حقق المنتخب الهولندي الفوز في افتتاح مشواره في بطولة "يورو 2020"، ورغم صعوبة المباراة أمام المنتخب الأوكراني، إلا أنه نجح في تخطي كل الظروف وإنهاء المواجهة لمصلحته (3 - 2)، في واحدة من أجمل مباريات البطولة حتى الآن، لكن كيف فازت هولندا وهل يُمكن اعتبارها مُرشحة قوية للمنافسة على اللقب؟
فازت هولندا على أوكرانيا لأنها كانت الأفضل هجومياً، خلقت الكثير من الفرص أمام المرمى، وحاولت باستمرار هز الشباك، وساعدها على ذلك حسن الانتشار في الحالة الهجومية وتوسيع الأطراف لضرب التكتل الدفاعي للمنتخب الأوكراني، وكذلك الكثافة العددية في الهجمات، والتي جعلت هولندا تستحوذ أكثر هجومياً وتُسجل أهدافاً أكثر.
اعتمد مدرب المنتخب الهولندي، فرانك دي بور، على الأسلوب الهجومي المباشر في بناء اللعب وصناعة الهجمات، وكان نجم خط الوسط، فرينكي دي يونغ، يخرج بالكرة من وسط الملعب في أكثر من مرة ويشق طريقه نحو منطقة جزاء أوكرانيا، ثم يصنع الفارق هناك بتمريرة نحو العمق أو نحو الأطراف المتقدمة.
هذه الطريقة الهجومية جعلت هولندا تتفوق في الثلث الأخير مع وجود أكثر من لاعب على مشارف وداخل منطقة الجزاء، ودفع المنتخب الأوكراني للسقوط أمام الهجمات الشرسة الهولندية، خصوصاً عبر الكرات العرضية الأرضية التي كانت تُشكل الخطورة دائماً طوال 90 دقيقة.
لكن السؤال الأهم، هل يُمكن اعتبار هولندا مُرشحة للمنافسة على اللقب؟ في الحقيقة الأداء الهجومي الهولندي كان مُبشراً وقوياً، لكن الأداء الدفاعي عليه الكثير من علامات الاستفهام. أولاً الضغط العكسي السيئ الذي كان يُطبقه المنتخب الهولندي، ويكفي أنه فشل في استرجاع الكرة في معظم هجمات أوكرانيا، أما الأمر الثاني فتمثل بعدم قدرة دفاع هولندا على إيقاف الهجمات الأوكرانية بسهولة وكان هناك مساحات كبيرة بين الخطوط الهولندية.
أوكرانيا سجلت هدفين وكانت قادرة على تسجيل أكثر لو هاجمت بجرأة أكبر، والمنتخب الأوكراني قدم مباراة كبيرة رغم الخسارة، وهو ما ظهر على أرض الملعب من خلال طريقة صناعة الهجمات خلال 90 دقيقة. ولا يمكن للمنتخب الهولندي أن يُدافع بهذه الطريقة أمام المنتخبات الكبيرة في الأدوار القادمة، لأنه حتماً سيتلقى الكثير من الأهداف بغض النظر عن قدرته على تسجيل الأهداف في المنافس، وعليه ربما هولندا مُرشحة للمنافسة لكنها مع دفاع سيئ، ستسقط بسهولة أمام الكبار.