطير الكرة الأفريقية والعربية، ويصبح الرقم واحد في الجزائر، فبعد أن حقق كلّ الجوائز الممكنة في إنكلترا، وحقق التاج القاري مع الخضر، وكذلك جائزة أحسن لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وكذلك الكرة الذهبية الأفريقية، لم يعد ينقص خزانة رياض إلا "ذات الأذنين"، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية والعربية والأفريقية والجزائرية.

المساهمون