التحدي الألماني بين الإقالة والتتويج..

29 مايو 2023
تُوج فريق بايرن ميونخ بلقب الدوري الألماني هذا الموسم (ألكسندر هاسينستاين/Getty)
+ الخط -

ذروة من الإثارة في اليوم الختامي من الجولة الـ 34 لمسابقة الدوري الألماني "البوندسليغا" وتبعات الأفراح للعملاق "البافاري" والأتراح لفريق "أسود فيستفاليا"، المشهد الدرامي في الجولة ما قبل الأخيرة شهد تفوق بوروسيا دورتموند برصيد 70 نقطة واعتلاه القمة بفوز (3 - صفر) على فريق أوغسبورغ وخسارة بايرن ميونخ (3 - 1) أمام لايبزيغ ليفقد القمه ويحتل الوصافة برصيد 68 نقطة.

وفي اليوم الأخير من منافسات الدوري، يحتاج بوروسيا دورتموند للفوز على ماينز على ملعبه في "سيغنال إيدونا بارك"، والفوز كان يكفيه للتتويج باللقب للمرة الـ 9، في وقت كان فريق بايرن ميونخ ينتظر تعثر دورتموند بالتعادل أو الخسارة بشرط تخطي عقبة منافسه كولن في ملعبه.

تعادل دورتموند بصعوبة كبيرة (2 - 2) أمام ماينز، وبقي اللقب حائرا حتى الدقيقة 89 من المواجهة، خصوصاً مع استمرار تعادل فريق بايرن مع كولن (1 - 1)، إلى حين أن جاء النجم، جمال موسيالا، بهدف قاتل للنادي "البافاري"، لتصبح النتيجة (2 - 1)، في حين انتهت مواجهة دورتموند بالتعادل (2 - 2)، ثم يُتوج النادي "البافاري" باللقب رقم 11 توالياً وبنفس رصيد فريق دورتموند من النقاط (71 نقطة)، متفوقاً بفارق الأهداف، ليتكرر سيناريو ضياع اللقب من المتصدر في الدوري الألماني في الجولة الأخيرة للمرة السادسة، وكان آخرها في موسم 1985-1986.

وفي ذلك الموسم، تفوق بايرن على المتصدر فريق فيردر برمن صاحب الـ 49 نقطة آنذاك، وحسم "البافاري" اللقب لمصلحته بفارق الأهداف، وفي موسم 1999-2000، خسر فريق باير ليفركوزن اللقب لمصلحة بايرن بعد أن جمع الثنائي 73 نقطة، وتوج بايرن بفارق الأهداف حينها.

بالنسبة لبايرن، الموسم كاد أن يكون صفريا وسط تخبط إداري بالقرارات من إقالة المدرب، يوليان ناغلزمان بعد الخسارة أمام باير ليفركوزن ونزف عدد من النقاط وفقدان الصدارة، وذلك بناء علي توصية وقرار من الرئيس التنفيذي، أوليفر كان، والمدير الرياضي، حسن صالح حميديتش، وسط دهشة وتعجب من القرار وتوقيته، إذ جاء قبل مرحلة مهمة مفصلية لحسم البطولات والألقاب، وهو الذي كان يُنافس على لقب الدوري والصراع مع دورتموند، وكذلك على لقب الكأس في الدور ربع النهائي ضد فريق فرايبورغ، بالإضافة لخوض ربع نهائي دوري الأبطال أمام فريق مانشستر سيتي الإنكليزي.

وفي النهاية خسر توخيل أمام فرايبورغ وودع بطولة الكأس، ثم خسر أمام مانشستر سيتي في الدور ربع النهائي لبطولة دوري الأبطال، بل وكاد يخسر الدوري بالخسارة أمام فريق ماينز ولايبزيغ والتعادل أمام هوفنهايم.

أثر توقيت قرار إقالة ناغلزمان على الاستقرار والتنظيم والانضباط والمناخ المطلوب للتتويج بالألقاب، وعُين توماس توخيل مدرباً بتوقيت صعب وحساس. ويأتي القرار الأصعب والمفاجئ برحيل وإقالة أوليفر كان الرئيس التنفيذي، وحسن صالح حميديتش المدير الرياضي قبل اليوم الختامي وإبلاغهم بالقرارمن قبل رئيس مجلس الإدارة، هيربرت هاينز، وتعيين نائبه، يان كريستيان دريسين، كرئيس تنفيذي جديد وتكليف كارل هاينز رومينغيه بمسألة التعاقدات بالتشاور مع المدرب، توماس توخيل.

وطالبت بعض الأصوات بعودة، أوليه هونيس وكارل هاينز رومينغي، إلا أن الاقتراح كان له معارضون لأنه يعني العودة للخلف والنادي بحاجة للتخطيط والتطوير بفكر ودماء جديدة. قلعة "أليانز أرينا"، تُحقق الألقاب وسط العثرات والسقطات والتخبط الإداري، والآن التحدي قادم وسيكون الإعداد لمرحلة جديدة من الألقاب والبطولات وخصوصاً استعادة التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.

وأصبح توماس توخيل بعد التتويج ضمن 7 مدربين سبق لهم وأن توجوا بلقب الدوري الألماني في آخر 8 مواسم، وهم بيب غوارديولا، كارلو أنشيلوتي، يوب هاينكس، نيكو كوفاتش، هانز فليك (لقبين)، يوليان ناغلزمان وأخيراً توماس توخيل.

كما يبرز إلى الواجهة تتويج النجم المغربي، نصير مزراوي، الذي سار على طريق النجم الآخر مهدي بن عطية (تُوج بلقبين في عامي 2015 و2016)، والجزائري، أحمد رضا مادوني مع فريق دورتموند في عام 2002، والمصري محمد زيدان مع فريق دورتموند أيضاً عامي 2011 و2012. كما وحقق البرتغالي، جواو كانسيلو، المعار من فريق مانشستر سيتي الإنكليزي، رقماً مميزاً، إذ حصد لقبي بطولة دوري في موسم واحد (مع مانشستر سيتي وبايرن).

المساهمون