الأهلي "ريال مدريد" أفريقيا.. من المعاناة محلياً إلى المجد العالمي في مونديال الأندية
لم يكن أشد المتفائلين من بين المتابعين لكرة القدم الأفريقية يتصور أن يحتل الأهلي المصري المركز الثالث في كأس العالم للأندية المقامة في المملكة العربية السعودية، إثر فوزه الجمعة، على فريق أوراوا ريد الياباني في المباراة الترتيبية لتحديد المركز الثالث بنتيجة 4-2، وذلك بسبب أزمة النتائج التي كان يعيشها الفريق.
ويأتي ذلك في الوقت الذي آمنت فيه جماهير العملاق المصري بقدرات فريقها وحيدة، إذ إنها تنقلت بكثافة إلى السعودية لدعم زملاء النجم التونسي علي معلول في البطولة، لتأكدهم أن نادي الأهلي المصري هو فريق المواعيد الكبرى بامتياز، وبأن لاعبي الفريق ونجومه عادة ما يكونون جاهزين في المنافسات الكبيرة، بقطع النظر عن المشاكل التي يعيشها ناديهم.
وقبل وصول الأهلي إلى السعودية، فقد كان الفريق يمر بأزمة نتائج كبيرة، كادت تعصف بمستقبل المدير الفني السويسري مارسيل كولر مع النادي، إذ إنه عجز عن الانتصار في آخر مباراتين في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أفريقيا، بعد أن تعادل مع فريق يانغ أفريكانز التنزاني بنتيجة 1-1، كما تعادل أيضاً على ملعبه وأمام جماهيره أمام فريق شباب بلوزداد الجزائري بنتيجة 0-0.
ولاقى الفريق عديداً من الصعوبات حتى في الدوري المصري، بعد أن تعادل كذلك في آخر مباراتين أمام نادي سموحة بنتيجة 0-0، على أرضه، وتعادل كذلك مع فريق الجونة بنتيجة 1-1، رغم أن منافسه أنهى المباراة في نقص عددي بعد طرد الحكم لمدافعه أحمد محمود.
وأظهر الأهلي المصري في كأس العالم للأندية مستويات قوية، خصوصاً أمام الاتحاد بطل الدوري السعودي في الموسم الماضي والذي يضم كتيبة مميزة من النجوم، يقودها الفرنسي كريم بنزيمة، إذ إن الفريق فاز بنتيجة 3-1، قبل أن ينهزم في الدور نصف النهائي أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-0، في مباراة أكد خلالها خصوصاً في الشوط الأول تفوقه على منافسه، وقد كان يستحق تحقيق نتيجة أفضل.
وأعادت هذه البطولة للأذهان ما يحدث دائماً في تاريخ الأهلي المصري الذي يعتبر فريق المواعيد الكبرى بامتياز، وقد كان آخرها في العام الماضي، بعد أن تأهله من دور المجموعات، إثر لعب الحظ دوره في هزيمة الهلال السوداني أمام صن داونز الجنوب أفريقي في الجولة الأخيرة، في مباراة أضاع خلالها السودانيون ركلة جزاء في الدقيقة التسعين من المباراة، وهي الركلة التي أهدت التأهل للأهلي الذي فاز بعدها بلقب دوري أبطال أفريقيا، حيث أظهر مستويات أخرى مع تقدم أدوار البطولة.
ويشبه الأهلي المصري كثيراً نادي ريال مدريد الإسباني في القارة الأوروبية، الذي يعد دائماً في مسابقة دوري أبطال أوروبا مرشحاً بارزاً للتتويج باللقب، حتى لو لم يكن في أفضل أحواله، وأكبر دليل على ذلك ما حدث في الموسم قبل الماضي الذي فاز فيه ريال مدريد باللقب، بسيناريو هيتشكوكي لم يرشحه أحد لتجاوزه.