كانت فرص خروج فرنسا من يورو 2020 في دور الستة عشر ضئيلة إلى حد ما، لكنها ليست مستحيلة، في الوقت الذي كان فيه وداع كيليان مبابي للبطولة بأكملها دون هدف أمرا صعب التصديق، بعد 42 هدفا بالموسم الفائت رفقة النادي الباريسي.
وبعدما وصلت مواجهة دور الـ16 إلى ركلات الترجيح، تم تكليف مبابي بتنفيذ الركلة الحاسمة ضد سويسرا، لكن يان سومر كان بالموعد، ليزيد من أزمات نجم باريس سان جيرمان، الذي كان استعداده للبطولة بعيدا عن المثالية، بعد أن تورط في خلاف مع زميله في الفريق أوليفييه جيرو، بسبب عدم تمرير الكرة في أكثر من مناسبة، خلال لقاء ودي أمام أوكرانيا.
لكن رغم كل شيء، تبقى الطريقة التي يتجاوز بها اللاعبون أزماتهم، هي التي تفصل بين النجم الجيد والمثالي، لذا يمكن لمبابي التعلم من تجارب كريستيانو رونالدو السيئة، والتي سنسلط الضوء على أبرزها في التقرير التالي، لمساعدة نفسه في طي صفحة إخفاق يورو 2020...
يورو 2004
كان رونالدو يبلغ من العمر 19 عاما فقط، عندما تم استدعاؤه إلى بطولة أوروبا 2004 في البرتغال، بعد موسم رائع مع مانشستر يونايتد، لكن البطولة بدأت بطريقة صعبة عندما خسر أصحاب الأرض مباراتهم الافتتاحية أمام اليونان 2-1، وتعافت البرتغال بعدها بفوزها على إسبانيا وروسيا لتتصدر وتتأهل إلى المباراة النهائية، حيث التقت مع اليونان من جديد، لكن أنجيلوس كاريستياس حسم اللقب لبلاد الإغريق. واستغرق رونالدو 12 عاما للتعويض، رغم أنه لم يكمل لقاء نهائي يورو 2016 ضد فرنسا بسبب الإصابة.
مونديال 2006
يمكن القول إنه كان أكثر الأوقات صعوبة في مسيرة رونالدو عندما التقت البرتغال مع إنكلترا في ربع نهائي كأس العالم، وأزمته مع زميله في اليونايتد واين روني شاركت في المساهمة بطرده بعد احتكاك مع ريكاردو كارفاليو، الأمر الذي جعل رونالدو في مرمى انتقادات واسعة النطاق من الصحافة الإنكليزية، لكنه احتفظ بمكانه، وفاز بلقبين آخرين في الدوري الممتاز مع "الشياطين الحمر"، وسجل 42 هدفًا في موسم واحد.
هزيمة الكلاسيكو
لا يوجد شيء أسوأ من الخسارة أمام الغريم التقليدي، لكن بالنسبة لريال مدريد وجوزيه مورينيو، فإن الهزيمة ضد برشلونة 5-0 أمر لا يمكن محوه من الذاكرة، في يوم كان فيه ليونيل ميسي ببساطة في كل مكان على أرض الملعب، حيث سجل هدفين، فيما كان رونالدو متفرجًا، لكن "الدون" استمر في استخدام الألم الناتج عن الهزيمة كحافز وراء مسيرته غير العادية بتسجيل الأهداف، تاركا إسبانيا مع 310 أهداف في الليغا بـ292 مباراة فقط. وبالنظر إلى سجله البالغ 111 هدفًا في 127 مباراة مع باريس سان جيرمان، فلا شك في أن مبابي سيعود للتألق مرة أخرى في أي وقت.
صافرات الاستهجان
الأجواء العدائية جزء لا يتجزأ من اللعبة، حيث يبذل مشجعو المنافس قصارى جهدهم لإحباط اللاعبين على الجانب الآخر، لكن جماهير الريال يلجأون للصافرات ضد لاعبيهم في سانتياغو برنابيو، عندما لا يقدمون ما هو منتظر منهم، حيث كان رونالدو أحد المستهدفين في كثير من الأحيان، على الرغم من سجله الرائع في تسجيل الأهداف ومساهمته في أربعة ألقاب بدوري أبطال أوروبا، الأمر الذي استغله "الدون" لتحفيز نفسه والخروج من الفريق الملكي وهو بالقمة.