تترقب الجماهير الرياضية، الخميس، المواجهة القوية التي ستجمع بين منتخب إيطاليا وخصمه منتخب إسبانيا، ضمن منافسات نصف نهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية، في ملعب "دي غرولش فيست" بهولندا.
وللمرة الثانية توالياً، تكون المواجهة بين إيطاليا وإسبانيا في نصف النهائي، حيث يهدف منتخب إيطاليا إلى الثأر من منافسه، بعد أن أوقف منتخب إسبانيا سلسلة انتصارات إيطاليا التاريخية، بعد 37 مباراة لم يعرف خلالها "الطليان" غير لغة الفوز أو التعادلات، في صدمة أولى بالنسبة إلى بطل أوروبا 2021، رغم أن المنتخب الإيطالي كان قد تجاوز منافسه قبل أسابيع قليلة في نصف نهائي "اليورو".
وهذا الطابع الثأري للمباراة بالنسبة إلى إيطاليا يعكس حالة الصدمة التي تعيشها كرة القدم الإيطالية، بعد أن خسرت 4 ألقاب في أسبوعين، ذلك أن إيطاليا كانت ممثلة بثلاثة أندية في النهائيات الأوروبية دون أن تفلح في كسب أي لقب.
لكن روما خسر أمام إشبيلية في الدوري الأوروبي، وفيورنتينا أمام ويستهام في دوري المؤتمر وإنتر ميلانو ضد مانشستر سيتي في دوري الأبطال، قبل أن يخسر منتخب إيطاليا نهائي بطولة العالم للشباب التي أقيمت في الأرجنتين بسقوطه أمام أوروغواي بنتيجة 1-0.
كما أن الجماهير في إيطاليا لم تعد تثق كثيراً في قدرات منتخب بلادها، بعد خسارته في بداية تصفيات بطولة أوروبا في شهر مارس/آذار الماضي أمام إنكلترا، التي أكدت أن إيطاليا ليست مستعدة لرفع التحدي، بسبب غياب المواهب.
وهذه الصدمات القوية تجعل المنتخب الإيطالي مطالباً برفع مستواه في نصف نهائي دوري الأمم، حتى يُسعد الجماهير الإيطالية التي تعيش على وقع الصدمات في الأشهر الماضية، بعد أن فشل المنتخب في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في قطر.
ورغم ذلك فقد حافظ على مدربه روبرتو مانشيني الذي يعتمد على أسماء جديدة في حملة السعي إلى تعويض النتائج السلبية. ويعتبر تأهل إيطاليا إنجازاً مهماً، بعد أن تجاوزا منافسين من الحجم الكبير، حيث كانت إيطاليا في مجموعة ضمّت إنكلترا وألمانيا. ورغم أن المهمة كانت تبدو شبه مستحيلة، فإن إيطاليا صنعت الحدث، مستفيدة من الانتصارين على منتخب المجر الذي كان المنافس الرابع في مجموعة إيطاليا.
وأكد روبرتو مانشيني، المدير الفني لمنتخب إيطاليا، في تصريحات صحافية، أن الوصول إلى هذا الدور مجدداً يُسعده كثيراً، ويُعتبر إنجازاً بالنسبة إلى منتخب بلاده بالنظر إلى أهمية المسابقة وكذلك صعوبة المباريات، وأشار في تصريحات إعلامية إلى أن هدف إيطاليا من النهائيات هو محاولة الحصول على اللقب، غير أنه اعترف بأن تخطي منتخب إسبانيا لن يكون سهلاً، وسيكون منتخب بلاده مطالباً بتحسين مستواه من أجل تخطي حاجز منافس قوي.
في المقابل، دخل المنتخب الإسباني مرحلة جديدة في تاريخه، بعد أن ودّع مونديال قطر في ثمن النهائي أمام منتخب المغرب، حيث دفع المدرب لويس إنريكي الثمن وخسر مكانه لفائدة لويس دي لافوينتي، وذلك على أمل أن تستعيد إسبانيا حضورها القوي بعد فوزها بثلاثة ألقاب كبرى بين عامي 2008 و2012، إذ تُوّجت بكأس العالم 2010 وبطولة أوروبا في عامي 2008 و2012.
وشهدت نتائج إسبانيا تراجعاً في المواسم الماضية، رغم أن المنتخب كان حاضراً في أهم البطولات ولكنه عجز عن التتويج، وقد يُفسر ذلك بالتغييرات التي شهدها، وذلك بعد اعتزال عدد من النجوم وعدم قدرة الجيل الجديد على فرض حضوره بقوة، إذ أضاع الإسبان عدداً من الفرص من أجل التقدم في المسابقات التي شاركوا فيها، وبالتالي خيّبوا آمال جماهيرهم، وقد اختار الاتحاد الإسباني التعاقد مع مدرب له خبرة كبيرة في التعامل مع النجوم الشباب بهدف الاستفادة من قدراته في استغلال مهارات الجيل الجديد الذي يقوده غافي وبيدري ثنائي برشلونة، ولكنه يفتقد إلى المهارات في الهجوم القادرة على صنع الفارق.
وكان منتخب إسبانيا قريباً من الغياب عن هذه النسخة، بما أن البرتغال اقترب كثيراً من التأهل، غير أن هدفاً من ألفارو موراتا منح إسبانيا صدارة المجموعة، ليضرب موعداً مع نصف النهائي للمرة الثانية بحثاً عن اللقب الوحيد الذي ينقص سجله على الصعيد الأوروبي، بما أن إسبانيا تملك سجلاً مميزاً في بطولة أوروبا، إضافة إلى تألق الأندية في المسابقات المختلفة، كما سيُحاول تعويض فشله في نهائي النسخة الماضية أمام فرنسا وما رافقها من أزمات بسبب أخطاء التحكيم.
وأكد دي لافوينتي، في تصريح صحافي، أنه يثق في قدرات لاعبيه من أجل تخطي عقبة إيطاليا، معتبراً أن الجيل الحالي قادر على الذهاب بعيداً في مختلف البطولات، كما أقرّ بأن منتخب إيطاليا يبقى منافساً قوياً رغم الفشل الذي رافقه في تصفيات كأس العالم الأخيرة، ما يعني أن مهمة إسبانيا ستكون صعبة بلا شك، لأن المنافس متحفز بدوره لكسب المواجهة.