- تغييرات متعددة في الجهاز الفني بعد رحيل المدرب وليد الركراكي، مع فشل المدربين الجدد في استعادة النجاحات السابقة، مما يعكس تحديات إدارية ومالية.
- النادي يحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة بناء فريق قادر على المنافسة وتحقيق الألقاب، في ظل نقص الجودة والأسماء المميزة لحسم المباريات الهامة.
اقترب فريق الوداد البيضاوي المغربي، من إنهاء موسم جديد دون أن يحصد ألقاباً، رغم أن إدارة النادي رفعت سقف الطموحات قبل ضربة البداية، في رحلة البحث عن ألقاب جديدة خصوصاً في المسابقات الأفريقية، بما أن الوداد شارك في منافسات النسخة الأولى من "الأفريكان ليغ"، إضافة إلى أنه شارك في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
وتحلم جماهير الوداد بأن تستعيد المجد الذي عاشته بقيادة المدرب السابق وليد الركراكي، والذي تمكن من قيادة الفريق إلى التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا عام 2022 على حساب الأهلي المصري، وكتب حينها أفضل صفحات النجاح في سجل النادي، حيث تصدر المشهد قارياً، وكان محظوظاً بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية أمام جماهيره، إلا أن مرحلة الركراكي أصبحت من الذكريات الإيجابية التي عاشها الفريق، وبات من الصعب تكرارها قريباً، في ظل ما يعاني منه النادي من أزمات إدارية ومالية، كان لها انعكاس مباشر على النتائج.
الوداد يفتقر إلى نجوم من الصف الأول
منذ رحيل الركراكي لقيادة منتخب "أسود الأطلس"، تعاقدت إدارة نادي الوداد مع عدد كبير من المدربين من جنسيات مختلفة، ومدارس تبدو متنوعة، وكانت الجماهير تدعم كل مدرب جديد يقود الفريق أملاً في حصد التتويجات والألقاب، على اعتبار أن الإرث الذي تركه الركراكي كان يسمح لأي مدرب بأن يقود الفريق إلى حصد المزيد من الألقاب، والتألق في مختلف المسابقات، إلا أنه ولسوء حظ الجماهير "الودادية"، تكررت الصدمات مع كل المدربين الذين قادوا الفريق في آخر موسمين، بنتائج مخيبة وفشل في حصد الألقاب، رغم توفر الكثير من الفرص من أجل إسعاد المشجعين.
ولعلّ فشل المدرب التونسي فوزي البنزرتي، صاحب الخبرات الكبيرة في كرة القدم العربية والمغربية، وانسحابه من تدريب الفريق في وقت سابق، هو بمثابة مؤشر حقيقي على حجم الصعوبات التي تحاصر النادي، خاصة أن البنزرتي قدّم استقالته ولكن إدارة الفريق نجحت في إقناعه بالاستمرار أملاً في أن يقود الفريق إلى الانتصارات، قبل أن يرمي المدير الفني التونسي المنديل بعد ذلك، ويختار الانسحاب نهائياً وترك مساعده السابق رضوان الفالحي يقود الفريق، في انتظار أن يعثر الفريق على مدرب جديد يقود الوداد، مع تردد أخبار عن رغبة الإدارة في الحصول على توقيع حسين عموتة، مدرب منتخب الأردن، وصيف بطل آسيا 2024، الذي سبق له أن درب الفريق في مناسبات سابقة، ويعتبر حالياً من أفضل المدربين العرب.
وقاد عموتة نادي الوداد مباشرة بعد أن انتهت تجربة الركراكي في عام 2022، لكن ورغم نجاحاته السابقة، فإنه فشل في "السوبر الأفريقي" عندما خسر أمام نهضة بركان، ليفقد الفريق أول لقب في هذا الموسم، رغم أنه كان يبدو مرشحاً للتتويج، ليرحل عموتة عن النادي بعد 11 مباراة، والطريف أنه تُوج لاحقاً بلقب الدوري المغربي مع فريق آخر هو الجيش الملكي.
وتعاقد الوداد مع التونسي مهدي النفطي، الذي كان يُنظر إليه على أنه سيكون الركراكي الجديد، إذ إنه يملك تجارب في بطولة الدوري الإسباني، ويملك عقلية الانتصارات، وشخصيته لا تختلف كثيراً عن مدرب المنتخب المغربي حالياً، وكان يفترض أن يقود الوداد إلى تحسين النتائج وتطوير قدراته، لكنه فشل في المهمة بشكل كامل، وكان رحيله أمراً منطقياً أمام ضعف النتائج والمستويات التي قدمها الفريق في معظم المباريات.
وسعت إدارة الوداد في وقت لاحق إلى التعاقد مع مدرب أوروبي، وهو ما حدث فعلاً عندما حصلت على توقيع الإسباني خوان كارلوس غاريودو، الذي استمر في قيادة الفريق 13 مباراة، لكن النتائج لم تشهد تحسناً كبيراً، وبالتالي واجه نفس مصير من سبقه، فرحل عن النادي في الجولات الأخيرة من الموسم الماضي، وكان واضحاً أن استمراره لن يساعد كثيراً، ليتولى البلجيكي سفين فاندنبروك تدريب الفريق، ولكن الوضع لم يختلف بشكل كبير، بعد خيبة نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري، إذ كان النادي يمني النفس بالمحافظة على اللقب، غير أنه فشل في المهمة وخسر أمام الأهلي المصري.
وعادت إدارة نادي الوداد إلى المدرسة المغربية مجدداً، عبر منح الفرصة لعادل رمزي من أجل قيادة الفريق ومحاولة السير على خطى الركراكي أو من قبله حسين عموتة، لا سيما بعد النجاحات التي حققها في هولندا، ولكن الوضع ازداد تعقيداً، حيث خسر الوداد نهائي "أفريكان ليغ" أمام صن داونز الجنوب أفريقي، ثم كانت بدايته في الدوري المحلي كارثية، وكذلك في دور المجموعات، ليرحل عن الفريق بعد 66 يوما، قاد خلالها الوداد في 20 مباراة من دون أن يترك أثراً حقيقياً، وكانت التجربة فاشلة، ولم تحقق للوداد مكاسب تذكر.
ومنذ رحيل وليد الركراكي، درّب الوداد 6 مدربين، كان عادل رمزي أكثر من قاد الفريق من حيث عدد المباريات، ولكن الفشل كان القاسم المشترك بين كل هذه الأسماء، في تأكيد على أن إدارة النادي لم تعثر على المدير الفني الذي يمكنه أن يستغل عمل مدرب "أسود الأطلس"، وبدا واضحاً أن الفريق يفتقر إلى الجودة والأسماء المميزة، وكان بحاجة لصفقات قوية، خاصة بعد أن اضطر الفريق إلى منح الفرصة لبعض النجوم لخوض تجارب جديدة بعيداً عن أسوار النادي، وآخرهم يحيى عطية الله، الذي غادر لخوض تجربة في الدوري الروسي.
كما أن نادي الوداد لم يوفق بالصفقات الأجنبية التي لم تقدم للفريق الإضافة المأمولة، وكان قريباً من حصد الألقاب بوصوله إلى نهائي دوري الأبطال في عام 2023 و"أفريكان ليغ" في نسختها الأولى منذ أشهر قليلة، ولكنه فشل في النهائي، ما يؤكد أنه لا يملك لاعبين في مستوى عال، قادرين على حسم المباريات القوية في النهائي، وهو ما يفسر فشل 6 مدربين من عدة جنسيات ومن مدارس مختلفة في حصد الألقاب، ولا يبدو أن نهاية الموسم الحالي ستكون مختلفة عن السابق، بما أن كل المؤشرات تؤكد أن الجماهير ستواجه خيبة جديدة، لا سيما بعد صدمة دوري الأبطال عندما ودّع الفريق المسابقة من مرحلة المجموعات، وستتطلب عملية إعادة البناء جهوداً كبيرة من قبل الإدارة.