تعتبر فترة الانتقالات فترة ساخنة بالنسبة لـ"السماسرة" في السودان، حيث يجنون من خلالها أموالاً طائلة، إذ تتعرض فيها الأندية لخديعة كبيرة، وذلك جراء تعاقدها مع لاعبين أصحاب مستويات متواضعة، لا يقدمون للأندية أي إضافة تذكر، وسرعان ما يصار إلى الاستغناء عن خدماتهم بعد ذلك.
وعانت الأندية السودانية كثيراً من صفقات المحترفين الأجانب، وعلى وجه الخصوص فريقا الهلال والمريخ، الأكثر تعاقداً مع المحترفين الأجانب، إذ ينفق الفريقان مبالغ مالية كبيرة على لاعبين دون المستوى المطلوب.
ويُجرى الترويج لتلك الصفقات عن طريق تقديم السماسرة فيديوهات أعدت بصورة احترافية، تجمع اللقطات المميزة للاعبين، التي تظهرهم بمستوى مغاير عن مستواهم الحقيقي، ما يوحي بأنهم سوف يشكلون إضافة كبيرة لأي فريق ينضمون إليه، بينما تُخفي تلك الفيديوهات كلّ ما هو سيئ عن اللاعبين، لتصدم الأندية بعد ذلك بواقع مستوياتهم الحقيقية عند خوضهم للمباريات وتتفاجأ بتواضع مستواهم.
ويعود الأمر برمّته إلى إدارات الأندية، التي يجب عليها بدلاً من مشاهدة فيديوهات للاعبين لا تعكس مستواهم الحقيقي، أن تهتم بمتابعتهم ورصدهم قبل التعاقد معهم، وهي الطريقة السليمة التي تتعامل بها كافة الأندية المحترفة.
ويدخل بعض المدربين في صفقات مشبوهة بالاتفاق مع وكلاء اللاعبين، على أن يختار المدير الفني لاعبين متفقاً عليهم بين الطرفين، ويصر على إدارة فريقه بضرورة التعاقد معهم، وأن برنامجه الفني لا يمكن يصبح واقعاً دون التعاقد مع العناصر التي طلبها، بينما يغالي الوكيل في أسعار اللاعبين المطلوبين.
وتضطر إدارات الأندية أحياناً للتعاقد مع أولئك اللاعبين إرضاءً لرغبة المدرب، الذي يشترط ضم أسماء بعينها، ليحصل التعاقد مع اللاعبين بمبالغ تعادل أضعاف قيمتهم الحقيقية، مع حصولهم على رواتب كبيرة وشرط جزائي تعجيزي، يُصعّب من مهمة الاستغناء عنهم، لتكون الخسائر في مجملها كبيرة، ويحصل المدربون على عمولتهم من تلك الصفقات، بينما يقتسم بعضهم الرواتب مع اللاعبين، فيما يحقق السماسرة الربح الأكبر.
وتجد الأندية بعد ذلك أنها ملاحقة قانونياً بشكاوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم من هؤلاء اللاعبين، رغبة منهم في الحصول على المزيد من الأموال، لتقع ضحية خداع السماسرة، ويحصل اللاعبون على تعويضات بقرار من فيفا، فيما تتحمل الأندية بعد ذلك تكاليف القضايا.
والأمر المؤسف أن بعض السماسرة أصبحوا يستغلون فوضوية تعامل الأندية مع ملف الصفقات، وسهولة إقناعها بالقبول بالخيارات المطروحة، بجلب لاعبين غير مؤهلين ولديهم إصابات مزمنة، ومنهم المصابون بأمراض، مثل فيروس الكبد الوبائي، حيث تم اكتشاف حالتين للإصابة به للاعبين تعاقد معهما فريقا الهلال والمريخ، وتم الاستغناء عنهم بعد اكتشاف ذلك.