حمّى المونديال ترتفع!

15 أكتوبر 2022
قطر تتحضر لإبهار العالم بنسخة 2022 (سيمون هولمز/Getty)
+ الخط -

خمسة أسابيع، بل بضعة أيام فقط صارت تفصلنا عن الحلم الذي تحول إلى حقيقة عشناها بكلّ تفاصيلها منذ ديسمبر 2010 تاريخ الإعلان عن فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، في واحدة من أكبر مفاجآت بداية القرن الحادي والعشرين التي لم يكن يتصورها أحد، في عالم ظالم وجاحد، لا يؤمن بحق الصغير في إثبات وجوده والمساهمة في صناعة التاريخ، ولا يزال بعضه يشوش على العرس، ويدعو لمقاطعته عبر مختلف المنابر بحجة عدم احترام قطر لحقوق الإنسان وحقوق العمال، وما يوصف بحقوق المثليين، ضمن أسطوانات صارت مشروخة مع الوقت لا يستمع إليها أحد، بعد أن تأكد للجميع بأن مونديال قطر سيكون استثنائياً في كلّ شيء، من كلّ الجوانب الفنية والتنظيمية والأمنية والجماهيرية، عكس نهائيات كأس عالم سابقة تخللتها شوائب ونقائص لا تعد ولا تحصى.

قطر تعيش هذه الأيام على وقع الرتوشات الأخيرة على مستوى الميناء والمطار والمترو والطرقات والفنادق والمستشفيات والملاعب وكلّ المرافق المعنية بالحدث، وكذا المؤسسات الأمنية لتسهيل مهمة المنتخبات المشاركة والجماهير المنتظر حضورها بالآلاف، بعد اتمام عمليات بيع التذاكر وإصدار بطاقة هيا التي تسمح لحامليها بدخول التراب القطري من دون الحاجة إلى تأشيرة، ابتداء من مطلع نوفمبر، وركوب وسائل النقل مجاناً، وحضور الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية المرافقة للحدث الأكبر في الوطن العربي والشرق الأوسط، في وقت وفصل غير مألوف، حيث سيجرى هذه المرة في فصل الخريف، في مدينة واحدة وسبع ملاعب قريبة من بعضها بعضاً يمكن فيها للمشجع أن يحضر كل المباريات من المدرجات.

حتى المدارس والجامعات والمؤسسات تأقلمت مع مقتضيات الحدث، حيث تقرر تغيير ساعات الدوام المدرسي ليصبح من الساعة السابعة صباحاً إلى منتصف النهار لغاية الخميس السابع عشر نوفمبر، على أن يدخل تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات في عطلة استثنائية إلى غاية 20 ديسمبر، لتخفيف الازدحام في الطرقات، التي ستعرف بدورها آلية تنظيم خاصة أثناء البطولة لتسهيل تنقلات المشجعين والمنتخبات، والسماح لعشاق الكرة بمعايشة الحدث الكروي الاستثنائي في بلد يحتضن في نفس المدينة كلّ المنتخبات والرسميين وملايين الزوار، على عكس بلدان سابقة نظمت البطولة في مدن كثيرة متباعدة عن بعضها بمئات الكيلومترات، مما يقتضي اتخاذ اجراءات استثنائية غير مسبوقة في نهائيات كأس العالم، وفي بلدان الخليج عموماً.

حتى في مجال الإسكان ورغم توفر مرافق كثيرة في قطر، ووجود فرصة إقامة المناصرين في بلدان خليجية مجاورة سهلت لحاملي بطاقة هيّا عملية دخول أراضيها دون الحاجة إلى تأشيرة، إلا أن السلطات القطرية سمحت للمواطنين والمقيمين بتأجير وحداتهم السكنية للزوار أثناء المونديال، تحسباً لإقبال جماهيري يفوق التوقعات، خاصة أثناء مباريات الدور الأول، واستنفرت كلّ أجهزتها الأمنية لضمان حماية الضيوف والبطولة من شرّ الأعمال التي يمكن أن تقع في مثل هذه البطولات مثلما كان عليه الحال في البطولات الثلاث الماضية في جنوب أفريقيا، البرازيل وروسيا، التي كان فيها الأمن هاجساً استدعى استنفاراً استثنائياً وتوفير إمكانيات واتخاذ اجراءات فريدة من نوعها تضمن أمن وسلامة الاشخاص والممتلكات والمرافق.

موقف
التحديثات الحية

يحدث كل هذا وأكثر في وقت تواصل الأصوات الناعقة والحاقدة حملاتها للتشويش على البطولة، خاصة في فرنسا وإنكلترا، من طرف لاعبين ومدربين راحوا يخوضون في شؤون، لم يخوضوا فيها من قبل، لا تمت بأي صلة للكرة والمونديال، عوض أن يفكروا في مبارياتهم ويجتهدوا للفوز باللقب العالمي الأول في بلد مسلم، عربي وخليجي، سيسبب لهم صدمات لن يجدوا لها علاجاً عندما تطأ أقدامهم قطر ويكتشفون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ويدركون حجم الأكاذيب التي قاموا بتسويقها لسنوات.