انطلقت كأس آسيا في انتظار نظيرتها في أفريقيا

20 يناير 2024
حقق منتخب العراق مفاجأة كبيرة في كأس آسيا 2023 (Getty)
+ الخط -

فوز منتخب العراق على اليابان البارحة في الجولة الثانية من مباريات كأس أمم أسيا ، وتأهله للدور ثمن النهائي بالشكل الذي تابعناه، كانا بمثابة إشارة الانطلاقة الفعلية للبطولة بواحدة من أجمل المباريات وأكثرها إثارة، في حضور جمهور عراقي غفير صنع الفارق، وأعطى للبطولة نكهة خاصة، وبداية فعلية لمباريات أقوى ومستوى أفضل حتى قبل مباريات خروج المغلوب الإقصائية في بطولة كأس آسيا.

وهي التي لن تجد المنتخبات الكبيرة صعوبة في بلوغها، على غرار قطر والسعودية وكوريا وأستراليا وإيران، في وقت لم تدخل منافسة كأس أمم أفريقيا مرحلة الحسم بعد، في ظل تعثر منتخبات الجزائر ومصر وتونس في خرجاتهم الأولى، وضمان منتخب كاب فيردي تأهله إلى الدور الثاني برفقة حامل اللقب السنغال.

فوز منتخب العراق زاده قيمة اسم المنافس الياباني ووزنه ومستواه الكبير الذي يرشحه للفوز بلقب كأس آسيا، وزادته إثارة الروح البطولية العالية للاعبين العراقيين الذين تجاوزوا بعض متاعبهم الداخلية مع مدربهم، خاصة أولئك الذين يرفضون الجلوس على كرسي الاحتياط، على غرار بعض لاعبي المنتخب التونسي الذين غادروا منتخب بلادهم لنفس الأسباب، في ظاهرة أمست متمثلة باللاعبين العرب ومنتخباتهم، التي يتوقف مستوى مردودها على عوامل نفسية وذهنية أكثر منها فنية وتكتيكية وبدنية، وبالتالي، يصعب التكهن بنتائجها مقارنة بمنتخبات شرق آسيا الأكثر استقراراً وانضباطاً، ومع ذلك، لو يكمل العراق والسعودية مبارياتهما بنفس الروح، فسيبلغان أدواراً متقدمة وينافسان على اللقب لما يملكان من مقومات.   

منتخب العراق بفوزه أعطى إشارة انطلاق الإثارة للبطولة، في حين لم تبدأ كأس أمم افريقيا، بل قد تنتهي مبكرا، لكل من تونس في حالة خسارته اليوم أمام مالي، وقد تبدأ إذا تمكن منتخب "نسور قرطاج" من تكرار ما يفعلونه في المواعيد الكبرى، عندما يجدون أنفسهم على المحك في ظروف صعبة، بينما سيجد المنتخب المصري في طريقه مفاجأة البطولة، منتخب الرأس الأخضر، في الجولة الثالثة التي يلعبها الفراعنة من دون محمد صلاح المصاب، حتى ولو لم يعد لغيابه تأثير سلبي، بعد الوجه الذي أظهره في الشوط الثاني من مواجهته لمنتخب غانا عندما خرج نجم ليفربول مصاباً، فانتفض اللاعبون وعادوا مرتين في النتيجة بعد أن قدموا شوطاً رائعاً وتعادلوا للمرة الثانية على التوالي.

الجزائر، من جهتها، تعادلت في خرجتها الأولى أمام أنغولا بعد ساعة لعب كانت في المستوى المطلوب، ونصف ساعة أخيرة ، وكأنها لعبتها بفريق ثان، ترك المبادرة للأنغوليين الذين كانوا أفضل من الناحية البدنية، ما يجعل مباراة اليوم الثانية أمام بوركينا فاسو صعبة، خاصة أنه تجرى أمام منتخب محترم في الثانية ظهراً بتوقيت كوت ديفوار في درجة حرارة تقارب الـ40 ورطوبة عالية، وضغط إعلامي وجماهيري كبير يصعب عليه تقبل إخفاق ثالث بعد الخروج في الدور الأول من النسخة الماضية، والإقصاء من التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ما يعني أيضاً أن البطولة لم تبدأ بالنسبة للجزائريين كما للمصريين والتونسيين بسبب تعثرهم في خرجاتهم الأولى، وصعوبة ما تبقى من مشوار في بطولة لا تعترف بالتاريخ ولا بالأسماء ولا بالأقوى، بل بالأفضل أثناء المباريات.

كل المؤشرات توحي بأن عنصر المفاجأة غير وارد في كأس آسيا التي يُحترم فيها المنطق وموازين القوى التي لم تتغير في قارة تتميز بفروقات كبيرة بين المنتخبات، عكس القارة السمراء التي يبقى فيها كل شيء واردا بسبب تطور مستويات من كانوا يوصفون بالصغار، وتذبذب مستويات منتخبات أخرى تعتبر كبيرة بالأسماء التي تزخر بها والإمكانيات التي تتوفر عليها، لكنها تصغر في المنافسة القارية لاعتبارات فنية وبدنية ونفسية خصوصاً عندما تُلعب في ظروف مناخية صعبة، وعلى أرضيات ملاعب غير ملائمة، يتحجج بها البعض لتبرير إخفاقه.

المساهمون