استمع إلى الملخص
- مارسيلو بيلسا ومدربون آخرون ينتقدون كثرة مباريات كرة القدم وتأثيرها السلبي على جاذبية اللعبة وأداء اللاعبين.
- ضغط الروزنامة يؤثر على رياضات أخرى مثل كرة السلة واليد والرياضات الميكانيكية، مما يزيد من الضغط النفسي والاعتزال المبكر للرياضيين.
أطلق أسطورة التنس العالمي، نوفاك ديوكوفيتش (37 عاماً)، تصريحات قوية حذّر خلالها من المستقبل الذي ينتظر اللعبة، مُعتبراً أن تراجع عدد اللاعبين عبر العالم، يكشف عن المخاطر التي تستهدف هذه الرياضة، وبالتالي من الضروري التحرك من أجل تفادي تأزم الوضع، حيث طالب الصربي بما يُشبه الثورة في عالم التنس لتفادي المزيد من الأزمات مستقبلاً.
وقال ديوكوفيتش، في تصريحاته خلال مشاركته في بطولة ويمبلدون: "أعتقد أن الابتكار ضروري في رياضتنا، لا بدّ أن نتعلّم كيفية جذب الجمهور الشاب. من ناحيته، فإن التنس يمرّ بفترة جيدة، ولكن علينا أيضاً النظر إلى رياضة فورمولا 1 على سبيل المثال، وما فعله مسؤولوها من ناحية التسويق لتنمية رياضتهم، نحن محظوظون جداً لأن هذه رياضة تاريخية وعالمية، ولكن إحدى الدراسات، التي أجريناها (الاتحاد الذي أنشأه ديوكوفيتش)، أظهرت أن لعبة التنس هي ثالث أو رابع أكثر الرياضات شعبية، وواحدة من أكثر الرياضات مُشاهَدة".
ويتضح من تصريحات ديوكوفيتش أن التنس في حاجة إلى ثورة قادرة على تحفيز المزيد من الشبان، ولكنه ليس الرياضة الوحيدة التي تحتاج إلى تغييرات كبيرة في المستقبل، فبعد تصريحات ديوكوفيتش التي جلبت الاهتمام، برز الأرجنتيني مارسيلو بيلسا بتصريحات قوية بخصوص مستقبل كرة القدم، وذلك بعد تأهل منتخب الأوروغواي إلى نصف نهائي كوبا أميركا حين قال: "أنا متأكد من أن كرة القدم في حالة تراجع، أيّ إن المزيد والمزيد من الناس يشاهدون كرة القدم، لكنها أصبحت أقل جاذبية لأن ما جعل هذه اللعبة الرياضة الأولى في العالم ليس امتيازاً"، وتابع مدرب الأوروغواي تحذيراته وأضاف: "إذا سمحت للكثير من الناس بمشاهدة كرة القدم، لكنك لا تحمي متعة ما يشاهدونه، فإن ذلك تفضيل الأعمال التجارية".
وسبق أن نبّه الكثير من المدربين إلى خطورة كثرة المسابقات والمباريات، ما يؤثر في اللاعبين وكذلك الفرجة، مثل كارلو أنشيلوتي وكذلك بيب غوارديولا، كما كان نجم منتخب إسبانيا، داني كارفخال آخر النجوم الذين اشتكوا كثرة المباريات وقال بهذا الخصوص في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لنقابة اللاعبين المحترفين "فيف برو" الذي يعارض كثرة المسابقات: "أعتقد أن هذه المشكلة لا تخص بعض النجوم فقط، بل أي لاعب كرة قدم يلعب في ثلاث مسابقات، يجب على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحادات الوطنية لكل دولة أن تأخذ في الاعتبار أن اللاعب لا يمكنه لعب 60 مباراة في السنة، في العام المقبل، سيكون هناك كأس السوبر خارج إسبانيا، وكأس العالم للأندية التي ستأخذك بعيداً عن أوروبا لشهر كامل، ودوري أبطال أوروبا مع مباراتين إضافيتين على الأقل، لذا فهو جدول لا يطاق. ومن المستحيل أن يُحافظ اللاعبون على مستواهم لمدة عام كامل، ويلعبون كل ثلاثة أيام".
ولا تقتصر أزمات ضغط الروزنامة على كرة القدم فقط، بل امتدت للكثير من الرياضات الأخرى، ذلك أن الرغبة في تحقيق مكاسب ماليّة، جعلت الاتحاد الدولية يرفع عدد المسابقات والمنتخبات المشاركة من أجل زيادة عقود الرعاية بتزايد عدد المباريات والمسابقات، وهذا الأمر يحدث في كرة السلة واليد كذلك، كما أنّ الرياضات الميكانيكيّة تسير في هذا الاتجاه، فقد تزايد عدد المسابقات في منافسات فورمولا 1، ذلك أن الموسم الحالي يشهد برمجة 24 جولة، وهو ما يُشكل ضغطاً على السائقين، مع كثرة الحوادث الخطيرة في العديد من المناسبات، التي هددت سلامة المشاركين.
وتُعاني الرياضة في العالم من مشاكل وأزمات مختلفة، تسبب ضغطاً قوياً على الرياضيين، بتزايد حالات التشكي من الضغط النفسي، ولجوء الكثير من اللاعبين أو المدربين إلى الاعتزال المُبكّر، وهو ما يُؤكد أن الرياضة العالمية في حاجة إلى مقاربة جديدة تُنهي هذه الأزمات، وتُساعد في جلب أكبر قاعدة من الجماهير، خاصة أن العديد من البطولات تقام خلال فاصل زمني قصير، مثل تنظيم بطولة أمم أوروبا، وكوبا أميركا، وبعد فترة قصيرة تنطلق دورة الألعاب الأولمبية في باريس.