استمع إلى الملخص
- يسعى المنتخب الكويتي لاستعادة توازنه، بينما يظل المنتخب العراقي مرشحاً قوياً للحفاظ على لقبه بفضل مستواه المتميز.
- المنتخب السعودي يهدف لاستعادة الثقة مع عودة المدرب هيرفي رينارد، وتبقى فرص تتويج الإمارات أو عُمان أو البحرين قائمة بفضل تقارب مستويات المنتخبات.
تنطلق اليوم السبت في العاصمة الكويتية منافسات بطولة كأس الخليج في نسختها الـ26 التي كانت إلى وقت قريب حدثاً كروياً واجتماعياً فريداً، يجمع الأسرة الكروية الخليجية بمنتخباتها وجماهيرها وإعلامها، على وقع تنافس كروي وإثارة يتجاوب معها الصغير والكبير، قبل أن تتحوّل إلى حدث عادي في زخم السياق العالمي والخليجي السياسي والأمني والاجتماعي الذي أمسى معقداً، والأحداث الكروية الكثيرة التي سرقت منها الأضواء، خصوصاً بطولة كاس آسيا وتصفيات ونهائيات كأس العالم، وتوجّه بعض البلدان الخليجية على غرار قطر والسعودية والإمارات نحو تنظيم أحداث كروية كبرى دفع بعضها للمشاركة بمنتخباتها الثانية في بعض النسخ الأخيرة.
كانت بطولة كأس الخليج إلى وقت قريب حدثاً يجمع المنتخبات الخليجية الستة إضافة الى العراق واليمن، وتحظى بتغطية إعلامية فريدة وتفاعل جماهيري كبير، وكانت دائماً مناسبة لاكتشاف مواهب كروية صاعدة إضافة إلى كونها حدثاً يسمح للبلد المنظم بتشييد وإعادة تأهيل الملاعب والمرافق الضرورية لاحتضان الحدث، قبل أن تشهد النسخ الأخيرة غياب نجوم بعض المنتخبات وتراجع حجم الشغف والاهتمام، لكن يبدو أن نسخة الكويت تعد بالكثير في بلد يسعى للعودة إلى الواجهة الكروية وتجديد العهد مع الإنجازات وهو صاحب أكبر عدد من التتويجات باللقب برصيد عشرة ألقاب.
في حضور المنتخبات الأولى لكل المشاركين، وعلى رأسهم صاحب الأربعة ألقاب المنتخب العراقي، وصاحبا البطولات الثلاث السعودية وقطر، المنتشية بتتويجها الأخير بلقب كأس آسيا 2023، سيكون من الصعب على الأزرق الكويتي المنافسة على اللقب حتى ولو لعب على ميدانه وأمام جمهوره بسبب مردوده المتذبذب في تصفيات كأس العالم الخاصة بمنطقة آسيا، وإذا بلغ النهائي سيكون بمثابة مفاجأة بالنظر لمستواه الحالي ومستويات المنتخبات المشاركة التي تبدو في أفضل أحوالها، ومع ذلك يسعى المنتخب الكويتي للاستثمار في المناسبة حتى يستعيد توازنه، ويعود إلى الواجهة رغم متاعب الكرة الكويتية التي لم تتوقف وتداعيات التغييرات المتتالية للطاقم الفني التي أثرت على نتائجه في تصفيات بطولة كأس العالم 2026.
حامل اللقب المنتخب العراقي يبدو المرشح الأول للحفاظ على تاجه بسبب مستواه في تصفيات كأس العالم واقترابه من تحقيق حلم التأهل إلى المونديال الذي يراوده منذ أربعين عاماً عندما شارك في مونديال المكسيك سنة 1986، وتألق في مختلف البطولات وفي كل الفئات رغم ظروف الحرب التي مرّ بها البلد مع بداية الألفية، وأثرت على الكرة العراقية وكل مجالات الحياة، لكن المواهب استمرّت في البروز في الداخل والخارج، والشغف كان حاضراً كل مرة في كل المواعيد، مما جعل من العراق رقماً مهماً في معادلة الكرة العربية والخليجية والآسيوية، وتجعل منه مرشحاً للتتويج باللقب الخامس في تاريخ منتخب أسود الرافدين.
ويبقى المنتخب السعودي بدوره كالعادة مرشحاً للفوز بلقب كأس الخليج، خصوصاً أن نسخة الكويت ستكون مناسبة لاستعادة الثقة بعد تعثراته المتكررة في تصفيات كأس العالم وتغيير مدربه ونقص المنافسة لدى العديد من الدوليين الذين يجلسون في مقاعد الاحتياط مع أنديتهم بسبب حجم النجوم الأجانب الذين ينشطون في دوري روشن منذ موسمين، لكن عودة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد للإشراف على منتخب الأخضر السعودي وإصراره على المشاركة بالمنتخب الأول لتحضير ما تبقى من تصفيات كأس العالم، يجعلان من المنتخب السعودي مرشحاً ككل مرة.
وسيكون هامش المفاجئة ضئيلاً في نسخة الكويت من بطولة كأس الخليج 2024، لكن في حالة تتويج الإمارات أو عُمان أو البحرين سيكون الأمر عادياً في بطولة مفتوحة على كل الاحتمالات تقلّصت فيها الفوارق بين المنتخبات، وكبرت فيها طموحات الجيل الجديد من اللاعبين في منتخبات تنافس على بطاقات التأهل إلى المونديال بالصيغة الجديدة المفتوحة على تأهل تسعة منتخبات آسيوية على الأقل.