حكيم زياش مع المغرب: القضية التي بدأت بأزمة وانتهت باعتزال

12 فبراير 2022
زياش لن يعود إلى المنتخب مع حاليلوزيتش (Getty)
+ الخط -

لم يتوقع أحد أن يخرج النجم المغربي، حكيم زياش، ويُعلن نهاية مشواره الدولي مع المنتخب بعمر الـ 28 سنة فقط، وهو القرار الذي أثار الكثير من مشاعر الحزن والخيبة عند جمهور "أسود الأطلس"، ولكنه لم يهزّ عرش المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش، أحد أبرز أطراف الأزمة.

النجومية التي انتهت بأزمة

ما فعله حكيم زياش مع فريق أياكس في السنوات الأخيرة جعله واحداً من أبرز الأجنحة الهجومية في كرة القدم، وهو ما دفع عدة أندية أوروبية كبيرة إلى محاولة التعاقد معه، ليكون تشلسي الرابح في هذه الصفقة عبر التعاقد مع زياش وانطلاق مشوار لاعب عربي جديد في "البريمييرليغ".

ورغم أن زياش يُعتبر من بين أفضل المواهب المغربية في كرة القدم حالياً ونجماً مُميزاً مع فريق تشلسي، إلا أن المدرب الذي تسلّم مهمة قيادة "أسود الأطلس" في عام 2019، رفض هذه النجومية، ووضع معيار الانضباط أولاً، لتتحول القصة إلى أزمة حقيقية.

وقبل انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا، تفاجأ الجميع بقرار المدرب، حاليلوزيتش، الذي استبعد حكيم زياش من بعثة المنتخب المغربي التي ستخوض المنافسات، ليكون هذا القرار نِتاج تراكمات سابقة تعود إلى مرحلة التصفيات التأهيلية لكأس العالم 2022، التي كانت السبب وراء قرار الاستبعاد.

فحاليلوزيتش تحدث في مؤتمر صحافي بعد أحد مباريات التصفيات المونديالية الأفريقية في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2021، وكان واضحاً بقوله: "أظهر زياش في تدريبات المنتخب سلوكاً لا يليق بالمنتخب الوطني، كان يتأخر عن التدريبات، ورفض خوضها أيضاً"، مضيفاً: "واجهت تصرفات غير مقبولة من زياش، ولم أكن أتوقع مثل هذا السلوك من لاعب مُحترف مثل زياش".

ورغم أن زياش ردّ بطريقة غير مباشرة على هذه التصريحات عبر رسالة نشرها في حسابه على "إنستغرام" أشار فيها إلى كذب المدرب، إلا أن حاليلوزيتش لم يُغير موقفه، وهو ما ظهر في المؤتمر الصحافي الخاص بمباراة مصر في كأس أمم أفريقيا التي انتهت بإقصاء منتخب "أسود الأطلس" عن البطولة.

وقال حاليلوزيتش آنذاك: "زياش ليس لاعباً يُمكنه إنقاذ المنتخب الوطني. لا يمكنني استدعاء لاعب قادر على تفجير المجموعة، حتى لو كان ليونيل ميسي. لا يمكنك أن تترجى شخصاً لكي يلعب مع المنتخب. هناك مجموعة وروح جماعية أريد المحافظة عليها، سامحته مرتين في السابق، لكن الثالثة لا، يكفي هنا. الأمر ليس سهلاً عليّ، لكن علينا أن نحترم المدرب والمنتخب.

اعتزال ولا عودة مع حاليلوزيتش

سبّب استبعاد زياش من منتخب المغرب الكثير من التساؤلات لدى الجمهور المغربي، الذي احتار بين كلام حاليلوزيتش وردّ زياش، وبين قبول قرار الاستبعاد أو دعم اللاعب لأنه أحد أهم نجوم المنتخب، لكن قرار نجم تشلسي كان صارماً في النهاية.

فزياش لم يتأخر في إعلان اعتزاله اللعب الدولي مع منتخب المغرب، رغم أنه ما زال في عمر الـ 28 سنة، لكن يبدو أنه سعى بوضوح لتسجيل موقف ضد حاليلوزيتش وكل من يقف وراءه، وتحديداً رئيس الاتحاد المغربي، فوزي لقجع، وكأنه قال للجميع: "لا أريد منكم أن تُعيدوني إلى المنتخب، فأنا لن أعود أصلاً".

ومع اعتزال زياش اللعب الدولي مع المغرب وبقاء حاليلوزيتش على موقفه، فإن ارتداء نجم "البلوز" لقميص "أسود الأطلس" أقرب للمستحيل حالياً، ولكن الجميع سيعرف مَن كان على حق عندما تنتهي رحلة المدرب مع المغرب ويأتي مدرب آخر قد يستعدي زياش مجدداً، وعندها سيعرف الجميع أيضاً إن كان وراء حاليلوزيتش أشخاص آخرون ذوو نفوذ كبير لا يريدون زياش في المنتخب، وعليه ستُكشف الكثير من الحقائق، وقد تكون القضية أكثر من أزمة مدرب مع لاعب.

المساهمون