يثير وجود لجنة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في تونس هذه الأيام عدداً من التحاليل التي تختلف في قراءة التطورات المسجّلة بمستقبل الاتحاد المحلي للعبة، تزامناً مع تأجيل موعد الانتخابات، بعدما كان مقرراً عقدها السبت المقبل، وذلك لتحديد هوية الرئيس الجديد الذي سيخلف وديع الجريء المسجون حالياً بقرار من السلطات التونسية للتحقيق معه في بعض القضايا.
وكان "العربي الجديد" قد انفرد بخبر وصول مبعوثين من الاتحاد الدولي إلى تونس يوم الثلاثاء، من أجل الاطلاع مباشرة على كل التطورات التي حدثت في المسار الانتخابي، بهدف التوصل إلى حلّ في خصوص مستقبل الاتحاد بما أن المكتب الحالي الذي يقوده نائب الرئيس، واصف جليّل، تنتهي ولايته يوم 14 مارس/آذار المقبل.
وأبدى رئيس اللجنة الأولمبية التونسية وعضو اللجنة الدولية، محرز بوصيان، رأيه في تدخل "فيفا" في شؤون اتحاد الكرة، قائلا في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الخميس: "نحن نتابع هذا الموضوع عن قرب ولكننا نتعاطى معه بكل هدوء، لأن المرحلة تتطلب منّا عدم التسرّع والقيام بتقييم شامل، تمهيداً لدخول الكرة التونسية مرحلة جديدة تتضمن إصلاحات كبرى، وهذا يستدعي منّا جميعاً التحلّي بالرصانة، وخاصة العمل في الكواليس وليس بإثارة المشاكل في البرامج الإعلامية".
وأضاف بوصيان قائلاً "بصراحة لقد لاحظت أن بعض التصريحات والتحاليل كانت قاسية جداً، يجب علينا أن نرحم بعضنا البعض، إن مسؤولي الاتحاد التونسي لكرة القدم الذين قاموا بأخطاء في التسيير، هم متطوعون بالأساس، يجب علينا أن نحترم مشاعر عائلاتهم، أرجوكم كفانا من التشفّي في الأشخاص والبوح بالكلام الذي يندى له الجبين، هناك قضاء عادل في البلاد هو من سيحسم في كل المسائل، وكل مسؤول ارتكب أخطاء فستقع محسابته في إطار القانون، يجب أن نُصلح المذنبين وليس قتلهم".
واختتم بوصيان حديثه عن وضعية الاتحاد التونسي لكرة القدم قائلاً "كان من المفروض أن تُقام الانتخابات في موعدها المُعلن، للأسف هذا لم يحدث، الدولة التونسية تتحمل كل ما يحصل، لأنها تبقى السقف الأعلى لكل الرياضات والاتحادات، أنا بصفتي عضواً في اللجنة الدولية أعتبر نفسي مسؤولاً عن استقلالية الحركة الرياضية والأولمبية، لكنها يجب أن تكون متناغمة مع هياكل الدولة، ولكن نطلب كذلك من وزارة الرياضة أن تقوم بدورها بذكاء وحنكة ودبلوماسية، لتفادي أي مشكلات أو عقوبات من فيفا".