السوبر ليغ خطر على الأندية العربية

24 فبراير 2022
رئيس الكاف يريد نظاماً جديداً للمسابقات الأفريقية (أيمن عارف/Getty)
+ الخط -

لم يَكشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) بعد عن تفاصيل مشروع بعث "السوبر ليغ" بشكل رسمي، حيث اكتفى منذ فترة بتأكيد توجهه نحو اعتماد تعديلات عميقة على المسابقات الخاصة بالأندية، ولكن دون أن يقدم التصور النهائي رغم سيل المعلومات التي انتشرت في الفترة الماضية.

واكتفى "الكاف"، بقيادة رئيسه الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي، ببعض التسريبات التي تقدم نسبياً الخطوط العريضة للمشروع "الثوري" الذي يريد الرئيس الجديد تطبيقه بحثاً عن تطوير اللعبة في أفريقيا بعدما سيطرت عليها الرتابة.

واتخذ الاتحاد الأفريقي خطوات عملية في العامين الأخيرين من أجل تطوير مسابقة دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفيدرالية، عبر وضع كراس شروط يفرض على الأندية احترامها، وخاصة في كل ما يتعلق بالمسائل اللوجستية التي تهم الملاعب، وحرمان بعض الأندية من اعتماد ملاعبها في هذه النسخة مثلما حصل بالنسبة لبعض الفرق العربية في تونس والجزائر...

وغابت عن هذا الموسم مشاهد المباريات التي تقام في ملاعب تفتقد إلى أبسط المقومات التي يجب توفرها في المباريات الدولية، وهي خطوة مميزة من قبل "الكاف"، ولكن الأهم الآن هو أصل التعديلات، والأمر يهم محتوى "السوبر ليغ" ونظام المسابقة وطريقة اختيار الفرق.

في الأثناء، فإن أخطر ما كشفته "مسودة المشروع" التي تم تسريبها، نيّة الاتحاد الأفريقي اعتماد توزيع الأندية حسب المناطق وليس حسب المستوى، وبمعني أدق فإن التصفيات لن تضع أندية قوية ضد أندية ضعيفة أو متوسطة القدرات، بل قد نشاهد مباريات عربية خالصة في أول الأدوار، بعد أن كانت القمم العربية تكون حاضرة في نصف النهائي أو النهائي.

وهذا النظام، إن تم تفعيله، سيجعل الحضور العربي يتراجع، والحال أن النسخة الحالية مثلا شهدت وصول 10 أندية عربية إلى دور المجموعات من 16 نادياً وكان من الوارد أن يكون العدد أكبر لأن بعض المواجهات في الأدوار التمهيدية وضعت أندية عربية وجها لوجه.

وهذا النظام سيسمح لأندية ضعيفة المستوى بالوصول إلى المراحل الختامية بينما ستجد الفرق القوية، من شمال أفريقيا أساساً، نفسها في مواجهات صعبة تنتهي بفقدان البطولة لأندية مميزة ساهمت في إشعاع الكرة الأفريقية في السنوات الماضية ولعبت دوراً مهماً في توفير عقود رعاية.

ونعتقد أن الاتحادات العربية مطالبة بأن تأخذ التسريبات الأخيرة على محمل الجد وبتكوين موقف مشترك يدافع عن مصالحها، وخاصة أن نسخة "السوبر ليغ" يفترض أن تجلب عقود رعاية تفوق بكثير ما توفره مسابقة دوري أبطال أفريقيا، ولا يعقل أن تُحرم أندية شمال أفريقيا من فرصها في المنافسة علي المراكز الأولى، في مقابل أن تتمتع أندية أخرى بفرص أكبر رغم مستوها الضعيف، ومن الضروري أن يتم توزيع الأندية حسب المستويات وليس حسب التقارب الجغرافي، أو أن يتم رفع حصة شمال أفريقيا من المقاعد في الأدوار المتقدمة.

المساهمون