كانت بطولة كأس آسيا 2023 مختلفة عن سابقاتها، شهدنا فيها الكثير من الأحداث، مفاجآت عديدة ولقطات ستبقى راسخة في ذاكرة التاريخ، وهي التي اختتمت يوم السبت الماضي على استاد لوسيل بتتويج أصحاب الدار، قطر، باللقب الثاني توالياً بعد الانتصار على حساب منتخب الأردن بنتيجة 3-1.
عربياً كانت هذه النسخة من كأس آسيا إن كان عبر النتائج وحتى الأحداث الدرامية مميزة جداً، إذ منذ اليوم الأول في حفل الافتتاح بملعب لوسيل، كانت ضربة بداية المفاجآت، يوم خرج قائد العنابي حسن الهيدوس ليؤدي قسم البطولة، لكنه فاجأ الجميع حين أعطى الفرصة لقائد منتخب فلسطين مصعب البطاط ليؤدي هذا الدور، لتظهر بعدها فلسطين لتزيّن الحفل الافتتاحي من خلال "الترويدة الفلسطينية"، ولتتابع بعدها صناعة الأفراح لوطن أنهكه الاحتلال الإسرائيلي بإجرامه، من خلال استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن الفدائي تحدّى الظروف وتجاوز زملاء عدي الدباغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخهم، قبل الخروج أمام الشقيق القطري في دور الـ16 بعد مباراة كبيرة.
ولم تبتسم بطولة كأس آسيا 2023 لمنتخبي لبنان وسلطنة عمان، اللذين ودعا البطولة من الدور الأول، منتخب الأرز كان يطمح لإنجاز تاريخي بتجاوز الدور في ثالث مشاركة لكن صدمة طاجيكستان له، دفعته للخروج.
وكان العراق بطلاً هو الآخر حين هزم اليابان في دور المجموعات بنتيجة 2-1، وتألق حينها أيمن حسين، الذي أثار الجدل لاحقاً بعد طرده في مباراة الأردن بدور الـ16، حين فاز النشامى بنتيجة 3-2، وكان احتفال المنسف الأكثر إثارة للجدل، ومعه ودع أسود الرافدين البطولة ليكمل الأردنيون بقيادة الحسين عموتة طريق المجد بالوصول للمباراة النهائية، تخللها الفوز على طاجيكستان في ربع النهائي، ومن ثم الإطاحة بكوريا الجنوبية بحضور نجومها سون هيونغ مين ولي كانغ إن، في مباراة أظهر فيها موسى التعمري ويزن النعيمات وبقية الزملاء مستوى استثنائيا وخارقا للعادة، ما أعطى صورة عن قدرة النشامى على الذهاب لمونديال 2026 حتى ولو خسروا المباراة النهائية أمام قطر.
بعض المنتخبات العربية ورغم بلوغها دور الـ16 في هذه النسخة عاشت خيبة أمل كبيرة، مثل منتخب الإمارات الذي غادر على يد طاجيكستان، ولم يقدم مستوى طيبا، وذلك حينما استبعد باولو ينتو القائد علي مبخوت بشكل غير مبرر وأخرجه من حساباته، أما السعودية فهي الأخرى خرجت من ثمن النهائي رغم تقديمها مستوى مميزا أمام كوريا الجنوبية، حيث كانت قريبة من الفوز لكن التعادل القاتل ومن ثم ركلات الجزاء دفعت زملاء سالم الدوسري للخروج بركلات الترجيح، والتي أثار فيها المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الجدل بخروجه من الملعب قبل نهايتها، ليعود ويعتذر عن ذلك.
منتخب البحرين في دور الـ16 لم يكن بيده أكثر مما قدم حين غادر النسخة الحالية على يد منتخب اليابان، الذي كان مرشحاً للقب قبل أن يخسر أمام إيران في نصف النهائي، والتي فشلت مع نجومها بعدها في متابعة الرحلة، حيث وجد زملاء مهدي طارمي أنفسهم أمام المد القطري بقيادة أكرم عفيف والمعز وبقية لاعبي المدرب ماركيز لوبيز، حيث أكد العنابي أنّه زعيم هذه القارة مجدداً بفضل خبرة لاعبيه المتراكمة لسنوات.
أما منتخب سورية بقيادة هكتور كوبر فلم يكن لقمة سائغة هو الآخر، وبلغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه، وكان قريباً من الفوز على إيران لولا ضربات الحظ التي أطاحت بزملاء عمر خريبين، في نسخة غاب عنها عمر السومة بقرار من مدربه الأرجنتيني.