استمع إلى الملخص
- **تأثير اللعب خارج الأرض على المنتخب الفلسطيني**: أكد حارس المرمى رامي حمادة أن اللعب على أرضهم يمنحهم دافعاً كبيراً، مشيراً إلى أن الدوحة تعتبر منزلاً ثانياً للمنتخب بسبب التسهيلات والدعم الكبير.
- **التحديات والآمال المستقبلية**: اللاعب زيد قنبر تحدث عن التحديات التي يواجهها المنتخب بسبب اللعب خارج فلسطين، معبراً عن أمله في العودة للعب على أرض فلسطين في ظروف أفضل.
اضطُر منتخب فلسطين الأول لكرة القدم إلى اختيار ملعب بديل، لخوض مباراته أمام منتخب الكويت، في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، بعد اعتذار الاتحاد الكويتي لكرة القدم عن عدم لعب المباراة في فلسطين.
واختار الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الدوحة، ملعباً بديلاً، مؤكداً: "نتفّهم تعقيدات القرار الكويتي، ونحترم الأسباب التي دعته لاتخاذه". وبناءً على هذا الاختيار، سيتحتّم على "الفدائي" خوض مباراته الـ 40 توالياً خارج أرضه، منذ استضافته للمنتخب السعودي في الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، على ملعب الشهيد فيصل الحسيني، في 15 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، عام 2019.
واضطر منتخب فلسطين لاستضافة منتخبي سنغافورة واليمن في الرّياض، ضمن لقاءات الجولتين السابعة والثامنة من تصفيات بطولتي كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، إذ تزامن موعدهما مع اندلاع أحداث الشيخ جرّاح، في القدس، في مايو/ أيار2021، فتعذّر حضور المنتخبين إلى فلسطين، ورغم ذلك انتصر في المباراتين بنتيجتي 4-0، و3-0 توالياً.
ووصل عدد المباريات البيتيّة، التي اضطُر منتخب فلسطين إلى خوضها خارج أرضه، إلى ست مباريات، من ضمنها مبارياته البيتية في المرحلتين الثانية والثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027، التي تعذّر عليه استقبالها في فلسطين، بسبب حرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فاستقبل منتخبي أستراليا وبنغلاديش في الكويت، ومنتخب لبنان في الدوحة، قبل أن يواجه الأردن في المرحلة الثالثة من التصفيات، في كوالالمبور، فكان رصيده انتصاراً وتعادلاً وخسارة في لقاءين.
وعن تأثير لعب المباريات خارج أرض فلسطين على نتائج "الفدائي"، أكد حارس مرمى منتخب فلسطين، رامي حمادة، في حديث خصّ به "العربي الجديد": "اللعب على أرضنا يعطينا دافعاً كبيراً لتسجيل النتائج الإيجابية، وفي ظل الظروف الحاليّة كان لهذا الدافع أن يتضاعف. أؤكد أننا لو لعبنا على أرضنا لزادت حظوظنا أكثر في الوصول إلى بطولة كأس العالم 2026، إذ لم يسبق لمنتخبنا الوطني أن خسر أي مباراة رسمية على أرضه، وفي ذلك دليل واضح على قوة ملعبنا من النواحي المعنويّة والذهنية والجماهيرية".
وأضاف حمادة، الذي خاض 52 مباراة دوليّة بقميص منتخب فلسطين: "لدينا الحقّ الكامل في استضافة المباريات على أرضنا، ولدى جماهيرنا الحق (مثل بقيّة جماهير المنتخبات) في دعمنا من أجل الوصول إلى بطولة كأس العالم، وبناءً عليه سنقاتل كثيراً من أجل البرهنة على أحقيّتنا في العودة للعب على أرضنا، رغم تحقيقنا نتائج إيجابية خارج ملعبنا أيضاً". وشكر حمادة كل الجماهير، التي تعاطفت ووقفت إلى جانب منتخب فلسطين في مبارياته الخارجية، مؤكداً: "تعاطف الجماهير في مختلف الملاعب يدل على حب الشعوب كلها لفلسطين، وهذا الأمر يعني لنا الكثير، إذ نسعى دوماً لإسعادهم، وترك أثر إيجابي لديهم عن إصرارنا كفلسطينيين".
وعن اختيار الدوحة ملعباً بيتياً لمنتخب فلسطين في مباراته أمام الكويت، أوضح حمادة في حديثه مع "العربي الجديد": "نحترم كل الدول التي دعتنا للعب على أرضها، ولكننا نشعر حقاً بأن الدوحة هي منزلنا الثاني، حيث لعبنا كثيراً هنا، وتوافرت لنا كل الإمكانات من حيث جودة الفنادق، وجودة الطعام، وجودة العلاج، والملاعب. ببساطة الدّوحة نموذج رياضي ومهني مناسب للعب المباريات، بالإضافة إلى حصولنا على مؤازرة كبيرة من الجالية الفلسطينية في قطر ومن الشعب القطري، ومن الجاليات العربيّة التي تؤازرنا خلال اللقاءات".
ويستقبل منتخب فلسطين نظيره الكويتي، في العاصمة القطرية الدوحة، في الخامس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد خمسة أعوام بالضبط على آخر مباراة خاضها على أرضه، وبين جمهوره. وخاض منتخب فلسطين، خلال الأعوام الخمسة الماضية، عدداً من اللقاءات في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، وبطولة بنغلاديش الوديّة عام 2020، وتصفيات بطولة كأس العرب عام 2021، وبطولة كأس العرب عام 2021، والمرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس آسيا 2023، وبطولة كأس آسيا 2023، وعدداً من اللقاءات في التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027، إلى جانب عدد من اللقاءات الودية.
وأكد زيد قنبر (22 عاماً)، الذي خاض مباراته الدولية الأولى بقميص منتخب فلسطين في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، في حديثه مع "العربي الجديد": " لم يسبق لي لعب أي مباراة رسميّة على أرض فلسطين، بينما لعبت مثلاً مع فريق جبل المكبر في بطولة القدس والكرامة، التي ضمّت الأندية الفلسطينية والأردنية على أرض فلسطين، وتمكّنت مع زملائي (وقتها)، من الوصول إلى نهائي البطولة أمام نادي الوحدات الأردني. وفي فلسطين نحن معتادون على الملعب، وعشبه المختلف، وننال تشجيعاً استثنائياً من جمهور شغوف يعشق كرة القدم، ويشجّع بحرارة عالية، لكنني افتقدت ذلك كله بقميص الفدائي".
وأضاف اللاعب، الذي شارك في 11 مباراة دوليّة مع منتخب فلسطين: "لعب المباريات خارج فلسطين لم يكن سهلاً، ولكن الشعب الفلسطيني اعتاد على الظروف الاستثنائية، حيث لعبت الأجيال السابقة معظم مباريات المنتخب الوطني خارج أرضه، وبناءً على ذلك قرّرنا أن نخوض التحدّي بمعنويّات عالية، لتأكيد قدراتنا الجيدة، وحقّنا في اللعب على أرضنا بصفتنا منتخباً منافساً". وفيما يتعلّق برسالته لجمهور منتخب فلسطين، قال قنبر لـ"العربي الجديد": "أتمنى ألا يطول الفراق مع جمهور المنتخب الوطني الفلسطيني، لأكثر من خمس سنوات، وأن نعود قريباً إلى ملعبنا، ولكن أتمنى أن يحدث ذلك في ظروف أفضل من الظروف الحالية، التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، وأن يتمكن جمهورنا من الوصول للملعب بأمان وسلام، ويمارس حقّه في تشجيع منتخب بلاده".
وتعرّضت أكثر من 54 منشأة رياضيّة في فلسطين للتدمير، في حرب الإبادة المستمرّة على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واستُشهد أكثر من 305 لاعبين، بينما شهد عدد من المناطق في قطاع غزّة والضفة الغربيّة، متابعة استثنائية لمباريات منتخب فلسطين، الذي وصل إلى المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، لأول مرة في تاريخه.