الدوري المغربي يعود من جديد بتنظيم وقرارات استثنائيين

05 ديسمبر 2020
الدوري المغربي عاد بعد توقف بسبب كورونا (Getty)
+ الخط -

كثرة التوقفات، واحتجاجات الأندية على البرمجة والتحكيم التي تراكمت على الاتحاد المغربي لكرة القدم الموسم الماضي،  خيمت على الكرة المغربية  قبل ساعات من انطلاق الموسم الجديد اليوم السبت، في ظل معاناة المغرب، كما بقية دول العالم، من تبعات انتشار فيروس كورونا، وتأثيره على الممارسة الرياضية عموما والكروية بشكل خاص، ما سيجعل من نجاح "الرابطة الاحترافية" في وضع برمجة للمباريات تحترم مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية تحديا كبيرا.

وفي ظل المشاكل التي عاشتها الكرة المغربية الموسم الماضي، وهو ما يفسر توالي اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد المغربي في الأسابيع الأخيرة، ليخرج بقرارات حاول من خلالها خلق التوازن المطلوب في الدوري رغم الظروف الصحية العامة.

ولجأ الاتحاد المغربي إلى التعاقد مع شركة أجنبية، ستسهر على تنظيم مباريات الدوري المغربي، إذ كشف الاتحاد المغربي أن هذه الشركة هي نفسها التي تشرف على برنامج مباريات "الليغا" الإسباني و"البريميرليغ" الإنكليزي، خصوصا أن مشكلة البرمجة كانت قائمة حتى قبل موجة فيروس كورونا، واستفحلت فوضى البرمجة أكثر مع استئناف الدوري الموسم الماضي بعد فترة الحجر الصحي، لذا فالحل كان في نظر الاتحاد المغربي هو التعاقد مع شركة أجنبية، تعتمد على تقنيات متطورة يتم خلالها وضع برنامج عام بناء على المعطيات التي يتم تزويد الحاسوب بها، لذلك لم يجد خالد مغافر السكرتير العام للرابطة الاحترافية لكرة القدم، حرجا في القول بتصريحه الإعلامي الأخير: "إن من يريد أن يحتج على البرمجة، فإنه سيحتج على الحاسوب".

ولتفادي تراكم المباريات لدى الأندية التي تلعب على أكثر من واجهتين في الموسم الواحد، قرر الاتحاد المغربي إلزام كل فريق مغربي بالمشاركة في مسابقة خارجية واحدة، سواء كانت قارية أو عربية، لا سيما أن رفض الرجاء الموسم الماضي خوض مباراة في الدوري أمام نادي الدفاع الجديدي، بسبب التزامه بمباراتين لحساب دوري أبطال أفريقيا والبطولة العربية، خلق زوبعة داخل الأوساط الرياضية المغربية، وظل مشكلا قائما حتى الجولات الأخيرة، وفتح نقاشا حول المشاركات الخارجية المتعددة لبعض الأندية، إذ رغم الحسم في إعادة المباراة التي انتهت بالتعادل، فإن جمهور الأندية المنافسة، اعتبر أن فوز الرجاء بالدوري بفارق نقطة واحدة عن مطارده، كان بفضل النقطة التي كسبها من المباراة الجديدة التي لم يحضرها وتمت إعادتها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر.

وظلت إغراءات جوائز البطولة العربية تجذب بطل الدوري المغربي ووصيفه، المتأهلين لدوري أبطال أفريقيا، ومن شأن قرار إلزام كل ناد بمشاركة في مسابقة واحدة أن يفتح الباب أمام الأندية التي ستحتل المركزين الرابع والخامس، لخوض منافسة خارجية.

وفي جديد الدوري المغربي لهذا الموسم، تشدد الاتحاد المغربي في جانب "اللعب المالي النظيف"، حيث أخبر الاتحاد المغربي الأندية بضرورة تقديم الضمانات المالية اللازمة إلى لجنة المراقبة والتدبير ولجنة قانون اللاعب المحددة لهذا الغرض، من أجل السماح لها بإبرام التعاقدات وضم لاعبين في الميركاتو الشتوي المقبل.

وقرر الاتحاد المغربي إلغاء العشب الصناعي من ملاعب الدوري الاحترافي في درجته الأولى، وفرض تكسية جميع الملاعب بعشب طبيعي، وهو ما سيجعل الأشغال تتواصل داخل ثلاثة ملاعب مغربية، ويتعلق الأمر بملعب "سانية الرمل" الذي يستغله المغرب التطواني، وملعب الشهيد أحمد شكري الذي يخوض فيه فريق نهضة الزمامرة مبارياته، والملعب البلدي الذي يستغله فريق سريع وادي زم، حيث ستكون هذه الأندية مضطرة إلى الاستقبال في ملاعب مجاورة مكسوة طبيعيا في انتظار انتهاء الأشغال بملاعبها.

وكما كان الحال عليه في النصف الثاني من الدوري المغربي الموسم الماضي، فإن الموسم الجديد سيعرف بدوره اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد، سواء في دوري الدرجة الأولى أو الثانية، إذ ستغطي هذه التقنية جميع مباريات دوري الدرجة الأولى، فيما ستقتصر تقنية ما يعرف بـ"الفار" على أربع مباريات فقط بالدرجة الثانية على أن يتم العمل به في جميع المباريات في فترة لاحقة.

ورفع الاتحاد المغربي من قيمة الجوائز المالية المخصصة للبطل رغبة منه في مساعدة الأندية التي تنافس على الألقاب، للرفع من ميزانياتها حتى تتمكن من التعاقد مع أفضل المدربين واللاعبين، ويكون لذلك انعكاس على المستوى العام للدوري المغربي. الزيادة في المكافآت المالية ستهم كذلك أصحاب المراكز من الثاني إلى الثاني عشر، فحسب الأرقام التي حصلت عليها "العربي الجديد"؛ فإن النادي المتوج بطلا للدوري في الموسم الحالي سيظفر بمبلغ مليون دولار، فيما سيحصل الوصيف على مبلغ 850 ألف دولار، و750 ألف دولار لصاحب المركز الثالث، علما أن المبلغ المالي الذي كان يحصل عليه المتوج بدرع الدوري الاحترافي كان لا يتجاوز 300 ألف دولار.

وستدخل الأندية المغربية الموسم الجديد محرومة من لاعبها رقم "12" وهو الجماهير، إذ ستتواصل مباريات الدوري الاحترافي بمدرجات فارغة حتى إشعار آخر، لا سيما أن قرار إعادة الحياة إلى المدرجات مرتبطة بتطور الحالة الوبائية وبالسلطات المختصة، وفي انتظار تحقيق وعود رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع، الذي قال إن عودة الجماهير ستكون قريبة دون تحديد سقف زمني، وسيتابع الأنصار أنديتهم المفضلة عبر شاشات التلفزيون، متحلين بالصبر في انتظار أيام أفضل. وسيسعى حامل لقب الدوري الماضي الرجاء البيضاوي إلى الحفاظ على درع الدوري، وطي صفحة إخفاقه في نصف نهاية دوري الأبطال الأفريقي، والأمر ذاته بالنسبة للوداد، الذي خرج من الموسم بخفي حنين سواء محليا أو قاريا وبقية الفرق الطامحة للمشاركة بحصاد جديد.
 

المساهمون