البطل المغربي يوسف العسيري: لم يترك عائلته فكافأه القدر

11 نوفمبر 2022
العسيري عمل لسنوات قبل أن يصبح بطلاً (ون)
+ الخط -

لم تكن مسيرة البطل المغربي يوسف العسيري في الفنون القتالية سهلة. صعوبات كثيرة واجهها المقاتل البالغ من العمر 31 عاماً في بطولة "ون" في طريقه نحو عرش المواي تاي لوزن القشة.

من طفولة صعبة في مونزا شمال إيطاليا وخيبة رياضية مبكرة إلى العمل باكراً رغماً عنه في بريطانيا لإعالة عائلته وبدايته الصعبة في "ون"، حرص العسيري على مواجهة التحديات بشجاعة، وانتصر عليها ليحقق حلمه بأن يصبح بطلاً عالمياً، وهو أمر ربما لا يتحقق في كلّ مرة، خاصة في ظلّ انتشار "ون" بشكل كبير عالمياً، إذ باتت تحظى بمتابعة جماهيرية في مختلف أنحاء العالم، ومما لا شكّ فيه أن تطورها السريع سيضعها لفترة طويلة في مصاف أفضل عروض الفنون القتالية.

بالعودة إلى العسيري فسرّه للوصول إلى القمة في رياضته المفضلة كان عائلته، إذ تعلم من والديه والظروف المحيطة بهما الانضباط والعمل الجاد وإيجاد الحافز النفسي في أصعب الأوقات.

الصعوبات بدأت منذ الطفولة، إذ يصف بطل WBC العالمي السابق بالمواي تاي مدينة مونزا، حيث قضى سنواته الأولى، بأنها "ليست أفضل الأماكن" للعيش. 

الأمور تعقدت أكثر عندما مرّت العائلة بضائقة مالية وعدم قدرة الوالدين على إيجاد فرص عمل في المدينة. وقال العسيري عن تلك المرحلة من حياته لموقع "ون": "والداي كانا يعملان عندما كنّا أطفالاً، لكن الظروف في إيطاليا كانت صعبة. كان من الصعب عليهما إيجاد عمل في بعض الأحيان"، إلا أنّ العسيري يقدّر تضحيات والديه من أجله وإخوته الثلاثة ويصف عائلته بالـ"متواضعة، بقلوب رائعة".

في تلك الأثناء، كان يوسف يشق طريقه في عالم الرياضة، حيث حاول بدايةً احتراف كرة القدم، لكنه أُخرج من الفريق بسبب صغر حجمه، لكن العسيري لم يستسلم، وبدأ بتعلّم المواي تاي يوماً بعد آخر، واضعاً هدفاً نصب عينيه للوصول إلى الحلم الذي يريده، وبالفعل نال ما أراد، ولكن كان للقصة بقية قبل ذلك.

سطع نجمه بسرعة، لكنه اضطُر إلى السفر لبريطانيا من أجل البحث عن عمل وتحويل المال إلى عائلته. وعن ذلك يكشف العسيري: "أصعب شيء قمت به هو سفري إلى لندن لأن والديي لم يملكا المال.. ذهبت إلى هناك لأرسل المال لكي نتمكن من دفع إيجار البيت".

رياضات أخرى
التحديثات الحية

 

ولا يخفي المغربي الدروس التي تعلمها خلال تجربته هناك، إذ أعرب عن ذلك قائلاً: "ما تعلمته هناك هو أن باستطاعتك التأقلم مع أصعب الظروف من دون فقدان شغفك، الصعوبات تعلّمك أنك عندما تتخطى امتحاناً ما، فإن الأمور تصبح أسهل بعدها".

وعلى الرغم من عمله بجدّ في بريطانيا، إلا أنّ العسيري لم يخسر شغفه ولم يهمل تدريباته، فثابر على حضور كافة التمرينات قبل عودته إلى عائلته في إيطاليا. وهكذا كان وفاء العسيري مفتاح نجاحاته في المواي تاي، حيث سيواجه بطل "ون" العالمي بالمواي تاي عن فئة وزن الذبابة، التايلاندي رودتانغ جيتموانيون، من أجل لقب وزن الذبابة، وذلك خلال حدث ONE Fight Night 4 في ملعب سنغافورة الداخلي، لتكون ليلة كبيرة لكلا المقاتلين.

المساهمون