كان يركض على الخط، يتحرك يميناً ويساراً، يجري كالمجنون بعد نهاية المباراة، ويشير بيده إلى الأعلى ليقول بالفعل لا مجرد القول، أنا الرجل الخاص، أنا جوزيه مورينيو أشهر وأهم وأفضل مدرب في العالم. فعلها البرتغالي قديماً في أكثر من قمة، لكن مؤخراً قلّت هذه العادة لدرجة التلاشي، خصوصاً بعد الصراعات القوية مع غوارديولا أيام كلاسيكو الإسبان، ثم مشادته الشهيرة أمام أرسين فينغر، وأخيراً صراعه الشرس ضد أنطونيو كونتي، في كافة تفاصيل مواجهات اليونايتد وتشلسي، لذلك جاءت المشكلة الأخيرة في مباراة الكأس منطقية ومتوقعة بين ثنائي يختلف أكثر مما يتفق، سواء داخل الملعب أو خارجه.
خلطة تشلسي
بعد البداية السيئة في أول الموسم، انقلب كونتي سريعاً على 4-2-3-1 ليتحول إلى خطته المفضلة، 3-4-2-1 من الدفاع إلى الهجوم، ونجح تشلسي سريعاً في اكتساح الجميع ليتصدر البريميرليغ ويقترب بشدة من اللقب. وتفوق الفريق الأزرق على منافسيه بسبب قوة دفاعه، وصلابة وسطه أثناء التحولات، مع الاستفادة القصوى من القدرات الفردية الفذة لثنائي الهجوم، فدييغو كوستا وإيدين هازارد أفضل من كل لاعبي الدوري في ما يخص الحسم بالثلث الأخير من الملعب، لذلك حصل الإيطالي على أفضلية التهديف في المواجهات الكبيرة، بالإضافة إلى خطف المباريات المعقدة أمام الدفاع المتكتل بلمسة أو لعبة غير متوقعة.
ومن أجل الحصول على هذا الهدف، قام بيدرو ثم ويليان بدور محوري من خلال العودة إلى الخلف، وشغل مركز الجناح المتحرك، لمساندة موسيس على اليمين، ولتكوين رأس المثلث أمام ثنائية ماتيتش وكانتي، وتوفير الغطاء اللازم لصعود الظهيرين، دون ترك مساحات كبيرة بالدفاع، بسبب وجود الثلاثي لويز، كاهيل، وأزبليكويتا، إنها خطة مزيج بين 3-4-3 و 3-5-2 في قالب مرن غير ثابت أو تقليدي.
رغم عبقرية خطة تشلسي الحالية، إلا أن كل طريقة بها نقاط ضعف مهما بلغ تكاملها، لذلك هناك فراغات متاحة بين قلب الدفاع والظهير، بالإضافة إلى وجود مساحات شاغرة أمام الظهير المتقدم وخلف الجناح الذي يلعب أكثر في نصف ملعب الخصم.
ونجح توتنهام في فصل هجوم كونتي عن بقية المجموعة، بسبب أسلوب الضغط العالي لمدربه الأرجنتيني، مع فتح الملعب عرضياً بظهيرين هجوميين، لإجبار لاعبي "البلوز" على ترك مناطقهم ومن ثم قلب اللعب في الاتجاه الآخر. هكذا يكون العمل هجومياً ضد المتصدر، لكن مورينيو اختار الطريق الآخر، راهن على ما يتقنه ويعرفه منذ زمن، الدفاع أولاً والمرتدات ثانياً برسم غريب بعض الشيء.
دفاعات مورينيو
لم يلعب مورينيو بخطة 3-4-3 كما قالت مواقع الإحصاءات قبل المباراة مباشرة، ونسف تماماً 4-3-3 ومشتقاتها، ليضع 6 لاعبين دفعة واحدة في الدفاع، أمامهم ثنائي في الوسط ثم ثنائي آخر بين الطرف والعمق الهجومي، أي خطة قريبة من 6-2-2-0 التي تتحول إلى 6-3-1 بعودة مخيتاريان إلى الدائرة بالقرب من بوغبا وهيريرا، وترك المهاجم راشفورد وحيداً بين دفاعات تشلسي.
تواجد كل من روخو وسمولينغ في قلب الدفاع لمراقبة دييغو كوستا على طريقة 2 ضد 1، بينما وضع المو لاعبي الأجنحة يونغ وفالنسيا على الخط مباشرة، ثم استحدث تمركزاً جديداً للثنائي جونز ودراميان، بين الظهير وقلب الدفاع في القنوات الشاغرة، بالتحديد في ما يعرف تكتيكياً بأنصاف المسافات، أي المساحة المتاحة بين لاعب الارتكاز وزميله أو المدافع والظهير، كل هذا من أجل إيقاف تحركات هازارد أخطر لاعبي تشلسي، وإغلاق زوايا التمرير أمام مسانده ويليان.
يترك لاعبو اليونايتد خصومهم دون ضغط كعادة فرق مورينيو، يسمحون له بالتمرير في أي مكان بالملعب، لكن بمجرد وصول الكرة إلى هازارد أو ويليان، يبدأ الحصار بجونز وفالنسيا وهيريرا، ثلاثي صريح بالقرب من البلجيكي في أي مكان يذهب إليه. بالإضافة إلى غلق الطرفين بلاعب على كل جانب، وخلق حالة 4 ضد 3 دفاعيا في أسوأ الأحوال، بوقوف جونز، سمولينغ، روخو، ودراميان أمام هازارد وكوستا وويليان.
نقطة التحول
بنى جوزيه جزءاً رئيسياً من خططه على كسر هجمات تشلسي، لكن متى وكيف سيسجل؟ كانت هناك محاولات على استحياء خلال أول نصف ساعة، بتقدم الأجنحة أثناء المرتدات ومحاولة لعب العرضيات تجاه مخيتاريان وراشفورد، وبكل تأكيد الكرات الثابتة والركنيات عوامل أساسية في هز الشباك، لكن كل شيء توقف بعد لحظة طرد أندر هيريرا، اللقطة التي قلبت المباراة بعض الشيء، وجعلت مهمة الضيوف أكثر تعقيداً، لأن الدفاع بعشر لاعبين أصعب من 11 بالتأكيد، لذلك استفاد تشلسي كثيراً مما حدث، ولولا هذا الطرد لتعقدت الأمور أكثر، ربما حتى الوصول إلى الوقت الإضافي.
دفع مورينيو سريعا بفيلايني مكان هيريرا، لكن البلجيكي أقل في الحركة من زميله الإسباني، فحصل هازارد على حرية أكبر أثناء استلامه الكرات، بسبب ابتعاد مروان عن جونز، وتواجد فراغ متاح أمام نجم تشلسي الأول.
وقام كونتي سريعاً بتعديل تكتيكي، بصعود أزبليكويتا إلى مركز الظهير الأيمن، وتقدم موسيس إلى الجناح، مع الربط الثلاثي بين سيزار، موسيس، وويليان خلف خط وسط اليونايتد، مما جعل الدفاع الأحمر مشتتاً بين تمريرات الجبهة اليمنى لتشلسي ومراوغات هازارد على اليسار.
تأخر كونتي بعض الشيء في تغييراته، خصوصاً بعد استمرار مورينيو في دفاعه، وعدم اللجوء إلى المغامرة أو محاولة البناء من الظلم، بالرهان على ماتا وكاريك وإبقاء هذا الثنائي المميز بالكرة خارج الملعب طوال تسعين دقيقة، وبالتالي كان يجب إشراك سيسك فابريغاس مبكراً، ومحاولة إضافة هدف آخر عن طريق مهاجم آخر كبيدرو، لكن هذا لم يحدث لتنتهي المباراة بهدف يتيم.
نجم الموسم
يرشح الكثيرون هازارد لجائزة أفضل لاعبي الدوري الإنكليزي هذا الموسم، لكن ما يقدمه نغولو كانتي أمر استثنائي في كافة التفاصيل، فالفرنسي يلعب وكأنه ثلاثة لاعبين في لاعب واحد، ولا يزال ليستر يدفع ثمن التخلي عنه، بسبب قوته غير العادية في خطف الكرة الثانية التي تلي ألعاب الهواء، وحماية مرماه من الهجوم المنظم، مع كسر أي فرصة للمرتدات بسبب التحول السريع من الأمام إلى نصف ملعبه.
تطور كانتي هذا الموسم على مستوى التمرير والاختراق، ليضيف اللاعب إلى مميزاته خاصية التقدم بالكرة إلى الثلث الأخير، واستخدام سلاح التسديد من بعد، لذلك جاء الحل النهائي في هذه المباراة الصعبة بتسديدة من ارتكاز تشلسي، سكنت مرمى دي خيا في مفاجأة للحارس الإسباني، وبالتالي بدأ الفرنسي يستحوذ على مديح أكبر، نتيجة تحسين قدراته الهجومية، وزيادة فعالية الشق الآخر من اللعب، بالقطع المفاجئ من المنتصف إلى حافة منطقة الجزاء دون سابق إنذار.
اقــرأ أيضاً
خلطة تشلسي
بعد البداية السيئة في أول الموسم، انقلب كونتي سريعاً على 4-2-3-1 ليتحول إلى خطته المفضلة، 3-4-2-1 من الدفاع إلى الهجوم، ونجح تشلسي سريعاً في اكتساح الجميع ليتصدر البريميرليغ ويقترب بشدة من اللقب. وتفوق الفريق الأزرق على منافسيه بسبب قوة دفاعه، وصلابة وسطه أثناء التحولات، مع الاستفادة القصوى من القدرات الفردية الفذة لثنائي الهجوم، فدييغو كوستا وإيدين هازارد أفضل من كل لاعبي الدوري في ما يخص الحسم بالثلث الأخير من الملعب، لذلك حصل الإيطالي على أفضلية التهديف في المواجهات الكبيرة، بالإضافة إلى خطف المباريات المعقدة أمام الدفاع المتكتل بلمسة أو لعبة غير متوقعة.
ومن أجل الحصول على هذا الهدف، قام بيدرو ثم ويليان بدور محوري من خلال العودة إلى الخلف، وشغل مركز الجناح المتحرك، لمساندة موسيس على اليمين، ولتكوين رأس المثلث أمام ثنائية ماتيتش وكانتي، وتوفير الغطاء اللازم لصعود الظهيرين، دون ترك مساحات كبيرة بالدفاع، بسبب وجود الثلاثي لويز، كاهيل، وأزبليكويتا، إنها خطة مزيج بين 3-4-3 و 3-5-2 في قالب مرن غير ثابت أو تقليدي.
رغم عبقرية خطة تشلسي الحالية، إلا أن كل طريقة بها نقاط ضعف مهما بلغ تكاملها، لذلك هناك فراغات متاحة بين قلب الدفاع والظهير، بالإضافة إلى وجود مساحات شاغرة أمام الظهير المتقدم وخلف الجناح الذي يلعب أكثر في نصف ملعب الخصم.
ونجح توتنهام في فصل هجوم كونتي عن بقية المجموعة، بسبب أسلوب الضغط العالي لمدربه الأرجنتيني، مع فتح الملعب عرضياً بظهيرين هجوميين، لإجبار لاعبي "البلوز" على ترك مناطقهم ومن ثم قلب اللعب في الاتجاه الآخر. هكذا يكون العمل هجومياً ضد المتصدر، لكن مورينيو اختار الطريق الآخر، راهن على ما يتقنه ويعرفه منذ زمن، الدفاع أولاً والمرتدات ثانياً برسم غريب بعض الشيء.
دفاعات مورينيو
لم يلعب مورينيو بخطة 3-4-3 كما قالت مواقع الإحصاءات قبل المباراة مباشرة، ونسف تماماً 4-3-3 ومشتقاتها، ليضع 6 لاعبين دفعة واحدة في الدفاع، أمامهم ثنائي في الوسط ثم ثنائي آخر بين الطرف والعمق الهجومي، أي خطة قريبة من 6-2-2-0 التي تتحول إلى 6-3-1 بعودة مخيتاريان إلى الدائرة بالقرب من بوغبا وهيريرا، وترك المهاجم راشفورد وحيداً بين دفاعات تشلسي.
تواجد كل من روخو وسمولينغ في قلب الدفاع لمراقبة دييغو كوستا على طريقة 2 ضد 1، بينما وضع المو لاعبي الأجنحة يونغ وفالنسيا على الخط مباشرة، ثم استحدث تمركزاً جديداً للثنائي جونز ودراميان، بين الظهير وقلب الدفاع في القنوات الشاغرة، بالتحديد في ما يعرف تكتيكياً بأنصاف المسافات، أي المساحة المتاحة بين لاعب الارتكاز وزميله أو المدافع والظهير، كل هذا من أجل إيقاف تحركات هازارد أخطر لاعبي تشلسي، وإغلاق زوايا التمرير أمام مسانده ويليان.
يترك لاعبو اليونايتد خصومهم دون ضغط كعادة فرق مورينيو، يسمحون له بالتمرير في أي مكان بالملعب، لكن بمجرد وصول الكرة إلى هازارد أو ويليان، يبدأ الحصار بجونز وفالنسيا وهيريرا، ثلاثي صريح بالقرب من البلجيكي في أي مكان يذهب إليه. بالإضافة إلى غلق الطرفين بلاعب على كل جانب، وخلق حالة 4 ضد 3 دفاعيا في أسوأ الأحوال، بوقوف جونز، سمولينغ، روخو، ودراميان أمام هازارد وكوستا وويليان.
نقطة التحول
بنى جوزيه جزءاً رئيسياً من خططه على كسر هجمات تشلسي، لكن متى وكيف سيسجل؟ كانت هناك محاولات على استحياء خلال أول نصف ساعة، بتقدم الأجنحة أثناء المرتدات ومحاولة لعب العرضيات تجاه مخيتاريان وراشفورد، وبكل تأكيد الكرات الثابتة والركنيات عوامل أساسية في هز الشباك، لكن كل شيء توقف بعد لحظة طرد أندر هيريرا، اللقطة التي قلبت المباراة بعض الشيء، وجعلت مهمة الضيوف أكثر تعقيداً، لأن الدفاع بعشر لاعبين أصعب من 11 بالتأكيد، لذلك استفاد تشلسي كثيراً مما حدث، ولولا هذا الطرد لتعقدت الأمور أكثر، ربما حتى الوصول إلى الوقت الإضافي.
دفع مورينيو سريعا بفيلايني مكان هيريرا، لكن البلجيكي أقل في الحركة من زميله الإسباني، فحصل هازارد على حرية أكبر أثناء استلامه الكرات، بسبب ابتعاد مروان عن جونز، وتواجد فراغ متاح أمام نجم تشلسي الأول.
وقام كونتي سريعاً بتعديل تكتيكي، بصعود أزبليكويتا إلى مركز الظهير الأيمن، وتقدم موسيس إلى الجناح، مع الربط الثلاثي بين سيزار، موسيس، وويليان خلف خط وسط اليونايتد، مما جعل الدفاع الأحمر مشتتاً بين تمريرات الجبهة اليمنى لتشلسي ومراوغات هازارد على اليسار.
تأخر كونتي بعض الشيء في تغييراته، خصوصاً بعد استمرار مورينيو في دفاعه، وعدم اللجوء إلى المغامرة أو محاولة البناء من الظلم، بالرهان على ماتا وكاريك وإبقاء هذا الثنائي المميز بالكرة خارج الملعب طوال تسعين دقيقة، وبالتالي كان يجب إشراك سيسك فابريغاس مبكراً، ومحاولة إضافة هدف آخر عن طريق مهاجم آخر كبيدرو، لكن هذا لم يحدث لتنتهي المباراة بهدف يتيم.
نجم الموسم
يرشح الكثيرون هازارد لجائزة أفضل لاعبي الدوري الإنكليزي هذا الموسم، لكن ما يقدمه نغولو كانتي أمر استثنائي في كافة التفاصيل، فالفرنسي يلعب وكأنه ثلاثة لاعبين في لاعب واحد، ولا يزال ليستر يدفع ثمن التخلي عنه، بسبب قوته غير العادية في خطف الكرة الثانية التي تلي ألعاب الهواء، وحماية مرماه من الهجوم المنظم، مع كسر أي فرصة للمرتدات بسبب التحول السريع من الأمام إلى نصف ملعبه.
تطور كانتي هذا الموسم على مستوى التمرير والاختراق، ليضيف اللاعب إلى مميزاته خاصية التقدم بالكرة إلى الثلث الأخير، واستخدام سلاح التسديد من بعد، لذلك جاء الحل النهائي في هذه المباراة الصعبة بتسديدة من ارتكاز تشلسي، سكنت مرمى دي خيا في مفاجأة للحارس الإسباني، وبالتالي بدأ الفرنسي يستحوذ على مديح أكبر، نتيجة تحسين قدراته الهجومية، وزيادة فعالية الشق الآخر من اللعب، بالقطع المفاجئ من المنتصف إلى حافة منطقة الجزاء دون سابق إنذار.