حققت كرة القدم العربية في السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة، مثل تتويج منتخب الجزائر بكأس أفريقيا 2019 بقيادة جمال بلماضي، ثم وصول المنتخب المغربي إلى ربع نهائي كأس العالم قطر 2022 بقيادة وليد الركراكي.
وبات كل من بلماضي والركراكي وجهان لعملة واحدة ورمزاً من رموز تألق الكفاءات العربية، حيث لعب كل واحد منهما دوراً كبيراً في النجاحات الأخيرة، وهناك عديد القواسم المشتركة بين الرجلين اللذين يتبادلان الاحترام.
ولدا في فرنسا في الفترة نفسها
عديد القواسم المشتركة تجمع بين المدربين، أولاها التقارب في السن، ذلك أن الركراكي من مواليد 1975 وبلماضي عام 1976، وكلاهما وُلد في باريس، كما أن مسيرتهما كانت متشابهة بنسبة كبيرة وكلاهما شارك في كأس أفريقيا عام 2004 في تونس.
تجربة قطرية مع الدحيل
من بين القواسم المشتركة بين المدربين أن كلاهما عاش تجربة مثيرة في الدوري القطري لكرة القدم، حيث درّب جمال بلماضي ثم وليد الركراكي نادي الدحيل، وكلاهما غادر دوري نجوم قطر من أجل خوض تجربة في بلده، حيث تولى بلماضي تدريب المنتخب الجزائري وقاد الركراكي نادي الوداد الرياضي.
مرحلة صعبة
تولى بلماضي تدريب منتخب الجزائر بعد رحيل رابح ماجر حيث كان المنتخب يعاني بسب تراجع النتائج بشكل كبير ويواجه الاتحاد ضغطاً قوياً، أمّا الركراكي فكان وضع المنتخب المغربي جيداً من حيث النتائج عندما بدأ تدريبه، ولكنّه يُعاني من الصراعات بين المدرب السابق وحيد حاليلوزيتش والجماهير بسبب موقف المدرب البوسني من نجوم كرة القدم المغربية وخاصة حكيم زياش ونصير مزراوي المبعدين.
قوة الشخصية
يتميز المدربان بقوة الشخصية والتي ساعدت كلا منهما على فرض خياراته دون أي ضغط، حيث كسبا ثقة الجماهير سريعاً وكل قرار يتخذانه يجد تجاوباً كبيراً للغاية من قبل الجماهير، وهو ما جعلهما ينجحان في المهمة بعد أن أصبحا مصدر ثقة.
حقيقة الميدان هي الفيصل
من بين نقاط قوة كل مدرب إصراره على فرض قناعاته دون اهتمام بنجومية اللاعب، حيث اختار كل منهما في كل مرة مجموعة من الأسماء التي كانت توجد في القائمة "السوداء"، مثل الجزائري بلايلي والمغربي حمد الله، كما أن كلا منهما راهن على أسماء مميزة في الدوري المحلي أو الدوريات العربية دون منح أولوية للنجوم التي تلعب في أوروبا.