روى الدولي المغربي، زكريا أبو خلال، لاعب فريق ألكمار الهولندي، ساعات الجحيم التي عاشها مع بعثة المنتخب المغربي في غينيا الأحد الماضي بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد على الرئيس، ألفا كوندي، والذي تزامن مع تواجد منتخب "أسود الأطلس" في العاصمة كوناكري تحضيراً لمواجهة المنتخب الغيني في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، قبل أن يتم تأجيل المباراة لوقت لاحق.
وقبل سفره إلى هولندا أمس الثلاثاء تحدث، أبو خلال، للموقع الرسمي لناديه الهولندي عن الظروف التي عاشها رفقة المنتخب المغربي في غينيا، وقال: "عندما وصلنا إلى كوناكري، كان كل شيء طبيعيا، ولم نلاحظ ما يشير إلى أن شيئاً ما سيحدث، ذهبنا إلى الفندق في أفضل الظروف، وكان كل شيء على ما يرام، وبعد ذلك أجرينا تدريبات خفيفة وبعدها خلدنا للنوم".
وتابع اللاعب المغربي: "المشاكل لم تحدث سوى في اليوم الموالي، وقتها كنت أستريح في غرفتي وسمعت أصوات إطلاق الرصاص، في البداية اعتقدت أن الأمر يتعلق بالألعاب النارية، وهوما لم يكن له أي تفسير، لا يمكنك بالطبع أن تفكر في أي شيء آخر غير عادي، استمر الوضع على هذا النحو طويلاً، وخلال الغذاء قيل لنا إن هناك فريقا عسكريا يحاول القبض على رئيس البلاد، بعدها أدركنا أن الأمر يتعلق بإطلاق الرصاص، واستمر الوضع على هذا النحو طيلة اليوم".
وأضاف أبو خلال: "عندما غادرنا الفندق أخرجونا من الباب الخلفي، وأخذونا إلى المطار عبر الحافلة، وكانت عربات الجنود تسبقنا، وطلبوا منا أن تبقى الستائر مغلقة، حتى لا يظهر من هم في الداخل، ففي الطريق كان العديد من الناس يحتفلون بإلقاء القبض على الرئيس، كانت هناك الكثير من الصيحات".
وأضاف اللاعب: "وكان البعض من هؤلاء يضربون الحافلة بأيديهم ويصرخون، وفي لحظة ما توقفت الحافلة، وحلت الصدمة على الجميع، كان الموقف صعباً للغاية، لم نكن نعرف إن كانت الجماهير التي تصيح وتلتف حول الحافلة سعيدة أم غاضبة، ولحسن حظنا أنهم كانوا سعداء وكانوا يعبرون فقط عن فرحتهم لاعتقال الرئيس".
وشدد زكريا أبو خلال، على أنه لم يشعر كثيراً بالخوف، رغم كل الذي حدث، وقال: "لا يمكنكم أن تتخيلوا إلى أي حد كانت الأمور خطيرة، لكن مع ذلك لم أشعر بالخوف، ربما في الحافلة في طريق عودتنا للمطار عندما حاصرتنا الجماهير".