المغرب بواقعية.. وللقصة بقية

12 ديسمبر 2022
العائلة لعبت دوراً كبيراً في حياة نجوم المغرب (جوليان مابروماتا/فرانس برس)
+ الخط -

فعلها أسود الأطلس وكتبوا تاريخاً بسطور من ذهب محققين إنجازاً تاريخياً كأول منتخب أفريقي وعربي يتأهل لنصف النهائي في كأس العالم.

منتخب المغرب هو ثالث المنتخبات تاريخياً من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية، يبلغ نصف النهائي، بعد الولايات المتحدة الأميركية (1930) وكوريا الجنوبية (2002).

ولم يكن تأهل منتخب المغرب لنصف النهائي وليد الصدفة، هو تأهل مستحق، قدم خلاله ملحمة تاريخية وتصدر مجموعته من دون خسارة، حقق خلالها التعادل مع المنتخب الكرواتي وصيف البطولة السابقة، وفاز على بلجيكا ثاني التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وتخطى كندا بنتيجة 2-1.

لم يكتفِ منتخب المغرب بهذا القدر، واصل إقصاء الكبار بأداء ملحمي أمام إسبانيا في دور ثمن النهائي، تعادلٌ سلبي ثم ركلات ترجيح، أما في ربع النهائي ففاز على البرتغال بهدف مقابل لا شيء، والآن بانتظار مواجهة فرنسا بطلة كأس العالم في النسخة السابقة، بقمة على ملعب البيت في نصف النهائي.

عوامل كثيرة وضعت المغرب في هذه المكانة، أهمها قرار رحيل المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، في أغسطس/ آب الماضي، وتعيين المدرب الوطني وليد الركراكي (أول مدرب عربي يصل إلى نصف النهائي)، الذي يملك خلفية احترافية كلاعب في الأندية الفرنسية والإسبانية، مع 45 مباراة دولية للمنتخب.

تدرّج الركراكي في مشواره التدريبي، عمل مساعداً لحسين عموتة في المنتخب الوطني، وتولى تدريب الفتح الرباطي (بطل الدوري 2016 وكأس العرش 2014) والدحيل (بطل الدوري 2020) والوداد (بطل الدوري 2022 وبطل أبطال أفريقيا 2022)، ليلتحق في نهاية أغسطس/آب بتدريب منتخب المغرب.

أحسن الركراكي اختيار 26 لاعباً، ينشط منهم 20 لاعباً في أكبر أندية أوروبا، ولد منهم 14 لاعباً في المهجر، وضع تشكيلة للمنتخب تميزت بعدة نقاط: التشكيل، التنظيم، الروح القتالية والأداء البدني والفني المتميز وبأقل أخطاء. 

منتخب المغرب هو فخر العرب، وإحدى نقاط القوة هي المساندة الجماهيرية العريضة من الجماهير المغربية ومن أفريقيا والدول العربية والعواصم الأوروبية، ما ساهم في توفير أجواء ومناخ للاعبين والجهاز الفني.

إقامة البطولة في دولة عربية لأول مرة وبحضور عربي لم ولن يتكرر كان استثنائياً، إلا أن أهم لقطات البطولة وأجمل المشاهد، كان ما قدمه المغرب، بمرافقة أسر اللاعبين لتأكيد أحد أهم مظاهر المجتمعات العربية والإسلامية، في تجلٍ واضح لدور الأسرة في رعاية وتربية ساهمت في إخراج وتكوين هؤلاء النجوم، ولتأكيد أهمية الجوانب الاجتماعية والإنسانية وأيضاً النقل التلفزيوني، الذي ساهم في إبراز هذه اللقطات، لتأكيد ردّ جميل النجوم لأمهاتهم، وصورة قد لا يعرفها الغرب.

خالص التهنئة لنجوم المغرب بأعظم إنجاز قُدِّم في تاريخ الكرة العربية والمغربية، منتخب المغرب قاهر الكبار الذي أثبت أنّه لا يوجد مستحيل، وأن الحلم سيصبح حقيقة بالعمل والاجتهاد والروح القتالية.

المغرب بنجومه بونو، حكيمي، سايس، أكراد، أمرابط، أوناحي، زياش، أملاح، بوفال، نصيري.. وغيرهم من نجوم فوق العادة، نجوم من ذهب سيخلدون في تاريخ كرة القدم.

المساهمون