رئاسة موتسبي للكاف.. من فضائح الكان إلى مشروع السوبرليغ الغامض

31 مايو 2022
موتسيبي لم يحقق إضافة لكرة القدم الأفريقية حتى الآن (طناني بدر الدين/Getty)
+ الخط -

توقعت الجماهير الأفريقية أن يساعد وصول الجنوب أفريقي، بارتيس موتسيبي، إلى رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، حلّ الأزمات التي تعاني منها كرة القدم في أفريقيا، والتي تهمّ العديد من القطاعات، بعد أن شهدت نيابة أحمد الأحمد أزمات خطيرة دفعت الاتحاد الدولي إلى كرة القدم (فيفا) إلى معاقبته واستبعاده من الانتخابات بعد جدل قانوني كبير.

واقتحم الجنوب أفريقي مدته النيابة مدعوماً من رئيس الاتحاد الدولي، حيث تنبأ الجميع بعهد جديد لكرة القدم الأفريقية، ولكن خلال عام من انتخابه على رأس الاتحاد، تُحاصر الأزمات "الكاف"، وقبل كل حدث رياضي كبير تحدث أزمات عديدة تؤكد أن وعود الجنوب أفريقي لا تختلف إلى حدّ الآن عن سابقيه، وأنّه بصدد إضاعة المزيد من الوقت على القارة.

إصرار على كأس أفريقيا رغم النقائص

ترك الاتحاد الأفريقي الغموض قائماً بخصوص تنظيم النسخة الأخيرة من كأس أفريقيا 2022. ففي العديد من المناسبات، أظهر موتسبي غضبه من تأخر الكاميرون في الإعداد للمسابقة، ولكنّه لم يتخذ خطوات في سبيل ضمان سير البطولة في أجواء مميزة. وتُعَدّ النسخة الأخيرة الأسوأ في سجل المسابقة، نظراً لكل ما رافقها من صعوبات وعدم تأمين البعثات الرسمية والأزمات الخطيرة وسقوط ضحايا وغيرها من النقائص، التي تعامل فيها مع "الكاف" بسلبية كبيرة، لتكون الحصيلة نسخة صادمة بكل المقاييس، ولا سيما بعد الترتيبات التي اعتمدها لمقاومة الإصابات بفيروس كورونا التي أضرت بفرص عدد من المنتخبات وحالة الميادين التي أضرت بالمستوى الفني للبطولة.

"السوبر ليغ" مشروع غامض دون خطوة أولى

تبنى الجنوب أفريقي، مشروع السوبر ليغ" الذي رُفض في أوروبا، وأعلن أنّه سيعتمد قرارات ثورية في المسابقات الأفريقية، غير أن المشروع ما زال حبراً على ورق، ولم يُقدَّم التصور العام لهذه المسابقة إلى حدّ الآن، والجميع في انتظار التصور النهائي، ذلك أن المسودة الأولى تكشف عن غياب العدل في هذا المقترح الذي سيكون خطراً على أندية شمال أفريقيا أساساً، كذلك فإن اعتماد المشروع في نسخته الأوروبية لا يستقيم، نظراً للاختلاف الكبير بين واقع كرة القدم الأفريقية والأوروبية.

نهائي الأبطال أثار أزمة كبيرة

اندلعت أزمة جديدة بين الأهلي المصري والاتحاد الأفريقي، وسببها ملعب نهائي دوري الأبطال الذي جرى في المغرب الاثنين، بما أن الفريق المصري اعتبر أن وقوع الاختيار على المغرب لاستقبال الحدث لا يضمن العدالة بين الأهلي والوداد، بحكم أن الفريقين كانا الأقرب للوصول إلى النهائي، في الوقت الذي شهد النهائي قبل صافرة البداية أحداثاً مثيرة للجدل بالفعل، في ظل شعور جماهير الأهلي بالظلم من خلال عدم تمكن كثيرين من دخول الملعب، وكاد الأمر يتطور ويسبب انسحاب الأهلي الذي لعب النهائي في النهاية.

ولجوء الأهلي إلى المحكمة الرياضية الدولية، أكد حينها عمق الأزمة التي رافقت هذا الملف. فإن كان الجانب المصري مخطئاً بعدم تقديم ملف الترشح لاستقبال النهائي، فإن الاتحاد الأفريقي كان مطالباً بتوقع هذا السيناريو.

وكان من الأفضل لو أن النهائي حُسم منذ بداية المنافسات، حتى يكون الجميع على بينة مما حدث، ولكن تأخير الإعلان إلى حدود نصف النهائي يُثير الشكوك، ذلك أن الاتحاد الأوروبي، مثلاً، يحدد ملاعب النهائي قبل عام أو عامين، وبالتالي تعرف الأندية والجماهير البرنامج النهائي.

وهذه الأزمات لم ترافقها أية ثورة حقيقية على مستوى القوانين أو تحسين التحكيم، ذلك أن هذا الإشكال المزمن يرافق كل المسابقات التي يشرف عليها "الكاف"، ومرحلة موتسيبي لم تعرف تحسناً قياساً بالسنوات الماضية، إذ يظهر أن عقارب ساعة كرة القدم الأفريقية معدلة على الماضي، وترفض التطور.

المساهمون