حققت إيطاليا هذا الصيف لقب يورو 2020 بعدما دخلت البطولة غير مرشحة لذلك، واليوم تقف على أحلام بلوغ المونديال بعد غياب لها عن نسخة 2018 في روسيا، ويبدو وضعها أفضل من ذي قبل، خاصة مع انطلاق الموسم الكروي الحالي، إذ عاد العديد من اللاعبين إلى واجهة التألق مجدداً. صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" عنونت قبل فترة "روبرتو مانشيني يستمتع بما لديه: تونالي الجديد وباريلا السوبر والقائد إنسينيي".
وجوه إيطاليا القادمة في مونديال قطر 2022 تبدو واضحة المعالم، وركائزها ستكون من ثلاثة أندية متألقة على الساحة حالياً، وهي إنتر وميلان وكذلك نابولي، ولا سيما أن الجميع يرشح أحدها لتحقيق لقب الكالتشيو في الموسم الحالي، هذا ما أكده الأسطورة أريغو ساكي الذي تحدّث عن أن صاحب النفس الأطول سيكون له الغلبة في النهاية إذا لم يستفق يوفنتوس، ليعود ماسمليانو أليغري مدرب البيانكونيري بدوره للتأكيد على أن الأندية الثلاثة هي المفضلة للسكوديتو، مفضلاً إبعاد فريقه عن الواجهة باعتبار أن الهدف الآن العودة إلى المراكز الأربعة الأولى والتأهل لدوري أبطال أوروبا.
صحيفة "غازيتا" قالت إن وجوه إيطاليا مشكلة الآن من دبابات ميلان وإنتر ونابولي، فهذا الموسم أبرز موهبة هو ساندرو تونالي مجدداً، اللاعب الذي يتم وصفه حالياً بلاعب المستقبل وكأنه استعاد نسخته التي ظهر عليها بطلاً حين كان في بريشيا، من خلال قدرته على التوجيه في الوسط والحيوية التي يتمتع بها وقدرته على الاختراق في العمق ومساعدة زملائه من الناحية الدفاعية والهجومية.
تونالي عاش في الموسم الماضي أوقاتاً عصيبة ولم يظهر بالمستوى المطلوب منه، حتى أن الجماهير اعتبرته صفقة فاشلة، قبل أن ينفجر ويظهر بأفضل حلّة، هي مسألة وقت ليس إلا ليكون حجر الأساس في تشكيلة المدرب روبرتو مانشيني، خاصة مع اكتسابه المزيد من الخبرة وخوضه غمار دوري أبطال أوروبا هذا الموسم في مجموعة صعبة للغاية تضمّ فرق ليفربول وأتلتيكو مدريد وبورتو، ما يعني احتكاكه بلاعبين على أعلى مستوى واللعب تحت الضغوط في كافة المسابقات، صحيح أنه لن يتواجد في قائمة دوري الأمم الأوروبي الأربعاء لكنه سيكون مهماً في الفترة المقبلة، حتى في مونديال قطر 2022.
من الطبيعي أن يكون مانشيني سعيدا بتونالي، لكنه أيضاً يستعد لاحتضان لاعب جديد إذا ما استمرّ مستواه في الصعود، وهو أليسيو رومانيولي قائد ميلان، الذي ربما يعود لواجهة المنتخب، فبعدما كان ينظر إليه كخليفة لجورجيو كيلليني وليوناردو بونونتشي تراجع في الموسم الماضي ثم عانى من الجلوس على مقاعد البدلاء لصالح توموري وسيمون كيير، لكن مع إصابة الأخير وكثرة مباريات ميلان استطاع التألق مجدداً في تشكيلة المدرب ستيفانو بيولي، وسيكون بالطبع منافساً لكلّ من أتشيري وباستوني، خاصة مع تقدّم ثنائي يوفنتوس كيلليني وبونوتشي بالسن، وترجيح أن يكون مونديال قطر الأخير لهما على المستوى الدولي، إذ تسعى إيطاليا لتجديد دمائها لتفادي تكرار سيناريو نكسة مونديال روسيا.
لاعبٌ آخر من ميلان يثبت بفضل عمله المتواصل أنه سيكون أحد أعمدة المنتخب الإيطالي وهو دافيدي كالابريا، الذي كان من الممكن أن يوجد في يورو 2020 لولا العملية الجراحية التي خضع لها مع نهاية الموسم المنصرم، لكن اللاعب يثبت قدرات هائلة في الناحية الدفاعية وحتى الإضافة الهجومية على الجهة اليمنى كلاعب ظهير، ومن دون شك سيكون خياراً أساسياً لمانشيني على حساب فلورنزي ودي لورنزو.
إلى جانب هؤلاء يستمرّ لورنزو إنسينيي في تقديم مستوى استثنائي صحبة نابولي تحت قيادة المدرب لوتشانو سباليتي، وهو الذي يمتلك صفات اللاعب القادر على صناعة الفارق في أي لحظة من المباراة، بفضل مهارته وخبرته التي اكتسبها طوال السنوات الماضية.
بدوره يظهر باريلا لاعب إنتر ميلانو تطوراً مستمراً، صاحب الـ24 عاماً، يقدم مستوى يليق بإنتر ومنتخب إيطاليا، ظهر في يورو 2020 بمستوى مميز ومن دون شك مع حلول نسخة قطر 2022 سيكون قد اكتسب المزيد من الصلابة بخط الوسط ليشكل مع تونالي ثنائياً مميزاً إلى جانب المخضرم ماركو فيراتي.
ولا يشعر مانشيني بالقلق على مستوى الجناح الأيمن بتواجد فيديريكو كييزا، إضافة لعودة لوكاتيلي للتألق بعدما قاده فريقه نهاية الأسبوع الحالي للفوز في ديربي تورينو بتسجيله الهدف الوحيد في اللقاء.
من جانبٍ آخر أكد جيانلويجي دوناروما أنه سعيد في باريس سان جيرمان رغم المنافسة بينه وبين كيلور نافاس، لكن من دون شك سيكون الإيطالي عمّا قريب أساسياً في الدوري والأبطال بفضل مقوماته وصغر سنّه مقارنة بالكوستاريكي، ومؤخراً وصف مانشيني دوناروما بـ"الحارس الأفضل في العالم".