بطولة أفريقيا لكرة اليد.. منافسة مصرية تونسية وابتعاد الجزائر

17 يناير 2024
بطولة أفريقيا لليد تشهد منافسة كبيرة (الحساب الرسمي للبطولة/Getty)
+ الخط -

تدشن بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة اليد، صفحتها السادسة والعشرين التي تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة من 17 إلى 27 يناير/كانون الثاني الحالي، وذلك للمرة الثانية على التوالي. 

وهذه البطولة واحدة من أعرق بطولات كرة اليد العالمية بعد بطولة العالم، وهي أقدم بطولة قارية، حيث تأسست سنة 1974، وتشهد في نسختها الحالية مشاركةً عربية مكثفة. فمن بين 16 منتخباً مشاركاً يحضر 5 منتخبات عربية، هي: مصر المستضيفة وحاملة اللقب، تونس، الجزائر، المغرب وليبيا.

سيطرة عربية مُطلَقة 

شهدت بطولة أمم أفريقيا منذ بداياتها في سبعينيات القرن الماضي وإلى حد الآن سيطرة عربية مُطلَقة على منصات التتويج، حيث احتكرت ثلاث دول عربية، هي: تونس ومصر والجزائر ذهبية المسابقة، من خلال حضور تونسي بارز بعشرة ألقاب وثمانية ألقاب لمصر وسبعة ألقاب للجزائر.

منافسة مصرية تونسية والجزائر تبتعد عن الرَّكب 

ما زالت المنافسة محتدمة بين المنتخبات المصرية والتونسية في هذه البطولة التي شهدت 9 مواجهات بينهما في نهائي المسابقة، كانت لمصر الكلمة العليا في 5 نهائيات، فيما تفوقت تونس في أربع نسخ منها.

وتبقى تونس صاحبة الرقم القياسي في البطولة، بتحقيقها للقب في 10 مناسبات، والأكثر حضوراً على منصات التتويج خلال 24 نسخة متتالية، بتحقيقها إلى جانب الذهبيات العشر 8 فضيات و6 برونزيات، ولم تغب عن منصات التتويج إلا خلال النسخة الماضية بعد هزيمتها أمام المغرب في المباراة الترتيبية.

أما مصر التي تستضيف البطولة للمرة السابعة في تاريخها، فهي أكثر دولة تنال شرف التنظيم، وثاني أكثر منتخب متوَّج في البطولة، بتحقيقها لثمانية ألقاب، من بينها لقبان متتاليان، في تونس سنة 2020، وفي القاهرة خلال النسخة الماضية.

أما الجزائر، التي سيطرت على البطولة خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي حيث توجت خلالها بخمس نسخ متتالية من 1981 إلى 1989، فقد تراجع مستوى منتخباتها كثيراً خلال السنوات الماضية، حيث لم تتمكن من تحقيق اللقب إلا مرتين فقط طوال أكثر من 30 سنة من عمر البطولة.

المغرب والوصول إلى النهائي.. هل يتحقق الحلم في هذه النسخة؟

أما المنتخب المغربي، فقد شارك في البطولة في 18 مرة لم يتمكن خلالها من تحقيق اللقب ولو لمرة واحدة، إلا أنه حجز لنفسه مكاناً ضمن قائمة المنتخبات الصاعدة على منصات التتويج بتحقيقه لبرونزية المسابقة خلال نسختي 2006 و2022، وكانت الفرصة مواتية له خلال النسخة الماضية، بعد وصوله إلى نصف النهائي الذي واجه خلاله الوافد الجديد منتخب الرأس الأخضر الذي حقق المفاجأة بإقصائه للمغرب ليحرمه حلماً طال انتظاره بالوصول إلى النهائي.

ليبيا ونتائج أقلّ من المأمول

شارك المنتخب الليبي في البطولة خلال خمس مناسبات فقط، وكانت أفضل نتائجه بتحقيق المركز التاسع خلال نسخة 2016 التي استضافتها مصر كذلك، وهو ما سيحاول تجاوزه خلال هذه النسخة التي يسعى للوصول فيها لأبعد نقطة ممكنة، ولمَ لا تحقيق التأهل إلى المونديال لأول مرة في تاريخه؟

حظوظ التتويج والأسبقية المصرية في أفريقيا

باتت كل التوقعات تشير إلى تتويج مصري جديد، وذلك للمرة الثالثة على التوالي في أمم أفريقيا لليد، بالنظر للأسبقية الواضحة والجليّة لمنتخب "الفراغنة" في سباق التنافس على اللقب القاري المهم والمؤهل مباشرة لأولمبياد باريس 2024. وإن بدت هذه التوقعات سابقة لأوانها في توقيتها، فإنها لا تبدو كذلك من الناحية الفنية والمنطقية، باعتبار ما يراكمه المنتخب المصري من مستويات قوية منذ سنوات، مكّنته من مقارعة كبار اللعبة في العالم والتفوق على أغلبهم بكل وضوح  ومن خلال وجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية، كخالد يحيى ويحيى الدرع، محترفَي فيسبريم المجري، ومهاب السعيد ومحمد سند، محترفَي نيم الفرنسي، والحارس عصام الطيار، محترف بالينغن الألماني، ولاعب الخبرة علي الزين، محترف دينامو بوخارست الروماني. وليتأكد كل ما سبق ذِكره من أفضلية واضحة لأبناء المدرب الإسباني خوان كارلوس باستور من خلال المردود المميز الذي قدمه خلال دورة الدنمارك الودية قبل أيام، التي تمكن من خلالها من مقارعة بطل العالم، منتخب الدنمارك، وسط جماهيره، بالإضافة إلى الانتصار الصريح على حساب منتخبي هولندا والنرويج.

ورغم ذلك، يبدو أن المنتخب التونسي هو الوحيد القادر حالياً على منافسة منتخب الفراعنة، رغم صعوبة المهمة، في ظل تضاؤل فرص مشاركة منسق اللعب المحترف بميندن الألماني، محمد أمين درمول، في البطولة، نظراً لعودته المتأخرة من الإصابة، وبسبب مماطلة فريقه الألماني في السماح له بالالتحاق بالوفد التونسي، على اعتبار أنه لم يشفَ نهائياً من الإصابة.

منتخب "نسور قرطاج" صاحب التاريخ الكبير وصاحب الرقم القياسي في التتويج بالبطولة، يبقى قادراً هو الآخر على المواجهة وعلى العودة باللقب من القاهرة، رغم أن ذلك سيشكل مفاجأة كبيرة لأغلب المتابعين، وهو ما يسعى له بقيادة المدرب الفرنسي باتريك كازال، وبمساعدة واحد من أهم أساطير اللعبة في تونس، وسام حمام، للعودة مجدداً بالذهب الأفريقي من أمام الجماهير المصرية المتحفزة، وذلك بالنظر لما يضمّه في صفوفه من لاعبي خبرة، كمحترف الشارقة الإماراتي، الظهير الأيسر مصباح الصانعي، ومحترف النور السعودي، لاعب الدائرة مروان الشويرف، وأسامة حسني، ظهير أيمن العربي الكويتي، بالإضافة إلى ما تحتويه قائمة المنتخب التونسي من مواهب شابة مميزة، على غرار محترف أهلي شباب دبي الإماراتي، منسق اللعب ريان زرياط، ومحترف الوكرة القطري، الظهير الأيسر رامي الفقيه، واللاعب الشاب لنادي شارتر الفرنسي، الظهير الأيمن ياسين بن سالم، لتبقى في الختام حقيقة الميدان هي الفاصلة.

المساهمون