حسم فريق ماميلودي صن داونز الجنوب الأفريقي اللقب الأول لبطولة الدوري الأفريقي للعام 2023، بعد فوزه بلقاء العودة 2-0 في بريتوريا على الوداد الرياضي المغربي، بعدما كان الأخير قد فاز ذهاباً 2-1، في البطولة التي أقيمت بالفترة من 20 أكتوبر/تشرين الأول حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني.
هذه المنافسة، جرت خلالها 14 مباراة، وشاركت فيها 8 فرق، هي الأهلي المصري وسيمبا التنزاني، والترجي التونسي، ومازيمبي الكونغولي، والوداد المغربي، وإنيمبا النيجيري وبترو لواندا الأنغولي والبطل صن داونز الجنوب أفريقي، مع العلم أن إجمالي الجوائز المالية بلغ 10 ملايين دولار، حيث حاز صاحب المركز الأول على 4 ملايين، والثاني 3 ملايين، و1,7 مليون للوصول إلى نصف النهائي، و900 ألف لربع النهائي.
فكرة البطولة تعود إلى شهر فبراير/ شباط 2020، لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جياني إنفانتينو، بإقامة بطولة جديدة للأندية الأفريقية لرفع مستوى اللعبة وزيادة مصادر الدخل والتمويل للأندية، والإبقاء على المواهب داخل القارة ورفع المستوى التنافسي وجذب رعاة جدد، وكذلك بيع حقوق النقل التلفزيوني، وأن تحظى البطولة بتغطيات إعلامية.
انطلاقة البطولة كانت متعثرة، البطولة التي سميت في البداية دوري السوبر الأفريقي، على غرار فكرة البطولة المجمدة دوري السوبر الأوروبي، التي ضمّت حينها 15 نادياً من كبار القارة العجوز، تحديداً 6 من إنكلترا: ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال وتشلسي وتوتنهام، ومن إسبانيا كلّ من ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، ومن إيطاليا إنتر وميلان ويوفنتوس، لكنها وجدت معارضة كبيرة شعبياً وحكومياً، على غرار بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا السابق، وإيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، وسط تهديد بعقوبات، تزامناً مع معارضة ورفض تام من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لذا جرى تغيير المسمى من دوري السوبر الأفريقي إلى الدوري الأفريقي "أفريكان ليغ" حتى لا تُجهض الفكرة كما حدث أوروبياً.
سهام النقد والمعارضة وجهت لهذه البطولة لعدة أسباب، أولاً، التمييز بتوجيه الجوائز والأموال لأندية بعينها وهي غنية الموارد خاصة أندية شمال أفريقيا، بالتالي الخروج عن الهدف الأساسي لدعم الاتحادات الـ54 دولة، المندرجة ضمن الاتحاد الأفريقي، خاصة من ناحية البنية التحتية، كبناء وتطوير المنشآت والملاعب لدول في أشد الحاجة للدعم والمساهمة.
السبب الثاني كان إقامة بطولة تتعارض مع الروزنامة والأجندة الدولية والمحلية للدول المشاركة، ما يترتب عليه تأجيل مباريات ومشاركات للمشاركين بمبارياتهم المحلية، في حين كان السبب الثالث مشاكل الانتقال والسفر، وذلك بسبب تباعد المسافات وضيق الفارق الزمني بين المباريات (72 ساعة فقط) ما ترتب على تأجيل مباريات 24 و48 ساعة لتعذر الوصول بالموعد المحدد مباراة (الترجي ومازيمبي والوداد وإنييمبا).
في حين كان السبب الرابع، أن أفريقيا ليست المختبر أو حقل التجارب للاتحاد الدولي، لتجربة فكرة دوري السوبر الأوروبي المجمدة واكتشاف العيوب والثغرات بالتنظيم وبفكرة البطولة، في حين يتمثل السبب الخامس في منح الامتياز بالمشاركة لأندية بعينها دون شروط وضوابط صحيحة.
ننتقل بعدها للسبب السادس، وهنا الحديث عن النسخة الجديدة بمشاركة 22 فريقاً، في محاولة لاستمالة مزيد من المؤيدين للبطولة وتثبيت مواعيد إقامتها ولوائحها. الدوري الأفريقي بطولة تزيد من اتساع الفجوة والهوة بعلاقة الاتحاد الأفريقي وباقي الاتحادات والأندية، خاصة أن الأغلبية من الدول والأندية الفقيرة محدودة الموارد بالقارة السمراء، التي تعد منجم المواهب والمهارات.