التصفيات الأفريقية.. منتخب مصر لمصالحة الجماهير في رحلة صعبة بالغابون

05 سبتمبر 2021
محمد صلاح سيلعب مباراة الليلة (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الإثارة، في سباق التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقبلة في قطر 2022، عبر سلسلة من المباريات الصعبة، ضمن مجموعات مختلفة في الدور الثاني، وقبل الأخير.

وتتجه الأنظار العربية صوب مواجهة منتخب المغرب مع نظيره غينيا في عقر دار الأخير، بالعاصمة كوناكري، التي وصل إليها عبر طائرة خاصة، في الجولة الثانية للمجموعة التاسعة، والتي تعد أصعب اختبار بالنسبة لأسود الأطلس في المجموعة. ويدخل المنتخب المغربي اللقاء وهو يتصدر جدول ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، بعد الفوز المهم على السودان بهدفين من دون رد في الجولة الأولى، ويبحث عن فوز ثان لتثبيت أقدامه في الصدارة، أو العودة بالتعادل على الأقل والاستمرار متصدرا في الوقت نفسه، وتجنب الخسارة أمام منافسه القوي. وتملك غينيا، في المقابل، نقطة واحدة، بعد التعادل مع غينيا بيساو.

وتمثل المباراة بالنسبة إلى وحيد حليلوزيتش، المدير الفني للمنتخب المغربي، تحديا صعبا، في ظل توتر علاقته مع الجماهير الرافضة لأسلوبه التكتيكي الدفاعي، بخلاف تفجّر أزمة كبرى له مع حكيم زياش، نجم وسط المغرب ولاعبه المحترف في صفوف تشيلسي الإنكليزي بطل دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، والمستبعد من المباراتين أمام السودان وغينيا.

وهاجم المدير الفني لاعبه زياش بشكل مدوٍ، في تصريحات نارية له قبل لقاء السودان مباشرة، وكشف عن سبب استبعاده، وهو اعتراض اللاعب على قرارات الجهاز الفني في معسكر سابق، بشكل لا يتناسب مع سياسة المدير الفني، ويراها خروجا على النص، وهو الأمر الذي فجّر غضبا واسعا بين الجماهير، التي ترى في زياش الورقة الرابحة، وأمل المغرب في الحصول على تأشيرة التأهل إلى كأس العالم المقبلة في قطر، خصوصاً في ظل الإمكانيات الفنية الكبيرة التي يملكها النجم المغربي المميز.

وأشعل زياش المعركة بدوره مع مديره الفني، عندما ألمح إلى "كذب" المدرب البوسني، وغرّد عبر حساباته في مواقع التواصل، بشكل غامض، قائلا: "عندما تتحدث المرة القادمة قل الحقيقة"، وهو الأمر الذي تم تفسيره على وجود مغالطات في حديث المدير الفني المتهم برفضه التعامل مع كبار النجوم بطريقة جيدة، ومنهم زياش.

ويدخل المنتخب المغربي اللقاء، رغم غياب زياش، متسلحا بتشكيلة قوية يراهن عليها حليلوزيتش في حصد فوزه الثاني في التصفيات على التوالي، والذي يعد الأمل الأكبر له في الحفاظ على منصبه، وإسكات الانتقادات لفترة من الوقت، لحين احتواء الجامعة الوطنية خلافاته مع نجم تشلسي.

ويتصدر الأوراق الرابحة في تشكيلة المغرب، ثنائي الهجوم المميز، منير الحدادي ويوسف النصيري، أمل الأسود الأكبر في التصفيات للمنافسة بقوة على صدارة المجموعة، وحصد تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل، بالإضافة إلى أشرف حكيمي مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي، وأحد أهم الأوراق الدفاعية في تشكيلة المغرب، إلى جانب رومان سايس ونايف أكرد نجمي الدفاع، وياسين بونو حارس المرمى، وإلياس الشاعر وأيمن برقوق وعادل تاعرابت ثلاثي الوسط، مع مجموعة أخرى من اللاعبين يمكن الرهان عليهم في التشكيلة الأساسية، مثل سفيان أمرابط وسليم أملاح وسفيان بوفال وأشرف بن شرقي، وهم لاعبون يملكون خبرات دولية كبيرة. وينتظر أن يبدأ وحيد حليلوزيتش المواجهة بطريقته الرقمية المعتادة 4-3-3، والتي تتحول إلى 4-5-1 عند فقدان الكرة، مع اللجوء للمرتدات، في محاولة لهز الشباك، وهو الأسلوب التكتيكي المنتظر تطبيقه من جانب المدير الفني في لقاء غينيا، في ظل توقعه بدء الأخير اللقاء بضغط هجومي، أملا في التسجيل وهز الشباك وتحقيق الفوز، للبقاء في دائرة المنافسة على قمة المجموعة، والتأهل للدور المقبل من التصفيات.

وقد يحدث مدرب المغرب تغييرات في التشكيلة التي خاضت لقاء السودان. وأكد حليلوزيتش، في تصريحات متلفزة، بعد الفوز على السودان في الجولة الأولى، أن الإعداد لمباراة غينيا، يعتمد على التعامل مع الإمكانيات التي يملكها الجهاز الفني. وقال حليلوزيتش: "بكل هدوء، نستعد للمباراة بكل متطلباتها. ستكون، من دون شك، مواجهة مختلفة، وسنواجه منتخبا يعتمد على الجانب البدني، لكن لدينا الإمكانيات للوقوف أمام كل الصعوبات"، وتابع المدير الفني عن فوزه على السودان: "أول مباراة في تصفيات المونديال، وأول فوز، هذا شيء مهم، مع الأسف لم نستغل جيدا الفرص التي أتيحت لنا، لكننا قمنا بعمليات فنية جيدة، والفوز يبقى مستحقا، خصوصا أن المنتخب السوداني لم يقم بأي تهديد حقيقي". وشدد على أن المباراة الأولى شهدت الاعتماد على 3 لاعبين جدد.

ويلتقي في المجموعة الأولى منتخب جيبوتي، الساعي لغسل أحزانه بعد صدمة الخسارة الكبيرة أمام الجزائر بثمانية أهداف مقابل لا شيء، مع نظيره منتخب النيجر في ملعب الأول، خلال لقاء صعب، يبحث خلاله كلا المنتخبين عن أول فوز لهما في التصفيات لتحسين الصورة.

وفي المجموعة الثالثة، يلتقي منتخب ليبيريا مع جمهورية أفريقيا الوسطى، وتسعى ليبيريا لأول فوز، فيما تملك أفريقيا الوسطى نقطة. وتقام مباراة قمة في المجموعة الرابعة، تجمع بين منتخب الكاميرون متصدر الجدول برصيد 3 نقاط، مع منتخب ساحل العاج ولديه نقطة، وكلاهما يسعى للفوز وحصد 3 نقاط غالية في سباق العبور للدور المقبل من التصفيات .

وفي المجموعة الخامسة، يحل منتخب مالي، متصدر الجدول حاليا برصيد 3 نقاط، ضيفا على أوغندا، التي تملك نقطة في جعبتها من تعادل في الجولة الأولى أمام كينيا. وفي المجموعة السابعة، يلتقي منتخب غانا، المتصدر، برصيد 3 نقاط، مع جنوب أفريقيا، التي تملك نقطة في جعبتها، في قمة كروية موعودة.

المساهمون