قال عبد العزيز آل إسحاق، مدير استاد الجنوب، أحد الاستادات الثمانية المستضيفة لكأس العالم "قطر 2022"، إن المعمارية الراحلة زها حديد استوحت تصميم الصرح المونديالي من التاريخ البحري العريق لمدينة الوكرة، الذي لطالما ارتبط بركوب البحر للصيد واستخراج اللؤلؤ، فأبدعت تحفة معمارية فريدة تربط عراقة الماضي بأصالة الحاضر.
وأضاف آل إسحاق، الإثنين، أن المعمارية العالمية زها حديد حرصت على دراسة المنطقة والتعرف إلى تاريخها ومعالمها، في ضوء ارتباط تاريخ مدينة الوكرة بالصيد وتجارة اللؤلؤ، فاستلهمت التصميم على شكل صدفة خارجية بداخلها مركب تقليدي.
وأكد آل إسحاق في حوار مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أنه جرى اختيار موقع الاستاد، الذي افتتح في 16 مايو/أيار 2019 خلال استضافته نهائي كأس الأمير، بشكل مدروس ليخدم أكبر عدد من سكان مدينة الوكرة والمناطق المحيطة بها، والذين يمثلون شريحة كبيرة من أفراد المجتمع القطري.
وأضاف: "يتسع استاد الجنوب لأكثر من 40 ألف مشجع، ومن المقرر تفكيك 20 ألف مقعد من المدرجات العلوية، والتبرع بها لصالح مشاريع رياضية في أنحاء العالم، ثم الاستفادة من الاستاد بالمقاعد المتبقية لاستضافة منافسات كرة القدم وغيرها من الأحداث الرياضية الأخرى، ليصبح الاستاد في مرحلة الإرث مركزاً رياضياً لخدمة سكان المناطق المحيطة به".
وأوضح آل إسحاق أنه من المقرر إنشاء مرافق إضافية في المنطقة المحيطة بالاستاد لخدمة أفراد المجتمع؛ تشمل مسجداً ومساحة داخلية متعددة الاستخدامات، ومدرسة، وصالة أفراح وغيرها، مشيراً إلى أن المنطقة المحيطة بالاستاد تضم الآن حديقة عامة تمتاز بمساحتها الخضراء الشاسعة ومناظرها الخلابة، وتحتوي على ملاعب للتنس وكرة السلة، ومرافق لممارسة التمارين الرياضية، ومساحات للعب الأطفال، ومسارات للجري وركوب الدراجات.
وأكد آل إسحاق أنه جرت مراعاة كافة جوانب الاستدامة في جميع مراحل المشروع، بداية من مرحلة التصميم مروراً بالتشييد والآن خلال تشغيل الاستاد، وخاصة في السقف القابل للطي والذي يبلغ طوله 92 متراً، ويسمح بتخفيف حدة أشعة الشمس وتظليل الاستاد بالكامل، بالإضافة إلى حمايته من الداخل من الطقس الحار، الأمر الذي سيساهم في رفع كفاءة نظام التبريد داخل الاستاد.
وأشار آل إسحاق إلى أن الصرح المونديالي هو أول استادات مونديال قطر 2022 حصولاً على شهادات المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" التي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير "جورد"، حيث حصل على ثلاث شهادات في الاستدامة، شملت التصميم والبناء من فئة الأربع نجوم، وإدارة التشييد من الفئة الأولى، ونسبة كفاءة الطاقة الموسمية عن مركز الطاقة.
ويقع استاد الجنوب على بعد 23 كلم من وسط مدينة الدوحة، ويسهل الوصول إليه باستخدام المترو، حيث لا تتجاوز المسافة بين الاستاد ومحطة الوكرة التي تقع على الخط الأحمر 4.5 كيلومترات، وتنقل الحافلات المشجعين من محطة المترو إلى الاستاد في أيام المباريات.
وتولى أعمال المقاول الرئيسي لمشروع استاد الجنوب تحالف ضم شركتي مدماك وبور قطر، إلى جانب شركة سكسكو البلجيكية، كما أسندت مهمة الإشراف على المشروع لشركة كيو إنترناشيونال كونسلتنس.
يشار إلى أن استاد الجنوب يستضيف سبع مباريات في مرحلة المجموعات ودور الستة عشر خلال المونديال المرتقب، تبدأ في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني بمباراة فرنسا وأستراليا ضمن منافسات المجموعة الرابعة، ثم مباراة سويسرا والكاميرون لحساب المجموعة السابعة يوم 24 نوفمبر، وتونس في مواجهة أستراليا في المجموعة الرابعة يوم 26 نوفمبر.
ويشهد الاستاد في دور المجموعات أيضاً مباراة الكاميرون وصربيا لحساب المجموعة السابعة يوم 28 نوفمبر، وأستراليا والدنمارك في المجموعة الرابعة يوم 30 نوفمبر، وغانا وأوروغواي في المجموعة الثامنة يوم 2 ديسمبر/كانون الأول. وتختتم المنافسات التي سيشهدها الاستاد في المونديال بالمباراة التي ستجمع بين أول المجموعة الخامسة وثاني المجموعة السادسة، يوم 5 ديسمبر، ضمن منافسات دور الستة عشر.