بالرغم من الحالة المعنوية المرتفعة للمنتخب الجزائري لكرة القدم، بعد أن أصبح بطل أفريقيا 2019 وعلى مقربة من العبور إلى المرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم المقررة في قطر 2022، فإن هذه المعنويات المرتفعة أفسدتها الظروف التي تعرّض لها بالعاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس، قبل مواجهته غداً الجمعة أمام جيبوتي على استاد القاهرة الدولي، ضمن الجولة الخامسة من المجموعة الأولى لتصفيات المونديال، ليصاب أعضاء البعثة الجزائرية، وعلى رأسهم جمال بلماضي المدير الفني، بحالة عصبية شديدة، بعد أن تأخّر مران الفريق اليوم على الملعب الرئيسي في استاد القاهرة لقرابة الـ45 دقيقة.
ولم يأت التأخير الجزائري، بسبب ازدحام الطرق المؤدية للملعب فقط، بل أيضاً إثر ايقاف الحافلة التي أقلت أعضاء البعثة الجزائرية من قبل قوات الشرطة المصرية، وظهر أعضاء الجهاز الفني والإداري والطبي واللاعبون، في حالة غضب شديد، بمجرد وصولهم لمضمار استاد القاهرة، وعلت أصواتهم، وهم يتحدثون عمّا تعرضوا له في طريقهم لأداء المران الرئيسي لمباراة جيبوتي.
وأبرز مشهد كان من نصيب جمال بلماضي، الذي ظل يصرخ مردداً كلمات تأرجحت بين الفرنسية والعربية، وأخذ يقول "بوليس.. بوليس" ، كما رفض التعامل مع وسائل الإعلام المصرية تماماً، وتجاهل الردّ على من نادوا عليه، واكتفى بالنظر إليهم بغضبٍ وعصبية، وجاء ردّه على طلبات الإعلاميين الذين حضروا المران الجماعي: "مش ممكن".
وتفادى رياض محرز، جناح مانشستر سيتي الإنكليزي وقائد كتيبة منتخب بلاده، مجرد النظر إلى الإعلاميين، واكتفى بإشارات رفض الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام، دون أن يتفوه بكلمة واحدة.
وتحدّث على استحياء الحارس رايس مبولحي، الذي داعب في البداية الصحافيين قائلاً "كابتن جمال قال مش ممكن يعني مش ممكن" ، قبل أن يؤكد أن منتخب بلاده سيحقق أكبر نتيجة في تاريخه في مواجهة جيبوتي، وأوضح أن المنافس لا يخلو من لاعبين يمتلكون سلاح المهارة العالية.
وكان حوار جمع بعض أعضاء المنتخب الجزائري، وتحديداً الجهاز الإداري، بأحمد بري، سفير دولة جيبوتي لدى القاهرة، الذي حرص على حضور مران منتخب بلاده، الذي سبق التدريب الأخير للجزائر.
وسيطر على مران المنتخب الجزائري الجانب الترفيهي لاحقاً، بشكل يعكس الثقة الشديدة في تحقيق فوز كاسح على جيبوتي، وتمثلت تلك الحالة في تخصيص بلماضي لوحدات تدريبية خفيفة، مثل التسديد من وضعيتي الثبات والحركة على المرمى، وتقدم المدافعين، لإحداث الزيادة العددية في الشق الهجومي، وكذلك لاعبي محور الارتكاز الدفاعي، مع مشاهدة تسجيل لمباراة الذهاب أمام جيبوتي، التي انتهت باكتساح لصالح الخضر، بثمانية أهداف مقابل لا شيء.