بداية مشتعلة للدوري الإنكليزي هذا الموسم، لا أحد يعرف البطل المستقبلي، والكل يلعب من أجل الفوز ولا شيء غيره، البريميرليغ ملتقى الكبار والبطولة الأكثر متابعة بعد الانتدابات الجديدة داخل وخارج الملعب، لذلك جاء الأسبوع الأول مميزا على جميع الأصعدة، مع تفوق واضح لكلوب مع الليفر، رفقة أداء مقنع من تشيلسي كونتي، بينما حصل بيب ومورينيو على المهم، وحصدوا الثلاث نقاط في بداية المشوار، فقط كلاوديو رانييري وأرسين فينغر هما الخاسران.
أجنحة كونتي
إذا لعبت جيدا على الطرف، فإن دخولك للعمق سيكون سهلا وبسيطا، قاعدة معروفة داخل أورقة التكتيك، طبقها تشيلسي بالنص أمام ويستهام في ستامفورد بريدج. تخلى الوافد الجديد عن 3-5-2 وعاد إلى شكل قريب من 4-3-3، بتمركز كانتي أمام الدفاع، وخلف الثنائي ماتيتش وأوسكار، مع الاعتماد على هازارد، ويليان، وكوستا في الثلث الهجومي الأخير.
أعاد أنطونيو ما فعله مع الأزوري في اليورو، ألا وهو قلب اللعب بشكل مفاجئ من العمق إلى الطرف، مع استغلال الرواق بطريقة مثالية عن طريق تقدم الظهيرين وتحولهما إلى دور الجناحين، لذلك اختار أوسكار عوضا عن سيسك، البرازيلي مناسب لأفكار مدربه، لأنه لاعب مجتهد وصانع لعب دفاعي، وهو ما يظهر في قوته في الضغط ومحاولته باستمرار افتكاك الكرات من وسط ملعب المنافس.
صعد إيفانوفيتش وسيزار كثيرا للأمام، هذا الأمر لم نشاهده كثيرا مع تشيلسي مورينيو، لكن كونتي أعاد استخدام الثنائي بنجاعة، عن طريق التغطية القوية من لاعبي الوسط، لدرجة أن أوسكار وماتيتش لعبا أكثر تجاه الطرف كريشة وسط مائلة، مع قيام كانتي بملء منطقة العمق نتيجة مجهوده الغزير، لذلك وصل تشيلسي أكثر من مناطق أسفل الأطراف، يصعد الظهير ويدخل الجناح في أنصاف المسافة بالعمق، مع الاتصال الدائم بلاعب الوسط المتحرك بينهما، أول رهان للإيطالي في إنكلترا.
مساحات كبيرة جدا في المنتصف، تظهر بوضوح نتيجة ميل أوسكار لليمين وماتيتش لليسار، من أجل مساندة اللعب على الطرفين، إنها الخلطة المفضلة للمدير الفني الجديد كما كان يفعل في اليورو، مع ترك كل المهام "الصعبة" للفرنسي كانتي، لاعب يملأ كل فراغ بلياقته الحديدية.
رجال مورينيو
فاز اليونايتد من دون بوغبا، ونجح مورينيو في فرض أفكاره وشخصيته سريعا، يعرف البرتغالي كيف ينقل أسلوبه إلى فريقه، لذلك لعب المانيو بخطة براغماتية أمام المضيف بورنموث، لم يندفع في الهجوم ولم يفكر في الاستحواذ، فقط حماية مرماه من هدف مباغت، ومحاولة استغلال الأخطاء المقابلة، حتى نجح كل من ماتا وروني في التسجيل، نتيجة 2-0 أنهت كل شيء قبل أن يعلن الحكم النهاية بثلاثة مقابل واحد.
تكمن أهمية مشاركة بوغبا وإبرا في قادم المباريات في زيادة عنصر الحسم داخل المجموعة، فجوزيه يميل دائما إلى عدم المباغتة، ولا يجد أي صعوبة عندما يتقدم في النتيجة، لكنه يعاني بعض الشيء في حالة التأخر، لذلك يحتاج دائما إلى هذه النوعية، الفرنسي بالأخص بارع في الاختراق والتسديد والتمريرات القطرية في الثلث الهجومي، إنه لاعب وسط "بوكس" مناسب لطريقة لعب الدوري وسرعته.
الجديد في طريقة اللعب ما يتعلق باستخدام ألعاب الهواء، نتيجة قوة السويدي واندفاعه البدني، بالتالي أعطى المدرب تعليمات خاصة للظهيرين، لاعب مثل فالنسيا تطور مستواه كثيرا في فترة الإعداد، لأنه يتقدم باستمرار إلى الأمام، ويلعب أكثر كجناح، مع تغطية مستمرة من الثنائي المحوري في الارتكاز، وإذا تأزمت الأمور في القادم، وفشل اليونايتد في إيجاد صيغة لعب منظم، فإن خيارات التسديد من بعيد والعرضيات التي تنتظر رأسية قاتلة، كلها أمور لن تخرج منها الإجابة أبدا.
رجل المباريات الكبيرة
يقدم يورغن كلوب أداء رائعا في المباريات الكبيرة، تفوق الليفر على مانشستر يونايتد، سيتي وتشيلسي وآرسنال في افتتاحية الموسم الجديد، لأن طريقة لعب "الريدز" تناسب هذه النوعية، وتنجح بشدة كلما حاول الخصم الهجوم، لأنها تلعب أكثر على استخلاص الكرة وتطبيق المرتدة السريعة في نصف ملعبه، بأقل عدد ممكن من التمريرات.
يركز ليفربول على لعبة التحولات، يستخدم مجموعة سريعة بالكرة ومن دونها، مثل ماني ولالانا وفينالدوم، رفقة لاعب مهاري بقيمة كوتينهو، وبالتالي يسجل هذا الفريق أهدافا غزيرة، نتيجة وجود مساحات في دفاعات فرق البطولة، ورغبة البعض في مهاجمته وعدم اللجوء للدفاع، لكنه سيعاني بشدة أمام الفرق التي تدافع من مناطق متأخرة بالملعب، لأنه سيحتاج وقتها للعمل بالكرة.
يجب أن ينظر الألماني إلى تجربة رانييري مع ليستر، الفريق الذي لا يهاجم أيضا بشكل منظم، لكنه استفاد كثيرا من الكرات الثابتة، وعامل المباغتة في معظم المباريات، لذلك كلما تقدم ليفربول في النتيجة كانت مهمته أسهل، لأنه يجبر منافسه على الصعود وترك فراغات بالخلف، هكذا فعل كلاوديو سابقا، ويجب على غيره أن يقلده، إذا أراد الفوز باللقب في النهاية.