تيفيز الأباتشي صاحب الندبة الشهيرة.. الحديد الذي لا يُفلّ

05 فبراير 2021
تيفيز نجم بوكا جونيورز الأرجنتيني (ألياخندرو بانيي/فرانس برس)
+ الخط -

"إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك"، قالها يوماً شيخ المجاهدين عمر المُختار، قائد أدوار السنوسية في ليبيا، خلال فترة محاربته الإيطاليين. من كلمات أسد الصحراء، تنبثق لنا روايات الإصرار وعدم الاستسلام، الوقوف على قدمين منتهكتين مهما تتالت الضربات، هي المعاني التي تُحاكي قصة بطل من أرض الفضة أيضاً، لم يكن قائداً عسكرياً، وكان، لأن اسمه اقترن بالأباتشي.

يُقال إن الضربات القويّة تهشّم الزجاج، لكنّها تصقل الحديد، كان هذا كارلوس تيفيز أيضاً، ابن بوينس آيرس الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1984، في منطقة سيوداديلا، تحديداً حي إيغيرسيتو ديل لوس أندس، المعروف باسم "فويرتي أباتشي".

تلك المنطقة كانت بين عامي 1807 و1808 موقعاً للعمليات العسكرية، التي قام بها سانتياغو أنطونيو ماريا دي لينيرس إي بريموند، الكونت الأول لبوينس آيرس، خلال الغزو البريطاني لريو دي لا بلاتا.

من هناك اكتسب تيفيز لقب الأباتشي. طفولة الصبي لم تكن سهلة بالمرّة، حال لاعبين في قائمة طويلة تحكي قصص المعاناة والفقر، فقد تمّ تبنّيه من قبل أخت والدته أدريانا نويمي مارتينيز وزوجها سيغوندو رايموندو تيفيز، وقاما بتغيير اسمه ليصبح "تيفيز" خلال نزاعٍ بين ناديه "أوول بويز" وبوكا جونيورز حين كان في مرحلة "الجونيورز".

عرفتم جميعاً تلك الملامح، أتحدث هنا عن الندبة المميزة في وجهه، الحروق التي تمتد عبر رقبته من أذنه اليمنى إلى صدره، لتحاكي قصّة رجلٍ فريدٍ من نوعه.

في صغره تعرّض للحرق عن طريق الخطأ بالماء المغلي، وهو ما تسبب في حروق من الدرجة الثالثة وأبقاه في المستشفى وحتى العناية المركّزة لمدّة شهرين تقريباً، لكنه قاوم ذلك وخرج للحياة مجدداً. لم يهتمّ لشكله، بل دائماً عمل بإصرارٍ على النجاح والتطور، حتى بعدما انضمّ لبوكا جونيورز عام 1997، رفض عرض النادي لتجميل وجهه بالخضوع لعملية جراحية تجميلية قائلاً تلك الجملة الشهيرة "الندوب جزء مما كان عليه تيفيز في الماضي وما هو عليه الآن".

اشتهر تيفيز باحتفالاته الخلاقة بعد تسجيله الأهداف منذ أن لعب في بوكا جونيورز وكذلك كورينثيانز البرازيلي. كان يعشق الرقص دائماً، لكنه كان يعرف متى يتوقف، وإلا لسار على خطى أولئك الذين فقدوا حياتهم في ساحة ستراسبورغ في عام 1518، بعدما أصيبوا بوباء الرقص المتواصل لفترة طويلة. أولئك القاطنون في منطقة الإلزاس الفرنسية، بعيداً عن ظروفهم، كانوا عكس تيفيز، الذي يعرف متى يفرح ومتى يعود لرشده لهزّ شباك حراس المرمى.

حتى في مانشستر سيتي، كان يؤدي حركات خاصة به بعد تسجيل الأهداف، أطلق عليها اسم "رقصة تيفيز"، هو ذاك المهاجم السريع، العنيد والقوي والمجهتد، الديناميكي متعدد الاستخدمات في أرض الملعب، صاحب اللياقة والقوة البدنية الهائلة، رجل التكتيك الذكي والمبدع، العقل المتطلع دائماً نحو الهدف.

 سريع وقاتل محترف بتسديدة تصعق حراس المرمى، وكأنّه "بسام" في شخصية المسلسل الكرتوني الكابتن ماجد، ملك الضغط على المنافس، باختصار هو رجل الفعالية من الناحية الدفاعية والهجومية. يقال لا يفلّ الحديد إلا الحديد، لكن الأباتشي حديدٌ لا يُفلّ. كان هذا كلّ شيء عن تيفيز، فأرقامه يعرفها الجميع والأندية التي لعب معها موجودة في بطاقته التعريفية على الإنترنت، ويمكن الوصول إليها بسهولة.

المساهمون