الجزء الثاني من مسلسل مبابي..

18 نوفمبر 2023
ما زال مبابي أحد أهم نجوم النادي "الباريسي" (فرانكو أرلاند/Getty)
+ الخط -

مع اقتراب افتتاح الميركاتو الشتوي، تعيش فرنسا على وقع حلقة جديدة من مسلسل كيليان مبابي، القديم الجديد الذي يقترب من نهايته خصوصاً بعد تسريبات مدريدية تفيد بأن إدارة النادي "الملكي" لم تعد مهتمة باللاعب مثل ما كانت، إلا إذا تحرك بنفسه وأعلن رغبته في الالتحاق بالنادي "الملكي"، في وقت تترقب إدارة النادي "الباريسي" أن يجدد نجمها عقده على الأقل الى غاية صيف عام 2025.

وفي هذا الوقت، يواصل اللاعب التزام الصمت، وهو الذي كان مطالباً أثناء الميركاتو الصيفي بالتمديد أو الرحيل، فلم يفعل وفضل الالتزام ببنود عقده والاستمرار في اللعب مع النادي "الباريسي" الى غاية شهر يونيو/حزيران المقبل ثم يرحل حراً، أو يتفاوض مجدداً مع إدارة باريس سان جيرمان لتوقيع عقد جديد.

وبدأت الحلقة الجديدة للمسلسل من مدريد على وقع تسريبات إعلامية تفيد بأن ادارة النادي "الملكي" تسعى للاستفادة من خدمات مهاجم السيتي النرويجي إيرلينغ هولاند الصيف القادم، في محاولة للضغط على كيليان مبابي عشية افتتاح سوق الانتقالات الشتوية، حتى يخرج عن صمته ويوضح نواياه ويبدي رغبته في الالتحاق بالفريق الإسباني الصيف المقبل حراً، من دون أن يكون ريال مدريد مجبراً على التفاوض مع النادي "الباريسي" ودفع مبلغ الصفقة الذي لا يقل حينذاك عن 150 مليون يورو، إذا لم يجد منافسة من فرق أوروبية أخرى ستدخل المنافسة في مواجهة ريال مدريد الصيف المقبل، على غرار ليفربول وتشلسي وحتى مانشستر سيتي.

أما إدارة النادي "الباريسي" فلم تفقد الأمل في تجديد عقد مبابي خلال الميركاتو الشتوي القادم قبل الصيفي تجنباً لأية مفاجأة، خصوصاً أن مبابي أصبح النجم الأوحد منذ رحيل ميسي ونيمار، من دون أن يحقق الفريق حلم التتويج بلقب دوري الأبطال، الذي يبقى هاجساً يصعب تحقيقه من دون الدولي الفرنسي الذي يقود فريقه بامتياز منذ انطلاقة الموسم بتسجيله 13 هدفا في 11 مباراة من منافسات الدوري الفرنسي، الذي اعتلى فيه المركز الأول لأول مرة بعد فوزه على ريمس بثلاثية سجلها مبابي وتعادل المتصدر السابق نيس في مونبلييه، في انتظار ما تسفر عنه الجولتين الأخيرتين من دوري المجموعات لدوري الأبطال في المجموعة المعقدة التي يلعب فيها.  

وقبل مواجهة منتخب بلاده، فرنسا، جبل طارق في إطار التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى بطولة "يورو 2024"، تحدث مبابي في المؤتمر الصحافي، وسأله أحد الصحافيين عن قراره بخصوص مستقبله، ولكنه لم يجب أبداً، بل طلب من الصحافيين التوجه الى مركز النادي "الباريسي" لطرح السؤال على إدارة الفريق، في إشارة الى أنه يرفض الحديث عن الموضوع خلال معسكر خاص بالمنتخب الفرنسي، في وقت يلتزم الصمت منذ مدة ويطيل عمر الشكوك والإثارة، من دون أن يتمكن أحد من معرفة نواياه ولا قراره بالرحيل أو التمديد شهر يناير/كانون الثاني أو شهر يوليو/تموز القادم ، وهو القرار الذي يكون له وقع على فريق باريس سان جيرمان أكثر من ريال مدريد الذي يملك بيلنغهام، فينيسيوس ورودريغو، والثنائي الفرنسي تشواميني وكامافينغا.

 

يحدث كل هذا اللغط في وقت تتزايد فيه الإشاعات حول رغبة جهاز قطر للاستثمار في بيع النادي "الباريسي" أو التنازل عن جزء من أسهمه لمستثمرين أميركيين، رغم تأكيد مدير الموارد المالية للنادي التزام القطريين بمواصلة مشروعهم مع فريق تبلغ قيمته اليوم حوالي 4 مليارات يورو وفقاً لمجلة فوربس الأميركية، يصعب التفريط فيه كلياً، مثل ما يصعب التفريط بالنجم كيليان مبابي، إلا اذا حدثت معجزة غير متوقعة يصعب تخيلها أيضاً في زمن أصبح فيه النجوم الكبار يعدون على أصابع اليد الواحدة، وشحت فيه الأموال على مستوى أندية مهددة باستمرار بتجاوز قوانين اللعب المالي النظيف. 

أما سيناريو الجزء الثاني من مسلسل مبابي فيبدو معقداً، لا يعرف تفاصيل نهايته حتى اللاعب نفسه، الذي لم يقرر بعد ما إذا كان القرار النهائي بيده فعلاً، لأن أوراقه لا تزال بحوزة والدته فايزة العماري، رغم اختفائها عن المشهد مؤقتاً منذ أشهر.

المساهمون