الرياضيون الروس يدفعون ثمن الحرب على أوكرانيا: حرمان وعقوبات

01 مارس 2022
الرياضة الروسية ستخسر الكثير بسبب الحرب (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

فرضت المنظمات الرياضية الدولية عقوبات مؤلمة بحق روسيا منذ أن بدأ اجتياح أوكرانيا، يوم الخميس الماضي، إذ كانت مواقف اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، منسجمة وسعت إلى عزل روسيا رياضياً عن محيطها العالمي، ثم لحقت بها اتحادات السلة وكرة الطائرة والتنس وألعاب القوى الدولية ورابطة الأندية الأوروبية بقرارات مماثلة، الثلاثاء.

وتزيد العقوبات الرياضية الأخيرة من محنة الرياضة الروسية في محاولة للضغط على روسيا تزامنا مع عقوبات اقتصادية أخرى قد تفرض على روسيا إيقاف الحرب ومراجعة خياراتها السياسية تجاه جارتها.

خسائر مباشرة

لن تحتضن روسيا نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2022 بعدما نقل "يويفا" النهائي إلى العاصمة الفرنسية باريس، كما قرر الاتحاد الدولي للسيارات إلغاء مرحلة سوتشي لسباقات فورمولا 1. وعدم تنظيم الحدثين سيحرم روسيا من عائدات مالية مهمة، تتعلق أساساً بتوافد عدد كبير من السياح من أجل حضور النهائي أو سباق فورمولا 1، إلى جانب بقية المواعيد الكبرى المبرمجة في روسيا.

ولئن كان يصعب تقديم معطيات رقمية دقيقة عن الخسائر الناتجة عن سحب التنظيم منها، إلا أن روسيا ستخسر ملايين من السياح الذي ينشطون الحركة الاقتصادية في مختلف المدن. كما أن روسيا كانت تستعد لإطلاق الحلبة الجديدة لسباقات فورمولا 1 في سنة 2023، بعدما وضعت اعتمادات ضخمة لتجهيز المسلك الجديد في مدينة سانت بترسبورغ على مساحة 100 هكتار.

تعاملات مالية مهمة

تعتبر روسيا من الدول المتفوقة رياضياً ونتائجها في البطولات الكبرى في الرياضات الفردية تؤكد ذلك رغم الشكوك التي تلاحقها بشأن لجوء الرياضيين إلى تناول مواد ممنوعة، ورغم التراجع في كرة القدم فإن بقية الاختصاصات الأخرى تجلب لروسيا عددا كبيرا من الميداليات.

ويساهم النشاط الرياضي في الحركة الاقتصادية، ذلك أن روسيا تستقطب عديد الرياضيين من العالم لتحضير البطولات الكبرى بفضل ما يتوفر لديها من تجهيزات ضخمة، إضافة إلى قيمة الاستثمارات المالية الكبيرة لتطوير التجهيزات الرياضية.

كما تلقت روسيا ضربة موجعة بعد إلغاء عقود الرعاية لشركات روسية كانت تستثمر في المجال الرياضي، بعد قرار الاتحاد الأوروبي إنهاء العقد مع شركة غازبروم، وكذلك فعل شالكه الألماني ومانشستر يونايتد الإنكليزي وفريق هاس في فورمولا 1، وتلقت محاولات الشركات الروسية الكبرى التوسع في مجال الاستثمار ضربة موجعة بعدما خسرت الأسواق التي راهنت عليها مثلما حدث مع علامة "إديداس" أيضا. وقال الفرنسي لوكاس أوبن، الباحث في العلوم الجيوسياسية، إن الاتحاد الأوروبي سيجد شركات جديدة ترعى دوري الأبطال ولن تكون له خسائر في وقت سيصعب فيه على الشركة أن تربط اسمها ببطولة كبيرة أخرى.   

وسيلة ضغط مهمة

يعتبر فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، من الشخصيات السياسية المرتبطة بشكل كبير بالرياضة، بما أنه كان مصارع جودو، ولهذا فإن تسليط عقوبات رياضية على روسيا هو رسالة تحدّ للرئيس الروسي بعد الخطوات التي أقدم عليها في حق الشعب الأوكراني وأراضيه.

وفي تصريح لباسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، لصحيفة "ويست فرانس"، ذكر أنّ العقوبات الرياضية كانت مساهمة طوال السنوات الماضية في التعريف بالقضايا العادلة، واعتبر أن العقوبات الرياضية تسيء إلى الرئيس الروسي الذي راهن كثيراً على الرياضة من أجل تحسين صورته، وما يحدث من عزلة بعد الاستثمارات الكبيرة سيكون له وقع سلبي على المجتمع الروسي.

في الأثناء، فإن العزلة الرياضية ربما يكون لها تأثير كبير على المجتمع الروسي المعروف بعشقه للرياضة ويزيد من التعريف بخطورة القضية الأوكرانية، فقد أشار الباحث الفرنسي هوغو روبرتسون، في تصريح لصحيفة "فوا دي نور" الفرنسية، إلى أنّه خلال حقبة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ساهم العزل الرياضي في التعريف بالقضية عالمياً وتسليط ضغط داخلي قوي.

المساهمون