خرج المدير الفني السابق لفريق الهلال السوداني، البرتغالي جواو موتا، عن صمته بعد قرار إقالته من تدريب الفريق، وشنّ هجوماً على إدارة النادي وتحدث في حوار خص به "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، عن تفاصيل فترة تواجده داخل أسوار النادي الأزرق.
وكان الهلال السوداني أنهى عقد مدربه البرتغالي، بسبب عدم تقديمه نتائج ترضي تطلعات الإدارة، لا سيما بعد وداع الفريق لمنافسات دوري أبطال أفريقيا، والتعثر لأكثر من مرة في بطولة الدوري المحلي.
- الهلال في بداية فترتك كان يلعب بمستواى رائع، لكن إنهاء الهجمة وتسجيل الأهداف كانا الهاجس الأكبر، ما هو السبب في رأيك؟
كمدرب، مهمتي هي وضع خطة اللعب وتوجيه اللاعبين لتنفيذ استراتيجية اللعب الخاصة بي، إذا كنت ترغب في رؤية عمل المدرب، فقم بمراقبة التنظيم في حالتي الهجوم والدفاع، فإذا كان الفريق ينجح في إنشاء العديد من فرص التهديف، والتي تصل إلى عشرات المرات، فهل يعني ذلك أنّ المدرب سيئ؟، هناك أشياء لا يفهمها معظم الناس، وهي أنّ اللعبة يلعبها اللاعبون وليس المدرب، وإذا قام اللاعب بتسديد الكرة بشكل سيئ، فذلك بسبب أن ليست لديه القدرة الكافية للتسجيل أو ليس لديه ذكاء كافٍ لوضع الكرة في المرمى، كيف يمكنهم إلقاء اللوم على المدرب؟ المدرب مثل مسار على نظام "جي بي إس"، واللاعبون هم من يمشون في المسار.
- يرى البعض أنك كنت سبباً في رحيل مواطنك ريكاردو فورموسينيو لتصبح مدرباً للفريق؟
لم أقم بذلك الأمر، وكل ما أحصل عليه في حياتي بسبب جهودي، ولا أتلقى هدايا من أي شخص، عكس هذا الرجل، فقد توليت منصب المدير الفني في الهلال لأنّ ريكاردو غادر، ووقعت استقالتي، وكنت أتفاوض مع فريق برازيلي من أجل قيادته، لكن إدارة الهلال سألتني عما إذا كنت سأقبل قيادة الفريق فوافقت، ولكن بعدما اتفقت مع الهلال، رغب ريكاردو في العودة، لأنه لم يرغب في أن أكون مدرباً، لكني لا أهتم بهذا الرجل.
- ما علاقتك بالتعاقد مع المهاجم النيجيري إبراهيم مصطفى، وإصرارك على إشراكه رغم ضعف مردوده الفني؟
ليست لي علاقة بشأن التعاقد مع مصطفى، وكنت مصراً على إشراكه لأنه ساعد الفريق مرات عديدة، لكن في السودان توجه الأنظار فقط إلى من يسجل الأهداف، ويتجاهلون العمل الذي يقوم به اللاعب داخل الملعب، نعم لقد فشل في تسجيل الأهداف، لكنه كان واحداً من العناصر التي تخدم منظومة الفريق.
- ما رأيك في مجلس إدارة نادي الهلال؟ وهل تعرضت لضغوط أو تم التدخل في الشأن الفني؟
أنا غير راضٍ أبداً عن إدارة الفريق، كنت أشعر بالوحدة منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى السودان مدرباً للفريق، الشخص الوحيد الذي كان يدعمني في بعض الأحيان هو رئيس القطاع الرياضي محمد إبراهيم العليقي، لكنني كنت أشعر دائماً بأنني ليس مرحباً بي كمدرب للهلال، وكل الدعم الذي جعلني أبقى هناك جاء من أشخاص خارج النادي ومن المشجعين، فقط أشعر بالحزن لأن المشجعين لا يعرفون ماذا يحدث داخل الفريق.
- عند تحقيق الهلال نتائج سلبية كنت تبرر أنك بحاجة إلى مزيد من الوقت، كنت تعرف الفريق جيداً من خلال كونك مساعداً لمواطنك ريكاردو فورموسينيو؟
كمساعد كان عليّ أن أحترم قرارات المدرب وقد فعلت، لكن كمدرب لن ألعب بذلك الشكل، ولم أتعلل أبداً باحتياجي للاعبين بسبب تعادل أو خسارة، حتى لأنه في الدوري السوداني لم نتعرض سوى لهزيمة واحدة وكان ذلك لأننا لعبنا بشكل سيئ، وفي ما يتعلق بالتعادلات القليلة فقد تفوقنا على الخصوم لكننا لم نسجل، ما ظللت أردده دائماً هو أنه في دوري الأبطال، الأمر مختلف، سنحتاج إلى المزيد من اللاعبين المؤهلين. لم يكن هذا عذراً، بل هو واقع وحقيقة.
- الإدارة كانت تتحدث عن مشروع تحت قيادتك، ما الذي أدى إلى انهيار هذا المشروع؟ وهل كان هناك أي تدخل في عملك؟
حول وجود مشروع للإدارة معي وعدم المضي فيه، عليك أن تسأل الإدارة. لقد كنت منهكاً لفترة طويلة بسبب اجتهادي لأجل وضع الفريق في مكان أفضل، لكنني لم أشعر أبداً بالدعم، لم أشعر أبداً بالحماية والدافع من الإدارة، بل كانوا يبحثون عن مدرب جديد لكنهم لم يخبروني أبداً، لقد كنت أتقاضى راتباً هو الأقل في مسيرتي منذ 20 عاماً، وأنا أعلم أنّ المدرب القادم سيأتي إلى الهلال براتب أفضل بكثير، ربما إذا كنت طلبت راتباً ضخماً، كنت سأحظى ببعض الاحترام، بذلت قصارى جهدي، وضحيت بأسرتي من أجل الهلال، لكنني لم أجد التقدير.
- مكثت في الهلال أكثر من عام، فما هي النواقص التي يحتاجها الفريق لتحقيق دوري أبطال أفريقيا حلم كل الجماهير؟
الفريق في الوقت الحالي مع هؤلاء اللاعبين، سيكون قادراً على الوصول إلى دور المجموعات بحد أقصى، لكن إذا أراد الهلال المضي قدماً في البطولة، فعليه أن يقوي نفسه بصورة جيدة جداً من أجل الفوز بدوري أبطال أفريقيا، ليس فقط على مستوى اللاعبين، عليك أن تكون قوياً للغاية داخل وخارج الملعب، والهلال حالياً أضعف خارج الملعب منه داخل الملعب.
- عندما يغادر أحد المساعدين المؤهلين، فإنك كنت تطلب مَن هم أقل منهم مستوى، هل كانت هذه طلباتك، أم أنها طلبات تتماشى مع قدرات الإدارة المالية؟
لم أكن صارماً كما ينبغي في ما يتعلق بالجهاز الفني، بعد مغادرة المعد البدني ريكاردو، لقد تم التعاقد مع ماركو وهو عنصر جيد جداً، وكذلك خوسيه فهو ممتاز أيضاً، لكن بالنسبة للبقية لم أكن صارماً كما ينبغي بشأن التعاقد معهم.
- ماذا تقول بشأن ما كان يدور من أحاديث حول تحكم مساعدك فابيو نونو بالفريق وأنه هو من يضع التشكيل، وأن له يداً في ترك العديد من اللاعبين للفريق وكانت لديه نية واضحة في استبعاد المدافع محمد واتارا؟
إنه لأمر مضحك، كيف يمكن للناس تصديق ذلك؟ فابيو شاب يبلغ من العمر 23 عاماً ولا يزال في بداية مسيرته المهنية، ولقد طلبت منه أن يكون معي في الميدان ويساعدني، فقط أولئك الذين لا يعرفونني شخصياً يمكنهم تصديق هذا الهراء.. أنّ شخصاً ما مكاني هو من صنع الفريق، هي أخبار مزيفة ينشرها أشخاص لديهم رغبة في مغادرتي. أما بالنسبة لواتارا فلم تكن هنالك مشكلة أبداً طالما كان في حالة جيدة، إذا كان لديك لاعب جيد وفي حالة جيدة فلن تكون هناك مشكلة، لكن مستواه تراجع، أما الآن فيبدو أن مستواه بدأ يرتفع مرة أخرى، وليست لفابيو أي علاقة بشأن مشاركته أو عدمها، لكن هناك أشخاصاً داخل الهلال لا يريدونني في الفريق، لذا فقد خلقوا أخباراً كاذبة ومشاكل لزعزعة الاستقرار من أجل إبعادي.
- كنت دائماً تخرج وتتعذر بضيق الوقت وضغط المباريات عند التعثر؟
لم أشعر أبداً بالضغط قبل المباريات، لأن الضغط بالنسبة لي هو الدافع للفوز، اللعب كل 3 أيام، إنه أمر صعب للغاية بالنسبة للاعبين، ولكن يمكننا حل هذه المشكلة من خلال العمل الجيد، لكن ما يزيد من صعوبة الأمر هو عدم جودة الملاعب في السودان، ربما بالنسبة للفرق الأخرى التي تعتمد على لعب الكرات الطويلة يصبح الأمر أسهل، لكن ذلك ليس أسلوبي وهذه ليست كرة القدم بالنسبة لي.
- هل تعتقد أن مبدأ المداورة بين اللاعبين والمستويات المنخفضة لبعضهم وعدم ثبات التشكيل هي أبرز أسباب رحيلك؟
إذا لم نقم بالمداورة بين اللاعبين، فهذا يعني أنّه ليس لدينا لاعبون، يتحدث الناس مع بعضهم البعض لكن لا يعرفون ما الذي يحدث داخل الفريق، إذ هناك تفاصيل المدرب وحده الذي يكون ملماً بها، كان الفريق يلعب كما أريد، لكنني حزين وأنا أشاهد عودة الهلال للعب كما كان من قبل، وبهذه الطريقة الفريق لن يتطور أبداً.