استمع إلى الملخص
- **مطالب الأندية الجنوبية ومخاوف الفرق الأخرى:** أندية جنوب لبنان تطالب بخوض مبارياتها على أرضها، مما يثير مخاوف الفرق الأخرى ويدفع بعضها للتهديد بالانسحاب.
- **الأزمة المالية وتأثيرها على كرة القدم اللبنانية:** الأندية تعاني من أزمات مالية تؤثر على تدهور اللعبة، مع عدم توافر ملاعب قانونية للمنتخب اللبناني.
يقترب موعد انطلاق الدوري اللبناني لكرة القدم، بعدما قرر اتحاد اللعبة المحلي تحديد يوم 18 سبتمبر/ أيلول المقبل موعداً للجولة الأولى، وسط ظروف صعبة، خصوصاً في ظل الاشتباكات الدائرة في جنوب البلاد، وغارات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة، التي طاولت قبل فترة مبنى سكنياً في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، أدّى إلى تضرر وإصابات في ملعب ومقرّ نادي شباب الساحل.
وتستعد الأندية لانطلاق مسابقة الدوري اللبناني لكرة القدم، وسط تخوّفات أمنية كبيرة، بسبب استمرار الحرب في جنوب لبنان، وإمكانية تمددها، لتُطرح في الشارع الرياضي مشكلة هي بالأصل موجودة، تتعلق بقلّة الملاعب الجاهزة لاستضافة اللقاءات في البلاد، المشكلة التي دائماً ما كانت عقبة في سبيل إتمام المنافسات، مع العلم أنها تعاني سوء الأرضية (جلّها نجيل صناعي)، مع خروج ملعبي صيدا والمدينة الرياضية في بيروت عن الخدمة، بسبب عدم الاهتمام بهما.
ووسط هذه الحالة واقتراب موعد الدوري اللبناني من الانطلاق، تطالب أندية جنوب لبنان (التضامن صور، والرياضي العباسية، وشباب الغازية)، بخوض مبارياتها البيتية على أرضها وبين جماهيرها، ولكن هذا الأمر يثير مخاوف لدى بعض الفرق الأخرى التي ترى أنّ من الأفضل نقل المواجهات إلى ملاعب أكثر أمناً، وهو ما أثار غضباً واستياءً من الأندية الجنوبية، التي لوّح بعضها بالانسحاب من المسابقة، إن حدث هذا الأمر.
وقال مصدر لـ"العربي الجديد" من نادي الرياضي العباسية، رفض ذكر اسمه لأسباب خاصة، في هذا الموضوع: "الوضع على الجميع ليس جيداً، في جميع الأماكن والمناطق، لكن الأندية الأخرى لا يمكن لها أن تستغل ذلك لحسابها الشخصي، نحن نتدرّب يومياً، وكلّ يومين تقريباً نخوض مباراة ودية على أرضنا، ما يعني أن الأمور جيدة، ونسعى لخوض مباراة ودية مع أحد الأندية الكبيرة في الأيام المقبلة، ومِن ثمّ من غير المقبول التحجج بالوضع الحالي".
وأضاف المصدر نفسه: "إن طلبت مني اللعب في مدينة بيروت فقط، وعدم اللعب في الجنوب، فأنت في الوقت ذاته تعرّض حياتي للخطر، المُسيّرات تقوم بعمليات استهدافية شبه يومية على الطريق، أي إن الوضع متشابه بالنسبة إلى الجميع، نحن نريد الاستفادة من ملعبنا، كما يعلم الجميع نحن فريق جديد وطموح، يلعب للمرة الأولى في الدرجة الأولى، ومن حقنا الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، مع العلم أن هذا الملعب يدخل مردوداً مالياً مهماً بالنسبة إلينا، يساعد في ميزانية النادي".
وختم: "إلى جانب أندية الدرجة الأولى، هناك فرق كذلك قد تتأثر بهذا القرار، ومِن ثمّ نحن نقول إما أن يقبل الجميع باللعب على أرضنا، وإما يتأجل الدوري، أو حتى يُلغى، إذا بقوا مصرّين على قرارهم، اللعب في منطقة مدينة صور ليس خطيراً، كما يحاول بعضهم الترويج، فأنت لست ذاهباً للعب ضمن منطقة الشريط الحدودي، يمكن القدوم إلى المنطقة، ورؤية الناس على البحر، وفي المطاعم والمقاهي، هي مكتظة بالزوّار، ولدينا في الفريق العديد من الأجانب. طلبوا منا اللعب في بيروت، لكن من يتحمّل التكلفة معنا؟ نحن سننتظر حينها أسبوعياً لتحمّل تكلفة التنقلات وكذلك الملعب الذي سنخوض المباريات عليه في العاصمة، وهذا سيكون ثقلاً كبيراً على ميزانيتنا".
وعملياً تُعاني الأندية اللبنانية مالياً كثيراً، في ظلّ تدهور لعبة كرة القدم في البلاد، تزامناً مع الانهيار الاقتصادي، الذي حدث منذ سنوات، ولا تزال تبعاته مستمرّة حتى يومنا الحالي، إضافة إلى أن مشكلة الملاعب تعتبر شوكة في درب المسابقة دائماً.
يذكر أن المنتخب اللبناني، على سبيل المثال، لا يخوض مبارياته البيتية على أرضه وبين جماهيره، لعدم توافر أي ملعب قانوني يتناسب مع المعايير الدولية، وهو أمرٌ أثّر دون شك في رحلته في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حين فشل في التأهل إلى الدور الأخير.