بكلمات جريئة.. رضوان غندور يكشف أسباب غياب التحكيم اللبناني عن كأس آسيا

12 يناير 2024
رضوان غندور حكم دولي لبناني سابق (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يغيب الحكم اللبناني عن كأس آسيا 2023 لكرة القدم، والتي تحتضنها قطر حتى يوم 10 فبراير/ شباط المقبل، وللحديث حول هذه القضية تواصل "العربي الجديد"، مع الحكم الدولي اللبناني السابق رضوان غندور، الذي عبّر عن رأيه الخاص بذلك، وشرح الأسباب التفصيلية.

وقال رضوان غندور: "في البداية، الحكام اللبنانيون منذ 10 سنوات مستبعدون عن قيادة المباريات المهمة، بالتالي يجب علينا قول الأمور كما هي، حين يردد رئيس لجنة الحكام لدينا أن حكامنا يقودون المباريات في الخارج ويشرفوننا في أهم اللقاءات وما إلى ذلك، هذا أسميه "ضحكاً على الذقون" (عبارة لبنانية)، حكامنا لا يُشرفون على لقاءات مهمة والدليل أنّه لا يوجد أي حكم في مواجهات دوري أبطال آسيا، وهذا ليس انتقاصاً منهم، بالتالي السؤال هنا يُطرح للجنة الحكام والاتحاد، لماذا حكامنا مستبعدون عن قيادة المباريات المهمة؟".

وبدأ على أثرها رضوان غندور في شرح الأمور بالتفصيل. وفي هذا السياق، اعتبر أن "السبب الأول هو أن الدوري اللبناني دوري هاوٍ، في وقت آسيا بمعظمها بات لديها دوري محترفين، لا تستطيع بالتالي أن تأخذ حكماً في ظلّ كلّ أخطائه في التحكيم المحلي لمثل هذه المنافسات، اليوم لم يعد المراقب أو صاحب القرار الرئيسي بلجنة الحكام الآسيوية بحاجة لمشاهدة تقرير عن الحكم، اليوم بإمكانه الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومعرفة الأخطاء، وطبعاً بما أننا دائماً ما كُنّا نستقدم حكاماً أجانب للمباريات الحاسمة والمهمة، وأصحاب القرار في الاتحاد الآسيوي على علمٍ بذلك، بالتالي فأنت لا تعتمد على الحكم اللبناني بشكل أساسي في المباريات المحلية المهمة، فكيف سيتم استدعاؤه للبطولات الآسيوية؟".

وأضاف الحكم السابق الذي كان حاضراً في عدد من المحافل الدولية منها أبطال آسيا ودورة الألعاب الفرنكوفونية في نيس، وحصل على الشارة الدولية من فيفا عام 2004: "حتى يحضر الحكم اللبناني في كأس آسيا يجب في البداية أن يكون موجوداً في مباريات لدوري أبطال آسيا، لا نمتلك أي حكم مصنف من الفئة الأولى منذ اعتماد نظام النخبة الآسيوية، والتي أصبحت عبارة عن "A وB وC"، نحن ليس لدينا أي حكم "A"، أخيراً حصل حسين أبو يحيى على إجازة بالتحكيم في تقنية الفيديو "فار"، بقية الحكام لم يحصلوا عليها، والدليل عدم اعتمادها في الدوري اللبناني، وهذا الأمر بات معياراً أساسياً للحكم كي يقود مباريات في دوري أبطال آسيا، أي أن تكون لديه إجازة بالفار، من الممكن أن يكون حكماً رابعاً ومعظمهم يذهب ليلعب هذا الدور، أو للأسف الغالبية تقود مباريات هامشية في كأس الاتحاد الآسيوي (البطولة الثانية عملياً للأندية من حيث الأهمية)".

وأضاف رضوان غندور الذي بدأ التحكيم في العام 1996: "حكامنا يقودون مباريات في دول ذات تصنيف متأخر، نحن لا نراهم في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية، الذي يتابع يعرف هذا الموضوع، إلا إذا كان حكماً رابعاً في بعض المباريات، حتى على مستوى المنتخبات نحن لا نراهم في المواجهات المهمة، الحكم الذي سيذهب لقيادة اللقاءات في كأس آسيا ويجب أن تكون عليه العين وتحت المراقبة منذ 2020 تقريباً وعلى إدارته للمباريات في دوري أبطال آسيا والتصفيات المهمة لكأس العالم والأدوار النهائية والحاسمة، ونحن لا نرى حكمنا اللبناني حاضراً فيها".

وختم غندور: "أخيراً كما ذكرت؛ ضعف الدوري والمستوى المحلي، وعدم تأثير لجنة الحكام المحلية على القرار الآسيوي، لبنان بلد مهمّش حتى نقول الأمور كما هي، أقلّه ليس لدينا فريق أو حتى منتخب قادر على خوض مبارياته على أرضه، كلّ هذه أسباب تدلّ على ضعفٍ في مكان ما، بالإمكانات وبكلّ شيء، حينها يصبح الأمر كما يقال "تكملة عدد"، لا نريد أن نظهر الموضوع أن السبب هم الحكام أنفسهم، هناك بعض الحكام في لبنان لديهم إمكانيات تأهلهم للحضور في المونديال وليس فقط في كأس آسيا ولكن هذا الحكم يحتاج للمتابعة والدعم وأن تدفعه لإدارة أهم المباريات، وتعتمد عليه بشكل أساسي في الدوري المحلي وأن تكون هفواته قليلة، في الأردن مثلاً ليس هناك "فار" لكنهم ذهبوا وخاضوا دورات في قطر والكويت والسعودية حتى أخذوا الشهادات اللازمة، أما في لبنان العام الماضي تذكروا أنّ حكامنا ليست لديهم إجازات في تقنية الفيديو وكيف يمكن أن يحصل عليها الحكام الدوليون".

المساهمون