الأخطاء التحكيمية تثير الجدل في مونديال 2022

11 ديسمبر 2022
الحكم الإسباني ماتيو لاهوز خلال لقاء الأرجنتين وهولندا (أليكس ليفيزي/ Getty)
+ الخط -

"على الاتحاد الدولي ألا يضع مثل هؤلاء الحكام في مثل هذا النوع من المباريات"... كلمات نارية أطلقها ليونيل ميسي، قائد منتخب الأرجنتين ونجمها الأسطوري، في وجوه الجميع، بعد فوز "راقصي التانغو" على هولندا (4-3) بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس العالم 2022 في قطر.

وتحول ماتيو لاهوز، الحكم الإسباني، إلى مصدر أول وأكبر أزمة تحكيمية في كأس العالم 2022، ليس بسبب أخطاء فادحة في احتساب هدف غير شرعي، بل في قرارات مثيرة للجدل.

فالحكم في عيون منتخب الأرجنتين بعد نهاية اللقاء بات متهماً بالإسراف في منح اللاعبين البطاقات الصفراء، بخلاف التحدث بأسلوب غير لائق معهم، والإفراط أيضاً في احتساب الوقت البديل في الشوط الثاني، إلى أكثر من 10 دقائق، ليتيح الفرصة خلاله لهولندا لتسجيل هدف التعادل، واللجوء للوقت الإضافي.

وهاجم ميسي بقوة الحكم بعد نهاية اللقاء، وقال في رسالة صريحة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم: "على فيفا ألا يضع مثل هؤلاء الحكام في مثل هذا النوع من المباريات". وهذه من المرات النادرة التي يخرج فيها ميسي عن الهدوء، ويتحدث عن أداء الحكام في المباريات التي يشارك فيها، وظهر تأثره الواضح بالأحداث التي مرت بها المواجهة بين منتخبي "التانغو والطواحين"، وحسمها الأول لصالحه بركلات الترجيح.

وسار إيميليانو، حارس مرمى الأرجنتين، على نهج ميسي في انتقادات الحكم، ولكن عبر تصريحات أشد قسوة وقوة قائلاً: "هذا الحكم مجنون، متعجرف، أنت تقول له شيئاً، وهو يتحدث معك بشكل سيئ، منذ استبعاد إسبانيا أعتقد أنهم يريدون استبعادنا".

ولم يكشف الحارس طبيعة الاتهامات التي انهالت على الحكم الإسباني، وهل توجد مؤامرة بعينها من عدمه.

وأثار لاهوز الجدل بسبب تصرفاته العدائية، على حد زعم لاعبي "التانغو"، فيما لم يكن هناك أخطاء فادحة فنياً لها تأثير في ترجيح كفة فريق على حساب آخر.

وشهدت بطولة كأس العالم 2022 تطوراً لافتاً في عالم التحكيم والصافرة، وتراجعت بنسبة كبيرة معدلات الأخطاء، ونجح مونديال قطر، بفضل ما توفر من تقنيات فنية كبرى، في منح هذه النسخة ميزة جديدة، تمثلت في غياب القرارات المثيرة للجدل، وتخفيض معدلات الأخطاء التحكيمية إلى نسبة لا تذكر بعكس بطولات سابقة، كانت فيها الانتصارات "غير الشريفة" من أخطاء تحكيمية فادحة مثار جدل واسع حتى بعد تقديم تقنية الفيديو "فار".

وشهد المونديال القطري جدلاً أثاره دييغو كوستا، المدير الفني المقال من تدريب أوروغواي، بسبب خروجه من الدور الأول، وحمل المسؤولية إلى الحكم الإيراني علي رضا فغاني حكم لقاء أوروغواي والبرتغال، بداعي احتسابه ركلة جزاء غير صحيحة، ولكن تقنية الفيديو أكدت سلامة اللعبة، وأحقية البرتغال في الحصول على الركلة التي ساهمت في فوزها بهدفين دون رد في نهاية المشوار.

وأثير جدل في مباراة أخرى حول هدف ياباني سجله في مرمى إسبانيا خلال الدور الأول، وهو هدف أووه تاناكا في الدقيقة 51 من عمر اللقاء، وكان الهدف الثاني لليابان، والذي ساهم في فوز "أبناء الساموراي" على "الماتادور" في نهاية المطاف (2-1) بعدما ألغاه في البداية الحكم الجنوب أفريقي فيكتور غوميز، قبل أن يعود بعد اللجوء لتقنية الفيديو ويحتسب الهدف، فيما ظهرت صور تفيد أن الكرة خرجت من الملعب قبل التمرير إلى لاعب اليابان تاناكا ليسجل هدف الفوز الغالي في اللقاء.

وجرى اتهام الحكم بالخطأ في احتساب الهدف الياباني، ولكن عاد "فيفا" ليحسم الجدل عبر بيان رسمي أطلقه عبر حسابه الرسمي في "تويتر" حول خروج الكرة من الملعب قبل تسجيل اليابان للهدف الحاسم على "الماتادور".

وكتب فيفا: "وفقاً لاستخدام جميع الكاميرات وأحدث التقنيات، تبين أن الكرة لم تعبر بأكملها خارج الملعب"، وتابع": "قد تعرض الكاميرات الأخرى صوراً مضللة، لكن وفقاً للأدلة المتاحة لم تكن الكرة بأكملها خارج اللعبة".

ويحسب لمونديال قطر في نهاية المطاف النجاح في تقليل الأخطاء التحكيمية بنسبة كبيرة جداً، بفضل التقنيات الحديثة التي جرى تطبيقها لفرض العدالة داخل المستطيل الأخضر.

المساهمون